العين نعمة عظيمة منَّ اللّه على عبده، وقد خلقها له لينظر بها في عجائب مصنوعاته في أرضه وسماواته، فيزداد بذلك معرفة ويقينًا بربّه، وطاعة وخدمة له، وليهتدي بها في الظلمات، ويستعين بها على الحاجات، فإن استعملها فيما خلقت له كان من المطيعين الشّاكرين، وإن أطلقها وأرسلها فيما حرّم اللّه عليه من النّظر إلى النّساء الأجانب والصور الجميلة بباعث الشهوة، فقد عصى وتعرّض للعقاب والبلاء.
فليحذر المؤمن من ذلك كلّ الحذر، ومن النّظر إلى أحد من المسلمين بعين الاستصغار والاحتقار والاستخفاف، ومن التطلّع إلى عورات المسلمين وعيوبهم.
وكذلك ينبغي له أن لا يكثـر النّظر إلى شهوات الدّنيا ومباحاتها الّتي تدعو النّفس إلى الرّغبة فيها، فإنّ ذلك ربّما فرَّق القلب، وأقبل به على عمارة الدّنيا وجمع حُطامها، والإعراض عن الآخرة وترك الاستعداد لها، فحفظ النّظر عن ذلك مهمّ ومتأكّد، سيما على المتوجّهين المقبلين على اللّه والدار الآخرة.
رد مع اقتباس