منذ بدء الجائحة، ظهرت العديد من الطفرات لفيروس كورونا، وأكثرها إثارة للقلق كان السلالة التي ظهرت في بريطانيا، وفي بحث علمي جديد كشف العلماء أن هذه السلالة قد تكون إحدى أخطر السلالات الموجودة.
تبعًا لدراسة جديدة نشرت نتائجها مؤخرًا في مجلة (The BMJ) الطبية، لوحظ أن فرص الوفاة من سلالة كورونا البريطانية، والتي تحمل اسم (Variant B.1.1.7)، قد تكون أعلى بما نسبته 64% من فرص الوفاة المرتبطة بالسلالات الأخرى الموجودة حاليًا من فيروس كورونا المستجد.
خلال الدراسة التي قام بها باحثون بريطانيون، تم فحص بيانات أخذت خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من أكثر من 100 ألف شخص مصاب بفيروس كورونا، من ضمنهم أشخاص كانوا مصابين بالسلالة البريطانية.
فتبين للباحثين أن عدد الوفيات من السلالة الجديدة كان أكبر بكثير من عدد الوفيات التي تم تسجيلها نتيجة الإصابة بالسلالات القديمة الأخرى، مما جعل الباحثين يستنتجون أن السلالة البريطانية قد تكون أخطر من سابقاتها.
النسبة المذكورة التي كشفت عنها الدراسة هي نسبة مخيفة بكل المقاييس، ناهيك عن أن الباحثين كانوا قد كشفوا في وقت سابق أن هذه السلالة سريعة الانتشار، ومع اجتماع عاملي الخطورة وسرعة الانتشار في هذه السلالة، يوصي الباحثون بالتعامل مع هذه السلالة بحذر شديد، والالتزام بإجراءات الوقائية.
ما رأي العلماء بهذه الدراسة؟
تأتي هذه الدراسة لتوفر تأكيدًا إضافيًا على مخرجات دراسات سابقة كانت قد نوهت لخطورة السلالة البريطانية، ولكن:
- يعتقد البعض أن مخرجات الدراسة ليست مقنعة، وأن عامل الطقس والجو البارد قد يلعب دورًا في تفاقم الحالات ووفاة المصابين، لا سيما وأن البرد قد يفاقم من بعض الحالات المرضية الموجودة بالأصل لدى بعض المرضى.
- لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من البحوث والدراسات على نطاق أوسع لتحري ما إذا كان من الممكن تعميم هذه النتائج على المصابين بالسلالة البريطانية في مناطق أخرى من العالم.
يجب التنويه إلى أن الباحثين لم يتمكنوا بعد من رصد وتحديد الية عمل السلالة البريطانية في الجسم أو ما الذي قد يجعلها أكثر خطورة من غيرها، والغريب في الأمر أن فرص الوفاة من هذه السلالة تبدأ بالتصاعد بشكل ملحوظ بعد انقضاء ما يقارب أسبوعين على بدء الإصابة!
فما الذي يحدث في جسم المصاب بالسلالة البريطانية ليجعله يبدي مضاعفات خطيرة فجأة بعد مرور 14 يومًا على الإصابة؟ وما الذي يؤخر ظهور المضاعفات القاتلة لهذه السلالة لمدة أسبوعين؟ هذا ما لم يتوصل العلماء لإجابة له حتى اللحظة!