هذا الموضوع كان رد للاخت طمأنينة على احد المواضيع بصدد البيت الابراهيمي
واستحسفت ان يبقى مدثور بين السطور وهو غني بالمعرفة والعلم
فآثرت ان اجعله مستقل لحاله .
ليأخذ حيزاً مابين المواضيع .وكما تروه انه فائق الاهمية .(بس الصراحة احترت بعنوانه )
حفظك الله طمأنينة
................
ما سر تسمية اتفاقية السلام بين الإمارات العربية وإسرائيل على لسان دونالد ترامب
بإتفاق " إبراهيم " ؟!
ما الدلالة الفكرية التي يحملها الصرح
الإماراتي الضام للمسجد والكنيسة
والمعبد في مكان واحد والمسمى بالبيت الإبراهيمي ؟!
.........................
لماذا أورد البابا فرانسيس في رسالته
الموجهة للعراقين مثل الكلمات أدناه ؟!
وصف البابا فرنسيس بكلمة مسجلة
وموجهة للعراقيين طبيعة زيارته للعراق بـ"الحج" وأن الرغبة تدفعه للصلاة مع
الأخوة والأخوات من الديانات الأخرى
تحت راية أبينا إبراهيم - عليه السلام -
الذي يجمع في عائلة واحدة المسلمين واليهود والمسيحيين.
قد تبدو هذه الأسئلة أعلاه للشخص غير
المتابع أسئلة متكلفة لأحداث عادية
لكن الأمر ليس كذلك فتلك الأحداث هي المراحل الوسطى لمشروع الدين الإبراهيمي
الجديد الذي بدأت فكرة صناعته وإقامته
في تسعينيات القرن الماضي وبدأت ملامحه الأولى تتشكل منذ عام 2000 ..
محاولات بسط النفوذ على المنطقة أخذت
مسارات شتى منها ما هو معلن وكل
محاولة طمس معلنة لابد أن تواجهبالرفض
الشعبي لذلك صار التوجه اليوم بالمسارات
السرية الذكية لجعل الآخر ( نحن ) يتقبل
بسط النفوذ عليه طوعًا دون حرج يُذكر ..
......................
جُهّز لهذا الشأن مراكز كبيرة مدعومة
ماديًا من الولايات المتحدة والبنك الدولي
والاتحاد الاوربي وصندوق النقد تُدعى
بمراكز الدبلوماسية الروحيّة
تقول هذه المراكز أن العالم يعاني من
عنف كبيروأن أغلب الصراعات المزمنة
سببها الدين وأن صراع الأديان الثلاثة الإبراهيمية هو الأكثر إنتاجًا للعنف
ويرجعون أن سبب العنف هو الفهم
غير الصحيح للنصوص الدينية
ولأن الدين هو صانع الأزمة قرروا أن
يكون هو ذاته عنصر الحل لتلك الأزمة ..
ولكن كيف ؟!
هنا تكمن خطورة المشروع ..
........................
الهدف الأهم لمراكز الدبلوماسية الروحية
في المرحلة الماضية هو نشر وترسيخ فكرة
أن الأديان في وضعها الحالي ليست إلا
مصدرًا للمتاعب وأنها معامل ضخمة
لتصدير العنف وأن على الإنسان أن يأخذ
خطوة جادة وكبيرة ( لنسف الأديان )
لكنهم لا يقولونها هكذا صراحة :)
إنما يقولون أن على النخبة أن تُعيد
دراسة النص الديني وأن يتوسعوا في
التأويل وسنعرف أدناه كيف تتم آلية
إعادة الدراسة .. أو صناعة الدين
الملائم للجميع ..
.................
تقوم تلك الآلية بتثبيت كل ما هو مشترك
بين الديانات الثلاث وتمييع النصوص
التصادمية والتي يمكن أن تكون وقودًا
للعنف تمييعًا أشبه بالإلغاء وطبعًا ذلك
لا يمكن تحقيقه إلا بالاحتيال على النص
بطرق ستوفرها الشخصيات الدينية
المؤثرة والمنتقاة للقيام بهذا الدور !
المراقب الواعي والمطلع على مسيرة
مراكز الدبلوماسية الروحية ولو قليلاً
سيفهم بعمق لماذا سُمح لتيارات الدين
السياسي بالوصول لدفة الحكم بعد
ما يسمى بثورات الربيع العربي
ولماذا غذت أيدٍ خفية التطرف الديني
والإرهاب في العراق بشقيه
السني والشيعي ودعمته دعمًا سخيًا ؟!
هنا علينا أن نُقر أن مراكز الدبلوماسية
الروحية نجحت في نشر وترسيخ فكرة
أن الدين مصدر للمتاعب نجاحًا باهرًا
والواقع العراقي خير مثال على ذلك !
كل ما فات ليس مرعبًا بقدر الآتي
خاصة أن المرحلة القادمة تتضمن
نزع القدسية عن المقدس
......................
ستشهد البشرية في السنوات القادمة
وفق ما تسربه تلك المراكز من خطى
قادمة على شكل بحوث ودراسات
أنه سيتم مستقبلاً نزع القدسية
عن الكتب السماوية ودور العبادة
فلن تبقى قدسية للقرآن والمسجد
والإنجيل والكنيسة والتوارة والمعبد
إنما القدسية لمراكز الدبلوماسية الروحية
والكتاب المُستحدث الذي ثُبتت فيه
النصوص التي تناسب مزاج الدولة
العميقة أو الصالح العام كما يزعمون
ومشروع الولايات الإبراهيمية المتحدة
الذي ستُصهر فيه البلدان العربية مع
تركيا وإيران في دولة واحدة تحكمها
إسرائيل وتركيا بعد أن تُسحب ملكية
المناطق المقدسة من جميع الأطراف
ونشر ثقافة الحج على مسار إبراهيم
الذي ينطلق من أور الكلدانية جنوب
نهر الفرات والسير بمحاذاة النهر
إلى حاران في تركيا ثم إلى سورية
فأرض كنعان فلسطين ومنها إلى مصر
والعودة من مصر مرة أخرى إلى فلسطين
كل هذا الكلام مُعلن عنه على شكل
تصريحات ودراسات وبحوث قدمتها
جامعات عالمية لها ثقلها
وهنالك تفاصيل أكبر موجودة على الشبكة
للراغبين بفهم ما يحدث ومالذي
تباركه زيارة السلام المزعومة وجاءت
من أجله !
.......................
3-9-2021