بينما تواصل تطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل: فيسبوك وتويتر وإنستاجرام وغيرها توسعها وسيطرتها على المشهد عالميًا، ظهرت بعض التطبيقات المنافسة في الفترة الأخيرة، وكان أبرزها تطبيق جديد يُسمى (كلوب هاوس) Clubhouse للدردشة الصوتية فقط، حيث إنه قائم على الصوت، وليس النص، مما يجعله يبدو وكأنه بودكاست تفاعلي أو مكالمة صوتية جماعية. كما أطلقت تويتر خدمتها الجديدة التي تُسمى (Spaces) المنافسة لتطبيق كلوب هاوس.

وللوهلة الأولى؛ يبدو أن الاعتماد على الصوت فقط أصبح هو التوجه الجديد في منصات التواصل الاجتماعي، يبدو الأمر وكأنه مزيج من الاستماع إلى بث مباشر لحدث ما، أو حضور إحدى جلسات (Ted Talk)، حيث يمكنك الانضمام إلى غرف المحادثة التي تجذب اهتمامك والاستماع إلى ما يُقال، وطرح الأسئلة مباشرة للحصول على الإجابات في الوقت الفعلي والتفاعل معها.
وبينما تُعد خدمة (Spaces) في مرحلة مبكرة جدًا من الاختبارات التجريبية المتاحة لعدد قليل من مستخدمي تويتر، إلا أن تطبيق (كلوب هاوس) يمكن الوصول إليه على نطاق أوسع عن طريق الدعوة فقط، وحتى الآن لا يتوفر إلا على الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل iOS.
ولكن حتى مع نظام الدعوات المحدودة، فقد توسّع تطبيق (Clubhouse) بسرعة فائقة، حيث وصل عدد مستخدميه وفقًا لمصادر غير رسمية – لم يقدم التطبيق أرقام رسمية حتى الآن – ما بين ستة إلى عشر ملايين مستخدم، ويعزى هذا النمو الحاد إلى ظهور العديد من الضيوف البارزين، مثل: (إيلون ماسك) مؤسس Tesla و SpaceX، و(مارك زوكربيرج) الرئيس التنفيذي لفيسبوك، و(أوبرا وينفري)، وغيرهم الكثير.

ولكن ما سر انتشار التطبيق بهذا الشكل، وهل سيتمكن من استقطاب العلامات التجارية البارزة للوصول إلى جمهور جديد، والأهم هل سيغير التطبيق طريقة التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت بدلًا من المنصات التقليدية الموجودة الآن؟
أُطلق تطبيق (Clubhouse) منذ عام تقريبًا، ولكن لا يزال التسجيل فيه قائم على الدعوات، حيث يتطلب الاشتراك فيه دعوة خاصة ممن سبق واشتركوا، بالإضافة إلى أنه متاح لمستخدمي نظام (iOS) فقط، حيث لا يوجد إصدار لمستخدمي نظام أندرويد حتى الآن.
يتيح لك التطبيق إنشاء (غرف) Rooms والانضمام إليها لإجراء مناقشات صوتية مع الآخرين حول مختلف الموضوعات، ونظرًا إلى أن الانضمام إلى تطبيق (Clubhouse) لا يزال عن طريق الدعوة فقط، فقد تجد نفسك تجري المحادثة الصوتية مع أشخاص يشاركونك الاهتمام نفسه.

