شكّل لقاء البابا فرنسيس فيها مع المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى الامام علي السيستاني {دام ظله} في النجف الاشرف أبرز محطات زيارة الحبر الأعظم، حطّ البابا في أور، الموقع الرمزي من الناحية الروحية، حيث ندد في خطاب بـ"الإرهاب الذي يسيء إلى الدين".
وشكّلت زيارة أور، الموقع الأثري في جنوب العراق الذي يعتقد أنه مكان مولد النبي ابراهيم، حلماً للبابا الأسبق يوحنا بولس الثاني في عام 2000.
وقال البابا في خطابه الذي سبق صلاةً مع ممثلين عن الشيعة والسنة والأيزيديين والصابئة والكاكائيين والزرداشتيين "لا يصدر العداء والتطرف والعنف من نفس متدينة، بل هذه كلها خيانة للدين".
وأضاف "لا يمكن أن نصمت عندما يسيء الإرهاب للدين. بل واجب علينا إزالة سوء الفهم".
وخلال الصور التذكارية التي رصدتها عدسات وكالات الأنباء، كان اللافت الحضور الواسع لممثلين عن مختلف الديانات، وتخصيص 4 مقاعد لشخصيات جلست قرب البابا وهم:
ممثل عن الأقلية العرقية الدينية الأيزيدية في العراق، بيش إمام فاروق، وهو عضو المجلس الروحاني الأيزيدي في لاليش (شمالي غرب مدينة الموصل). وذلك بحسب ما ذكره مسؤول العلاقات الخارجية في مجلس إيزيديي سوريا، عدنان جميل رسول حسن.
رئيس ديانة الصابئة المندائيين في العراق والعالم الشيخ ستار جبار الحلو.
إمام وخطيب الجامع الكبير في السليمانية الشيخ ماجد الحافظ (يمين الصورة)، والأمين العام لمعهد الخوئي، السيد جواد الخوئي (يسار الصورة).
وفي أور أشاد البابا بالشباب المسلم لمساعدته المسيحيين في إصلاح كنائسهم "عندما اجتاح الإرهاب شمال هذا البلد الحبيب".
واجتاحت عصابات داعش الارهابية، الذي حاول إقامة خلافة تشمل عدة دول، شمال العراق من عام 2014 إلى 2017 ونفذ عمليات قتل للمسيحيين والمسلمين الذين عارضوه.
وتعرضت الديانة المسيحية في العراق، وهي واحدة من أقدم المجتمعات في العالم، للتناقص بشكل خاص حيث أصبحت تضم حوالي 300 ألف شخص من نحو 1.5 مليون عام 2003.
على الرغم من أن النبي إبراهيم {عليه السلام} يعتبر والد المسيحيين والمسلمين واليهود فإن لقاء الأديان الذي جرى في أور لم يحضره أي ممثل عن الطائفة اليهودية. فما هو السبب؟
وفقاً لما نقلته المواقع الاخبارية عن مسؤول كنسي محلي، فإنه تم الاتصال باليهود ودعوتهم لكن الوضع كان بالنسبة لهم "معقدا" خاصة وأنهم ليس لديهم مجتمع منظم.
وتعتبر مدينة أور واحدة من أقدم المعالم التاريخية في البلاد، وفيها زقورة أور، التي يعود تاريخ تشييدها لأكثر من 4 آلاف عام، بمحافظة ذي قار بالعراق، وهي لتخليد عظمة السومريين أثناء فترة سلالة أور الثالثة التي أسسها أور نمو في المدينة التي تقع جنوبي البلاد.
يذكر أنّ الزقورة تعرضت للخراب خلال فترة من تاريخها، بسبب العوامل الطبيعية قبل أن ترمم جوانب كثيرة منها أثناء فترة حكم الملك البابلي نبونيد، وذلك خلال القرن السادس قبل الميلاد.
هذا ومن المتوقع أن يقود البابا، الذي بدأ زيارته للعراق أمس الجمعة وتستمر أربعة أيام، قداسا في كاتدرائية القديس يوسف للكلدان في وقت لاحق.
ويتوجه البابا، غدا الأحد، إلى الموصل (شمالي البلاد)، حيث لا تزال الكنائس والمباني الأخرى هناك تحمل ندوب الحرب.