يمكن استخدام المساحة التي تفصل بين المطبخ وغرفة الجلوس لتناول الطعام وممارسة نشاطات مختلفة (بيكسابي)
كانت المطابخ في الماضي تقتصر على الأماكن المغلقة، منعا لتسرب الروائح القوية من المطبخ إلى غرف الجلوس والنوم، ولحجب مشاهد إعداد الطعام وغسل الصحون والتنظيف وما يرافقها من فوضى.
ورغم ذلك فقد عُدّ المطبخ في القرى والجبال مكانا شتويا حيث تجتمع العائلة حول المدفأة متعددة الوظائف التي لا يخلو سطحها أو قلبها من المشويات وإبريق الشاي والزهورات والقهوة، وكذلك مغلي أوراق الكينا لتنقية الجو.
الشكل ووظيفة المرأة
ويبدو أن شكل المطبخ أخذ هويته من عمل المرأة، وتقول مهندسة الديكور باسكال حرب -للجزيرة نت- إن المرأة كانت تقضي معظم وقتها في المطبخ قبل أن تخرج إلى سوق العمل. والمطابخ الحديثة المفتوحة على غرفة الجلوس، التي يفصلها منضدة مرتفعة أو طاولة عمل أو أريكة، جعلتها قادرة على توزيع اهتمامها بين مراقبة أطفالها والعمل في المطبخ بآن معا.
وبهذا تكون العائلة كلها في حيز مكاني واحد للاجتماع الدائم ومشاركة النشاطات وإعداد الطعام والحلوى. وهذا النوع من المطابخ كان ملائمًا لفترة الحجر المنزلي بسبب انتشار فيروس "كوفيد-19″، فأصبحت المرأة قادرة على العمل في المطبخ والعمل عن بعد، والاهتمام بالعائلة في الوقت نفسه.
باسكال حرب: من المهم الاستفادة من كل المساحة لتكون مناسبة للتخزين بشكل جيد (الجزيرة)
ألوان المطابخ الحديثة
بعد أن كانت الألوان ترابية والخشب داكنا، أصبحت الألوان الفاتحة التي تضفي الفرح تستخدم في المطابخ، كما تشير باسكال، وقلّ استخدام اللون الأبيض الذي يعطي هدوءا زائدا، واستخدمت الألوان التي تعطي الحيوية والبهجة بحيث لا تكون صارخة جدا.
كما أصبحت ألوان الأخضر الباستيل والأصفر وغيرها معتمدة على أن تتناسب مع غرفة الجلوس وألوانها والمدخل.
وتشير مهندسة الديكور باسكال إلى أن بعضهم يفضلون الألوان اللامعة في أثاث المطبخ، لكنها تجد أنه ينبغي ألا يكون مبالغا به، وأن البعض يحب اللون الرمادي، لكنها لا تحبذه، وتفضل الألوان الجافة مع الأبيض وتنصح بالابتعاد عن الألوان اللامعة.
ولمن يحب الألوان الصارخة في المساحة المفتوحة، تقول باسكال إن المطبخ من الممكن أن يكون لوحة المنزل، فتكون ألوان غرفة الجلوس هادئة، في حين يكون المطبخ حيويا بألوانه القوية والمتناسقة وبنقوش قليلة.
ومن الممكن إضافة الألوان إلى أبواب الخزائن مع الخشب، ولكن بطريقة تكون بعيدة عن الضجيج البصري.
إضاءة المطبخ
وترى باسكال أن فصل المطبخ بباب زجاجي يجعله يبدو كقطعة فنية مرحبة وفرحة، وليس مكانا منبوذا في المنزل. وتفضل باسكال أن يغلب فيه الزجاج الذي يظهر ما في الداخل، ويمكن فتحه بالكامل، أو إقفاله بسبب الضجيج أو الروائح.
أما إذا كانت هناك حديقة خلف المطبخ، فإن الواجهة الزجاجية ستجعله أجمل مع الشعور بأننا في أحضان الطبيعة حيث يؤدي ضوء النهار دورا مهما في إدخال الحيوية إلى المطبخ، كما تؤكد باسكال أن كل مساحة المطبخ يجب أن تكون مضاءة، ويلزم عدم الاكتفاء بالإضاءة التقليدية في الوسط.
طاولة الطعام الصغيرة متعددة الاستخدامات تعد فاصلا أنيقا بين المطبخ وغرفة الجلوس (بيكسابي)
الاستفادة من المساحة
ومن المهم الاستفادة من كل المساحة لتكون مناسبة للتخزين بشكل جيد. وتشدد باسكال على الانتباه إلى عدم اقتناء أشياء لا نحتاج إليها على الدوام، مشيرة إلى أن التكنولوجيا رغم توفيرها للوقت، فإنها تأخذ حيزا مكانيا في المطابخ مثل آلات إعداد القهوة والفرن والمقالي الكهربائية وسواها.
وتتحدث باسكال عن إمكانية تخصيص حائط بالكامل للخزائن، بحيث تكون مقسمة بطريقة صحية ومناسبة تحافظ على الأنواع المختلفة من المعلبات إلى الخضار التي توضع خارج البراد، إلى المؤونة والحبوب، وأواني الطبخ والطعام بشكل لا يفسده.
وإذا سمحت المساحة يمكن إضافة خزانة لطاولة الكي، والسلالم، وأدوات التنظيف، وسلة الغسيل، خاصة في البيوت التي لا يوجد بها غرفة مخصصة للغسيل.
الأرضية الخشبية مفضلة في غرفة الجلوس وليس المطبخ للمحافظة على نظافتها وجمالها (بيكسابي)
المواد الأساسية
تشير باسكال إلى أهمية الأخذ بالاعتبار المواد الأولية التي تتحمل الرطوبة والتنظيف الدائم من الأرضية إلى الخزائن ونوع الخشب، فتقول "إذا أردنا وضع أرضية خشبية، ينبغي أن نكون أقرب إلى جهة غرفة الجلوس، وليس أمام فرن الطبخ حيث يجب أن يكون البلاط عازلا ولا يكون سببا في نقل روائح المطبخ".
الإضافات البسيطة تجعل المطبخ أكثر حيوية ووضع صحن فواكه يعكس شعورا إيجابيا على نفسية أصحاب البيت (بيكسابي)
وعلى صعيد الأقمشة المستخدمة في المطبخ وغرفة الجلوس، تنوّه إلى أن الأقمشة يجب أن تتناسب أكثر مع المطابخ وقرب الأثاث منها، ويمكن أن تمسح فتنظف، حتى إن مساحيق التنظيف أصبحت متطورة أكثر وتزيل كل الشوائب مما يجعل اختيارنا للأقمشة أوسع.