يعد قصر نويشفانشتاين من أهم المعالم السياحية في ألمانيا حيث يستقطب 1.5 مليون زائر كل عام نظرا لطابعه المعماري الرائع وموقعه المتميز إضافة إلى تربعه على طبيعة خلابة مما يجعله من أكثر القصور رومانسية وشهرة وهو يعرف باسم "قصر الحسناء النائمة".
شيّد قصر نويشفانشتاين خلال القرن التاسع عشر من قبل ملك بافاريا لودفيغ الثاني واستغرق بناؤه من عام 1869-1886 وهو يقع بالقرب من قرية هوهينشفانغاو وفوسين في ولاية بافاريا، جنوبي ألمانيا.


وعلى رغم أنه واحد من أروع قصور العالم، إلا أن هذا القصر التاريخي يروي قصة الحياة الغامضة للملك لودفيغ الثاني ملك بافاريا الذي اشتهر بعشقه لبناء القصور والتحف المعمارية.
ولد الأمير لودفيغ الثاني يوم 25 من شهر أغسطس سنة 1845 لعائلة عريقة في مجال الفنون حيث كان جدّه لودفيغ الأول واحداً من أبرز جامعي التحف الفنية بأوروبا وخلال فترة طفولته، عانى لودفيغ الثاني من مشاكل عائلية جمّة، حيث كانت العلاقات العائلية غائبة بسبب زواج والديه الذي لم يكن سوى زواج مرتب بين مملكتي بافاريا وبروسيا حيث انحدرت والدته ماري من العائلة الحاكمة ببروسيا.

وعاش الزوجان حياتهما الزوجية شبه منفصلين، وهو الأمر الذي أثر بشكل كبير على ابنهما لودفيغ الثاني والذي قضى أغلب أوقاته وحيدا شارد الذهن يتأمل اللوحات الفنية التي زينت قصر هوهنشفانغاو والمناظر الطبيعية الخلابة المحيطة به.

ومع وفاة والده تقلد لودفيغ الثاني زمام الأمور ببافاريا سنة 1864 وكان في الثامنة عشرة من عمره ليكون بذلك رابع ملك في تاريخها. لكنه لم يكن مؤهلا حيث تزامن اعتلاؤه للعرش مع تنامي الحس القومي الألماني ببقية الدويلات الألمانية، وعلى رأسها بروسيا والتي انتهجت سياسة عسكرية.
ونتيجة لذلك، وجد نفسه مورطا في حرب ضد بروسيا، في خضم الحرب البروسية النمساوية، التي انتهت بتقهقر مكانة بافاريا على الساحة الإقليمية وتراجع نفوذ الملك لودفيغ الثاني، مما جعله شاردا في أحلامه حيث تجاهل الأخير الواقع ليعيش في عالم خرافي بمخيلته، فاتجه لتشييد هذا القصر كما أمر ببناء قلعتين إضافيتين بالتوازي مع هذه القلعة، وأنفق عليها ببذخ من ماله الخاص.

في موازاة لذلك كانت الأسرة الحاكمة منزعجة من تبذير الملك للمال في بناء هذه القلاع التي لا جدوى منها، لذا أعلنوا جميعاً بأن الملك لديه مرض عقلي ولا يصلح للحكم.
وفي 8 يونيو 1886 قام فريق من الأطباء النفسيين بإيعاز من الحكومة المدنية آنذاك بوضع تقرير طبّي استندوا به إلى أقوال شهود من غير أن يقوموا بتشخيص المريض نفسه، و بناء عليه شخّص التقرير لويس الثاني على أنه عاجز نفسيا عن القيام بأعماله، مما أدّى إلى إقصائه عن عرشه.
وبعد ذلك بخمسة أيام، وُجد لويس الثاني ميّتا في بحيرة شتارنبرغ بالقرب من ميونيخ في قلعة بيرج Berg Castle في 1886م، وبعد أيام معدودة وجدوا جثته طافية في بحيرة Starnberg، ولا تزال وفاته لغزاً حتى الآن، فلا يدري الجميع ما إذا كان انتحاراً أم قتلاً، وتوقف بناء القلعة من ذلك اليوم وحتى الآن.