الديدان في البطن وكيفيه الوقايه منها وعلاجها
جسم الإنسان يعتبر متطفلا أو (طفيليا)؛ فإن كلمة طفيليات parasites في الغالب تطلق على الميكروبات وحيدة الخلية مثل الأميبا أو ديدان الأمعاء، وهي تسمية صحيحة، حيث إن هذه الديدان تعتمد على عائل host لاستكمال دورة حياتها، وهذه الديدان موجودة في معظم بلاد العالم ولكن يكثر وجودها في البلاد الاستوائية أو شبه الاستوائية وتصيب الأطفال في الأغلب.
هناك أنواع كثيرة من الديدان ونتناول هنا الديدان الدبوسية والشريطية والدائرية والخطافية.
* الديدان الدبوسية pinworms. تعتبر الإصابة بالديدان الدبوسية مشكلة اجتماعية أكثر منها مشكلة صحية وتحدث في معظم بلدان العالم حتى الدول المتقدمة، ويمكن أن تصيب كل الأعمار، ولكن في الأغلب يكون الأطفال أكثر عرضة، وتتم الإصابة عن طريق تناول بيض الدودة عبر الطعام الملوث أو اليدين وفي أحيان عن طريق الماء الملوث. وفي المعدة يفقس البيض ويتحول إلى اليرقة التي تهاجر إلى الأمعاء وتتحول لدودة كاملة، وتضع أنثى الدودة بيضها في المساء في المنطقة المحيطة بفتحه الشرج، وهو ما يسبب هرش وحكة شديدة للطفل، وهذا البيض يصبح معديا بعد مرور فترة 6 ساعات. ونتيجة لعملية الهرش يتم حمل البيض تحت أظافر الطفل وتتم العدوى الذاتية أو ينقل الطفل العدوى إلى أفراد الأسرة الآخرين وكذلك زملائه في المدرسة.
ويكون الهرش أهم الأعراض خاصة في المساء، وكذلك فإنها تسبب القلق والأرق وفي بعض الأحيان خاصة في الفتيات يمكن حدوث التهاب في الأعضاء التناسلية الخارجية، وفي أحيان نادرة جدا يمكن حدوث التهابات في أنبوبة فالوب بالنسبة لهن.
ويتم التشخيص عن طريق فحص بيض الدودة بالميكروسكوب المتواجد في البراز ، ويكون العلاج عن طريق تناول عقار flubendazole والاسم التجاري له (فلوفيرمال) بجرعة 100 ملغم مرة واحدة لمختلف الأعمار عن طريق الفم، أو عقار pyrantel pamoate بجرعة 10 ملغم-كلغم مرة واحدة عن طريق الفم، أو عقار levamisole والاسم التجاري له (كتركس) حجم القرص 40 ملغم. ويتناول الأطفال في عمر أقل من 4 سنوات قرصا واحدا، ويتناول الأطفال من 4 إلى 15 عاما قرصين، ويتناول الأكبر من ذلك والبالغين 3 أقراص. وينصح بتكرار العلاج بعد الشفاء بنحو أسبوعين أو ثلاثة لاحتمال رجوع العدوى مرة أخرى، وكذلك يجب تقليم أظافر الأطفال وأيضا يستحسن أن يتم علاج أفراد الأسرة جميعا في نفس الوقت لتفادي رجوع العدوى.
أشهر إصابات العالم
* الديدان المستديرة roundworms. تعتبر الإصابة بالديدان المستديرة من أشهر إصابات الديدان في العالم، ومن أشهرها دودة الإسكارس، ويمر البيض من خلال البراز وينضج في خلال أسبوعين خاصة في الأجواء الحارة ذات الرطوبة العالية وفي الريف وفي التربة الزراعية. وحينما يتم تناول البيض يتم إطلاق اليرقة التي تخترق جدار الأمعاء وتمر إلى الدورة الدموية ومنها إلى الرئتين وتخترق الحويصلات الهوائية ومنها إلى القصبة الهوائية ومنها إلى المريء وتنتهي في الأمعاء الدقيقة.
ودورة حياة أنثى الدودة من سنة إلى سنتين، والأنثى البالغة تضع نحو 200 ألف بيضة يوميا. وتتم العدوى عن طريق الأيدي إذا لامست التربة الزراعية أو من خلال تناول خضراوات تمت زراعتها باستخدام سماد طبيعي يمكن أن يحتوي على مخلفات آدمية، وكذلك يمكن حدوث الإصابة عن طريق الحشرات الطائرة بعد ملامستها للتربة.