من نواح كثيرة يبدو الأمر مشابهًا جدًا للأيام الأولى لتطبيق تويتر، حيث انضم للتطبيق الكثير من المشاهير والأشخاص المثيرين للاهتمام في جميع المجالات من رواد صناعة التكنولوجيا والمسوقين والمشاهير والمستثمرين والمؤثرين.
وهذا يشير إلى أن انضمامك أو دعوتك إلى غرفة محادثة ما يعني أنك ستحظى غالبًا بحديث مثمر إلى حد ما مع أشخاص مثيرين للاهتمام يقدمون خبراتهم ويضيفون قيمة إلى المجتمع الجديد المتنامي، ومن ثم ستجد التطبيق أمام ثلاثة حالات مهمة للغاية، وهي:
أولًا: التطبيق يقدم تجربة مختلفة تمامًا عما ستجده في أي منصة تواصل أخرى، حيث يضفي الصوت مزيدًا من المصداقية على المحادثات عبر الإنترنت ويسمح لك أيضًا ببناء اتصالات أعمق بسرعة.
ثانيًا: لا يسمح التطبيق بتسجيل المحادثات – تسجيل المحادثات يتعارض مع شروط الخدمة – لذا على الأقل في الوقت الحالي هذا يعني أن المحادثات ليست مؤرشفة وليست قابلة للبحث، لذلك لا يشعر المستخدمون بالضغط نفسه الذي يمارسونه ليكونوا مثاليين في كل تفاعل كما يفعلون في منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، مثل: فيسبوك وإنستاجرام.
ثالثًا: من الواضح أن التكهن بمستقبل التطبيق بشكل دقيق للغاية لا يزال مبكرًا جدًا، فقد يتمكن تطبيق (Clubhouse) من السيطرة تمامًا، أو يمكن أن يختفى سريعًا خلف خدمة تويتر القادمة (Spaces) أو أي منافس قد يظهر فجأة بميزات أفضل تجذب المستخدمين أكثر، ومع ذلك فإن التطبيق ما يزال الأول الذي يقدم تجربة مختلفة للتواصل الاجتماعي وفي عالم التطبيقات أن تأتي أولًا هو أمر هام للغاية قد يضمن لك الاستمرار بقوة.
ما هي الفرص التي يمكن أن يوفرها تطبيق Clubhouse للعلامات التجارية والمجتمع؟
يعتبر كل من (كلوب هاوس) Clubhouse و خدمة (Spaces) في تويتر عبارة عن منصات ستوفر فرصًا جديدة مهمة للعلامات التجارية وستفتح مجالًا جديدًا في صناعة التسويق الإلكتروني، في ما يلي عدد قليل من حالات الاستخدام التي يمكن أن تظهر على الفور في التطبيق:
1- التقاء فرق العمل للمناقشة:
في استمرار انتشار فيروس كورونا وحالات الإغلاق وحظر السفر، نجد أنه ليس هناك الكثير من المؤتمرات والفعاليات التجارية التي ستقام في المستقبل القريب، وهنا يأتي دور تطبيق (كلوب هاوس) حيث يمكن لفرق العمل إنشاء غرفة محادثة بسرعة للمشاركة في محادثة مباشرة على نطاق واسع.
2- مشاركة المؤثرين في تطبيق Clubhouse:
يبدو تطبيق (كلوب هاوس) مكانًا رائعًا لالتقاء قادة الرأي والمفكرين وبالتأكيد المؤثرين الذين يبحثون عن التواصل مباشرة مع جمهورهم، ومن ثم من المتوقع أن نرى ظهور كبير للمؤثرين في التطبيق، بالإضافة إلى ذلك قد نرى ظهور نجوم جُدد يمكن أن يكونوا مضيفين رائعين ويقودون محادثات رائعة ويظهرون كفئة جديدة من المؤثرين.
3- نشر الأخبار:
حتى الآن لا يوجد عدد كبير من المراسلين ووسائل الإعلام في تطبيق (Clubhouse) ولكن مع نموه مستقبلًا – وهو المتوقع من الممكن أن نرى وسائل الإعلام يقدمون جميع أنواع حالات الاستخدام التي يمكنك تخيلها، مثل: إنشاء غرف لبث الأخبار العاجلة، أو غرف لإطلاق منتج جديد والتفاعل مع الجمهور مباشرة.
والأهم يمكن أن يشكل التطبيق أداة رائعة لتطوير المؤتمر الصحفي التقليدي، مما يتيح الوصول إلى صانعي الأخبار لكل من وسائل الإعلام وعامة الناس في وقت واحد.
باختصار الطرق التي يمكنك أن يُستخدم بها التطبيق لا تُعد ،حيث يمكن أن يشمل أي مجال أو موضوع تهتم به تقريبًا، وعلى الأقل حتى الآن لا تبدو تجربة الاستخدام، مثل استخدام فيسبوك أو تويتر إنستاجرام أو تيك توك، حيث تؤثر الخوارزميات بشكل كبير في هذه المنصات على من ستراه وما سيظهر لك.
بينما يتيح تطبيق (Clubhouse) الوصول إلى مجموعة واسعة من وجهات النظر المختلفة، ويبدو أيضًا أنه يُنشئ بيئة حيث يمكن لأصوات متنوعة من خلفيات عرقية واجتماعية واقتصادية مختلفة أن تتجمع معًا في المكان نفسه والمشاركة بصوتهم للوصول إلى نطاق أوسع من الجمهور.