الطريق
حيدر محمد الوائلي
قال لي ناصِحٌ
ما لَكَ ووجع الرأس
هذا قرف
لا تقترب منه فتتلطخ ب(خيسته)
اشغل وقتك في نفث الدخان
يتلاشى عبثاً في ليل الأحزان
كيف استمروا وهم فاسدون؟!
ورغم قبحهم يتجملون؟!
لو بقي الدخان لبقوا
سيتلاشى
انفث دخانك يا منسي
فغداً لا يُنبئ بالخير
لا يراك
لا يسمعك
حضيرة (المستحمرين) جعلوا في أذنيه وقرا
يُكثرون بزيف المديح لدفع ريحته (الخرا)
مُجسّم لا يسمع ولا يرى
لكنه كثير النهيق
في الطريق
قال لي عابر سبيل
إن طريق الحق طويل
لن يصلوا اليك
في الطرقات
علامات مغريات
ألا في الفتنة سقطوا
يا صاحبي
لا تستطيع إرقاق الصخر
يتصور قسوته قوة
وما إن يسقط يتكسر
قطعاً تتبعثر
تدوسها الأقدام
وتتبول عليها الكلاب السائبة
ما عادت صخرة
ضاعت بهرجة الشهرة
ك(فسوة) في حجرة
نحت من نفسه تمثالاً
أعجبته نفسه فعبدها
راق للإتباع فعبدوه معه
فرعون لم يقتنع بنفسه أنه الهاً
في داخله يضحك من إلهٍ يتبرز اسهالاً مقرفاً
او إمساكا (يطحره) طحراً
ما هذا الإله الذي لا يتحكم في خرم مؤخرته؟!
خلق في نفسه تمثال
من صنع الخيال
روج له الكهنة
الهاً يعبده النخاسين
سيبقى الهاً ما دام بيع العبيد مربحاً
قال لي صديق لم التقِ به منذ سنوات
إن الخلاص اتٍ ات!
الخلاص مرحلة (بيولوجية)
فترة زمنية
تتغير بتغير الأزمنة والموت
لولاها لما صار اسودٌ رئيس الولايات
ولا صار اللصوص خلفاء الدكتاتوريات
ولا صار القاتل مأموراً للسجن
ولا صار (أفيلح الوصخ) مديراً للبلدية
ولا صار (جويسم الصكط) مديراً للتربية
ولا صار (الكاكا) مديراً لتهريب النفط
ولا صار قيادياً من تقوده أفواج السيارات الفارهة ليصلي
يدعو الله أن يغفر له ذنب مواكب السيارات
أغلقت الطرقات
ليحموه من مكر الله
يسجد ويستغفر كثيراً
ثرثرة الكلمات
من ثم يعود
سكراناً من خمر الشهرة
يا ربي أصليك مذ كنت صغيراً
استغفرتك كثيراً
من دون ارتكاب ذنب
استغفرتك
احتراماً لك
ربما أحس بالتقصير تجاهك
فأستغفرك
هل كلانا سواء
انا الواقف منتظراً أن يفرغ من صلاته لأصلي
لا أريد يا ربي أن تراني بقربه
مسجد يصلي فيه لا ادخله
اخجل منك يا ربي أن تراه وتراني
في ذلك الزمان
وبنفس المكان
قال لي مُنتظرٌ خارج المسجد
اصبر
فالصبر جميل
ومضى وحيداً
غاطساً وسط أمواج الناس عند فتح الطريق
يبدو من ملابسه الرثة ومظهره الباعث للمعاناة أنه أدمن الصبر
يَسكرُ به لينام
يسبح في بحر الأحلام
اسكب لنا من صبرك خمرا
واحكي لنا مما عشت أمرا
ودق لنا وارقص لو شئت عمرا
و(اتكل على الله واشتغل رئاصة)
فكلنا
(حنرئص يوم الئيامة).