وبالنسبة للأعراض يمكن أن تتدرج من الإصابة من دون أعراض أو حدوث مشاكل صحية من وجود اليرقة في الرئة مثل حدوث سعال وبلغم مصحوب بوجود دم وحدوث صعوبة في التنفس أو صفير، وعند إجراء أشعة على الصدر يتم رصد التهاب بالرئة، وأيضا تحدث أعراض نتيجة لوجود الدودة في الأمعاء مثل وجود آلام في البطن أو انتفاخ وكذلك يحدث عسر هضم، ويمكن مرور الدودة البالغة بشكل كامل من خلال البراز وأيضا يمكن أن تؤخر نمو الطفل نتيجة لسوء الامتصاص.
وفي أحيان نادرة ونتيجة للإصابة الشديدة يمكن حدوث انسداد في الأمعاء ويتم التشخيص عبر أخذ عينة من البراز وفحصها بالمجهر لوجود البويضة. أما بالنسبة للعلاج يمكن تناول نفس العلاج الخاص بأمراض الدودة الدبوسية، ولكن يستحسن بالنسبة للإصابة بالإسكارس الوقاية من خلال نشر الوعي الصحي بضرورة عدم استخدام السماد الطبيعي الذي يحتوي على مخلفات آدمية في الزراعة، وكذلك ضرورة غسل الخضراوات بطريقة جيدة وبعناية.
الديدان الخطافية والشريطية
* الديدان الخطافية hookworms. تعتبر دودة الأنكليستوما من أشهر أمثلة الديدان الخطافية، وهي تنتقل إلى الإنسان بنفس الطريقة التي تنتقل فيها عدوى دودة الإسكارس عن طريق البراز الذي يحتوي على بيض الدودة الذي يتحول إلى يرقة والتي تنضج بدورها خلال أسبوعين وتتحول إلى طور معد.
واليرقة المعدية يمكنها اختراق الجلد للذين يمشون حفاة، ومنها إلى الدورة الدموية ومنها إلى الرئتين والحويصلات الهوائية ومنها إلى القصبة الهوائية ثم المريء وأخيرا الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة. وتلتصق الدودة بجدار الأمعاء عن طريق الخطافات الخاصة بها وتبدأ في مص الدم، ويمكن أن تتسبب الإصابة بالأنكليستوما في حكة بالقدم نتيجة لاختراق الجلد باليرقة وحدوث سعال وصفير نتيجة لمرور الدودة من خلال الجهاز التنفسي، أو حدوث أنيميا نقص الحديد نتيجة لمص الدم حيث إن كل دودة تمص يوميا نحو 0.5 مليمتر من الدم.
وفي حالة الإصابة الشديدة يعاني المريض من أعراض الأنيميا مثل الإجهاد وقلة التركيز وزيادة ضربات القلب، وكذلك يعاني من ألم بالبطن وفقدان الشهية وعسر هضم وإسهال ووجود قطرات من الدم في البراز ويتم التشخيص بأخذ عينة من البراز لوجود البويضة وإذا تم عمل صورة دم توضح وجود أنيميا بالدم ويوجد كذلك دم في البراز.
وبالنسبة للعلاج لا يختلف عن علاج الإسكارس والدودة الدبوسية، بالإضافة إلى علاج الأنيميا الناتجة عن فقدان الدم وفي حالة الأنيميا الشديدة يمكن نقل دم معظمه كرات دم حمراء Packed RBC وبالنسبة للوقاية تتم من خلال نشر الوعي الصحي الذي يمكنه تجنب أخطار هذه الديدان.
* الدودة الشريطية tapeworms. الديدان الشريطية تتكون من قطع وتزداد طولا بتكوين مزيد من القطع والتي يمكن أن تصل إلى 1000 قطعة، وكل قطعة يمكنها تكوين آلاف من البيض، وتتمكن هذه القطع من البقاء حية لعدة شهور. ومن خلال وجودها في التربة أو حول الحشائش يتم تناولها عن طريق الحيوانات مثل الأبقار أو الخنازير وتدخل إلى الأمعاء وتتكرر دورة حياتها مرة أخرى.
وتتم الإصابة بها نتيجة لتناول لحوم الأبقار من دون طهي جيد، وتتسبب الإصابة في وجود ألم بالبطن وانتفاخ وفقدان للشهية وفقدان للوزن ويمكن تشخيصها من خلال وجود قطع من الدودة أو البيض الخاص بها عند فحص البراز. ويتم علاجها من خلال تناول عقار niclosamide والقرص يحتوي على 500 ملغم يتم تناوله حسب وزن الطفل من 11 إلى 33 كلغم يتم تناول قرصين وأكثر من 33 كلغم يتم تناول 3 أقراص وبالنسبة للبالغين يتم تناول 4 أقراص.
وفى النهاية تعتبر العادات الصحية الطريقة المثلى لتفادي الإصابة بهذه الديدان، مثل الالتزام بغسل اليدين جيدا قبل تناول الطعام، وكذلك ضرورة غسل الخضراوات الطازجة جيدا وكذلك طهيها جيدا، وبالنسبة للحوم يتم طهيها بالشكل الكافي