مـبـعـثرُ الـفـكرِ ، مـمـنوعٌ مــن الـشّـعرِ
لا بـأس لا بـأس ان لـم يـنكشف أمري

أشـكـو مـن الـدّهرِ لـكن لا سـبيلَ لـمن
يـشكو مـن الـدّهرِ أو يـبكي مـن القهرِ

الـفـاسـدونُ بــرأسـي دولـــةٌ . ولــهـم
شـعـبٌ يـعـيشُ عـلـى كـبسولةِ الـصّبرِ

شــعـبٌ تــخـدّره الأوهــامُ مــن زمــنٍ
فــلا يـعـي مــا وراء الـسّـكرِ مـن مـكرِ

يـبني عـلى الطّيفِ أحلامَ النّبوغِ ، ولا
يـدري بـما تـضمرُ الـشطآنُ في الصّدرِ

أنّــى لـمـن يـحـتسي الأعــذارَ قـهـوتَه
أن يـخـجلَ الـيوم مـن تـنهيدةِ الـحبرِ

مـخـدوعةٌ كــلّ تـلـك الأمـنـياتِ فـقـد
نـامت عـلى الـحافّةِ الأخـرى من القبرِ

لا تـنـعـتوها بــأوصـافِ الـسّـذاجةِ يــا
مـــن تــدّعـون الـوفـا بـالـعهدِ والـنّـذرِ

أفٍّ لــكـم ،، مـــا تـركـتم لـلـعداةِ هـنـا
شـيـئًا مــن الـخـبثِ والـتّزويرِ والـغدرِ

مــن ربـعِ قـرنٍ وكـلّي مـا فـتئتُ بـكم
أولــي اعـتمادًا ، وراح الـبعضُ بـالأجرِ

أوغـلتُ فـي الـبذلِ إخـلاصًا على أملٍ
أحـظـى بـنـوعٍ مــن الـتّـقديرِ والـشّكرِ

حتّى اكـتـشـفتُ أخــيـرًا أنّــنـي بـطـلٌ
يــجـري وحـيـدًا بــوادٍ غـيـرِ ذي نـهـرِ

يــا خـيـبةَ الأمـلِ الـمعقودِ فـي وطـنٍ
يـبدو مـن الـحكرِ مـجبولًا على الحكرِ

ما أفتكَ النّصل في سيفِ التّنصّل من
قـيـلٍ سـلـيلٍ جـلـيلِ الـوصفِ والـقدرِ

أمـضـيتُ مــن أجـلـهِ الـعامينِ مـرتقبًا
حـيـن الـمـواعيدِ مـن شـهرٍ إلـى شـهرِ

لـكنّني مـا وجـدتُ الـسّعدَ مـن نـصبي
وضــاع جـهـدي ، وهـلّت زهـرةُ الـعمرِ

مــا زلــتُ أحـمـدُ فـيهِ الـطّيبَ تـوريةً
حـتّـى وقــد راعـنـي بـالـهجرِ والـنُّـكرِ

مــا زلـتُ أطـرقُ بـابَ الـصّفحِ مـبتهلًا
حـتّـى وإن لـم يـراعِ الـبُدَّ فـي عـذرِي

أدمـنتُ صبرًا على التّعويلِ حين متى
تـحـينُ مــن غـيـرِ إذنٍ سـاعـةُ الـصّفرِ

يــا مـوعـدَ الـنّصرِ لا تـحفل بـمظلمتي
أقـبـل ودع شـكوتي يـا مـوعدَ الـنّصرِ

آمــنــتُ باللهِ إن كـــان الـجـفـا قـــدرًا
ولـيس مـن بـعدِ هـذا الـعسرِ من يسرِ

رضـيـتُ بـالـفقرِ ديـنًا والـعفاف هـوىً
فــي القولِ والفعلِ والأشعارِ والـنّثـــرِ










عبدالرحمن سراج