أعلنت سرايا أولياء الدم، الخميس، انها ترحب بزيارة البابا فرنسيس إلى العراق، مشيرة إلى انها ستوقف عملها العسكري خلال فترة زيارته.
جاء ذلك في بيان للسرايا اليوم، (4 آذار 2021)، وفيما يلي نصه:-
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، أكد البابا فرنسيس، انه "سيحج" إلى العراق غدا الجمعة، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، سائلا الصلاة لتحقق هذه الرحلة "الثمار المرجوة".
وكتب فرنسيس، على تويتر: "غدا سأتوجه إلى العراق في رحلة حج لمدة ثلاثة أيام".
وأوضح قائلا: "لقد كنت أرغب منذ فترة طويلة في لقاء هذا الشعب الذين عانى كثيرا".
وتابع "أسألكم أن ترافقوا هذه الزيارة الرسولية بالصلاة لكي تتم بأفضل طريقة ممكنة وتحمل الثمار المرجوة".
ويستعد العراق غدا الجمعة، ولأول مرة في تاريخه، لاستقبال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، حيث ستجرى مراسيم استقباله في مطار بغداد الدولي وفي قصر بغداد بحضور الرئاسات الثلاث وفق جدول الزيارة المعلن.
وتشمل الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام زيارة النجف ولقاء المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، كما سيقوم البابا بزيارة مدينة أور الأثرية في الناصرية مكان ولادة أبي الأنبياء إبراهيم الخليل وكذلك الكنائس بمحافظة نينوى.
ونقل موقع "فاتيكان نيوز" الرسمي عن البابا قوله، إنه "سيتوجه (يوم الجمعة) إلى العراق في حج لثلاثة أيام"، مبينا انه " كان يرغب منذ فترة في لقاء شعب العراق الذي عانى كثيرا، ولقاء الكنيسة في أرض إبراهيم، كما سيقوم، ومع قادة دينيين آخرين، بخطوة أخرى إلى الأمام نحو الأخوة بين المؤمنين".
وطلب البابا من المؤمنين مرافقة هذه الزيارة الرسولية بالصلاة كي تتم بأفضل شكل وتأتي بالثمار المرجوة"، حيث قال إن "الشعب العراقي ينتظرنا، وكان ينتظر القديس يوحنا بولس الثاني الذي منع من التوجه إلى هناك"، ثم ختم البابا فرنسيس: بالقول "لا يمكن خذل الشعب لمرة ثانية، فلنصل كي تتم هذه الزيارة بشكل جيد".
من جانبه أكد أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، أن "البابا فرنسيس سيحمل إلى العراق، الرجاء والحوار وإعادة البناء، كما ان البابا يريد أن يطلق رسالة نحو المستقبل".
وكان البابا فرنسيس، أكد أمس الأربعاء، أنه ذاهب إلى العراق، لأنه "لا يمكن خذل الناس مرة ثانية"، داعيا عقب تعليمه الأسبوعي، المؤمنين إلى الصلاة من أجل زيارته الرسولية إلى العراق.
وبحسب مراقبين فان زيارة البابا إلى العراق تعتبر "الحدث المهم" خلال هذه السنة، كونه تحدى الظروف الصحية والأمنية والمخاوف من جائحة كورونا.
ونشر NRT عربية النص الكامل لرسالة قداسة البابا فرنسيس إلى الشعب العراقي بمناسبة زيارته المرتقبة الى العراق.
وهذا هو النص الكامل للرسالة:
"أيها الإخوة والأخوات الأعزاء في العراق، السلام لكم
وأخيرا سوف أكون بينكم في غضون أيام قليلة إني أتوق لمقابلتكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم، مهد الحضارة العريق والمذهل.
إني أوافيكم حاجا تائبا لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب، ولأسأل الله عزاء القلوب وشفاء الجراح. أوافيكم حاجا يشوقني السلام لأكرر: "أنتم جميعا إخوة" (متى 23، 8). أجل.
وة والأخوات المسيحيون الأعزاء، الذين شهدتم لإيمانكم بيسوع في خضم المحن القاسية للغاية، أتوق لرؤيتكم بفارغ الصبر.
يشرفني أن ألتقي بكنيسة تميزت بالشهادة: شكرا لشهادتكم! عسى أن يساعدنا الشهداء الكثيرون الذين عرفتم على المثابرة في قوة المحبة المتواضعة.
لا تزال في أعينكم صور البيوت المدمرة والكنائس المدنسة، وفي قلوبكم جراح فراق الأحبة وهجر البيوت.
أود أن أحمل لكم عناق الكنيسة بأسرها المفعم بالحنان، الكنيسة التي هي قريبة منكم ومن الشرق الأوسط المتألم، وأن أشجعكم على المضي قدما.
لا نسمحن للمعاناة الفظيعة التي عشتموها والتي تؤلمني كثيرا، بأن تنتصر.
لا نستسلمن في وجه انتشار الشر: لأن منابع الحكمة العريقة في أرضكم توجهنا لنتخذ سبيلا آخر، لنفعل مثل إبراهيم الذي، فيما ترك كل شيء، لم يفقد الرجاء أبدا (را. روم 4، 18)؛ بل وضع ثقته بالله فصار أبا لذرية يعادل عددها عدد نجوم السماء.
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، فلننظر إلى النجوم. وفيها نرى ما وعدنا به الله.
إخوتي وأخواتي الأعزاء، لقد فكرت فيكم كثيرا طيلة هذه السنين.
فيكم أنتم الذين عانيتم الكثير، لكنكم لم تشعروا بالإحباط.
فكرت فيكم، مسيحيين ومسلمين. وفيكم أنتم الشعوب، مثل الشعب اليزيدي، فكرت في اليزيديين الذين عانوا الكثير الكثير؛ جميعنا إخوة، جميعنا.
والآن أوافي أرضكم المباركة والمجروحة، حاجا يشوقني الرجاء. من وسطكم، في نينوى، تردد صدى نبوءة يونان التي حالت دون دمار المدينة وحملت رجاء جديدا، رجاء الله.
فليملأنا هذا الرجاء الذي يمنح الشجاعة من أجل إعادة الإعمار والبدء من جديد.
وفي فترة الجائحة العصيبة هذه، لنساعد بعضنا البعض فنشدد روابط الأخوة، ونبني معا مستقبلا يسوده السلام. معا، إخوة وأخوات من مختلف التقاليد الدينية.
من وسطكم، منذ آلاف السنين، بدأ إبراهيم مسيرته. وعلينا اليوم أن نواصل هذه المسيرة، بالروح نفسها، ونجوب دروب السلام معا ولذا فإني ألتمس لكم جميعا السلام وبركة الله العلي. وأطلب من جميعكم أن تقتدوا بإبراهيم: أي أن تسيروا بالرجاء وألا تتوقفوا عن النظر إلى النجوم. وأطلب منكم جميعا، من فضلكم، أن ترافقوني في صلاتكم. شكرا".