السلام عليكم
مابين فترة واخرى كنا نذهب انا واصدقائي واولاد عمي الى ضفاف دجلة نتنزه فكان اهم العابنا هي كرة الطائرة ثم بعدها نسبح في النهر ونتشاجر بالطين او الاعشاب التي في النهر فذات يوم كانت الرياح قوية وكان الموج عالي نوعا ما .
كان لدينا عبوات ماء وبسبب الحر لم يبق منهن فقررت ان املئ احداهن من منتصف دجلة لكونه الماء الذي في الضفة اصبح خابطا بسببنا
فرميت العبوة امامي و رحت اسبح ورائها الا انها لكونها خفيفة بدأت تبتعد عني فصرت اسرع بأتجاهها ولكن لا فائدة حتى صارت بعيدة جدا عني وقوة الموج وتلاطمه على وجهي حال بيني وبينها
فقررت تركها والعودة بدونها
ولكن الامر الغريب عندما اردت العودة لم استطيع حيث الماء يحركني يمينا وشمالا رغم اني بأستمرار كنت اعبر نهر دجلة سباحة
بائت كل محاولاتي بالعودة بالفشل
فقررت ان اعبر الى الضفة الثانية ومن هناك ارى حلا للعودة
ولكن كذلك
كلما اسبح اتجاه الضفة اجد نفسي عائما في منتصف النهر يسيرني طولا بسبب قوة جريان الماء وتلاطم امواجه وقد امتلئت معدتي ماءا لكوني تعبت واتنفس بقوة فيتمكن الماء من الدخول لفمي
هنا ثقلت ذراعاي وضعفت قدماي على السباحة وصرت لا اعرف ماذا افعل ... التنفس سريع... القوة ضعفت وبدئت اثقل بالمياه ولا استطيع حتى طلب النجدة
بدأت الامواج تغطسني وصار كل همي ان احافظ على توازن جسمي لأبقى طافيا عسى ان يراني احدهم ولكنني صرت بعيدا عن نواظرهم
بدأت اشعر انني سأغرق فعلا فأكرس كل جهدي فقط ان لا ابتلع ماءا اكثر وان اواجه هذا الكابوس المدعو الموج او مانسميه في اللهجة الشعبية
( الروج )
اقسم بالله ان السماء بتلك اللحضة رأيتها حمراء اللون وليس كماكانت قبل قليل زرقاء
لا شيء في جسدي يستطيع المقاومة هنا وصلت لمرحلة اليأس
لم يبق بذهني الا طريق واحد
شخص طالما اخبرونا انه يحضر الشدائد
فناديته
ان كنت فعلا علي بن ابي طالب تحضر الشدات فأحضرني ياعلي
وبقيت اوازن بجسدي بذراعي وقدماي واغمضت عيناي كي لا تلطمها المياه اكثر
والهج ياعلي
ياعلي
ثواني لا اكثر
فتحت عيناي وانا قرب الضفة والامواج خف جنونهن -
فعاد الامل لنفسي و رحت احاول لم تبق الا امتار قليلة كيف وصلت ياعلي ياعلي
وصلت للقرب تحسست قدماي بالقاع فخرجت من النهر
ورأسي به صداع لا يقاوم
لم اذهب الى اولاد عمي بل عبرت سدة ترابية قريبة من النهر وفرغت ما بمعدتي ورميت نفسي على التراب لاعيد طاقتي
رحت افكر بتعجب كيف تخلصت وعدت للضفة وانا لم اكن اسبح
كيف لم اغرق
عدت اليهم ولم اخبرهم بما جرى لي
و في اليوم الثاني حل ضيفا علينا احد ابناء العم فأخذناه لنفس المكان
و كالعادة لعبنا و كذا وكذا
كان معنا احد اصدقاء عمي شخص يدعى ( ثابت )
ثابت كان سابقا في الضفادع البشرية ( قوات خاصة ) ويسمى بتمساح الخليج
اي انه يفوقنا سباحة
ذهب ايضا ليجلب ماء من منتصف النهر
وانا انظر اليه واقول لنفسي هذه الرجال والا فلا -
واذا بثابت اراه قام يدور حول نفسه لدورتين
وصرخ بصوت عالي انجدوني انجدووووني
فضحكوا جميعهم ولم يصدقوه فهذا ثابت لم يغرق بالبحر يغرق يدجلة ؟ من يصدقه
فصرخت عليهم بقوة الحقووه الحقوووه انه غرق ولله غرق امس انا هنا غرقت ففزعوا وكلهم ارتموا بالنهر لنجدته فالحقوه وهو فاقد الوعي واخرجوه كنت افكر من سينقذ من لو غرق احدهم ؟؟ ولكن لله الحمد تم انقاذه فذهبت وعملت له ضربات الصدر والتنفس الاصطناعي حتى تقيئ ماشربه فأسعفناه للمستشفى
ذهبنا له ليلا نتحمد له السلامة فسألته : ثابت ماذا قلت في لحضة الغرق ؟ قال فكرت بأطفالي وقلت آه هذه آخر ما اراه بحياتي تلك النخيلات البعيدة ودمعت ..
وقتها لعنت نفسي المشككة بمن انقذني وضننت انا من انقذت نفسي بيدي فأنا من اكون قياسا بثابت في السباحة
انا لا شيء
انقذني علي بن ابي طالب ع فقمت وكتبت له
من شفت حيلي انتهى كلت غركت
ومية بالمية اليأس حوّط علَي
وللمنية الروح رأساً سلّمت
وشفت ملج الموت جن يكرب الي
ابذيج لحضة موت بيها وفكرت
كلت اصيح اخواني لو صيحن هلي
وادري اخواني جذب تلحك علي
الروج ضدي وضدي هب عالي العصف
وانت يالنجيت يونس بالبحر
وبيك شمس الله ردت للنصف
وغير هالكلمات ماكتّله ابد
كبل ميكملن شمرني على الجرف
حتى عزرائيل من عدّك رجع
والعصف والروج من صحتك وكف
الى اخر القصيدة
والسلام