عند النظر إليها من الوهلة الأولى، قد تندهش من مظهرها، إذ أنها تبدو مثل ندفات ثلج زغبيّة وناعمة. ولكنك لست وحدك، إذ
شعرت المصورة الأذربيجانية فارغانا غاسيملي بالدهشة ذاتها عند رؤيتها لديدان القز للمرة الأولى في منزل جدتها. وشجعها ذلك على توثيق حصاد ديدان القز وتفاصيلها في أذربيجان.
وفي صغرها، كانت المصورة الأذربيجانية فارغانا غاسيملي، التي تركت التدريس لتلاحق شغفها في مجال التصوير، تُزيل وشاح جدتها المصنوع من الحرير الثمين من رأسها لتلعب به.
وعندما كانت في السابعة من العمر، جلبها والدها إلى منزل جدتها في القرية لتتفاجأ بمنظر جعلها عاجزة عن الكلام، فقالت في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "كنت مصدومة لبضعة دقائق، فكان هناك عدد لا متناهي من ديدان القز أمامي".
وسرعان ما شرحت جدتها أن هذه الديدان هي مصدر الوشاح الذي ترتديه على رأسها، وحرصت جدتها أيضاً على وضع بعض الديدان على يدها لتبرهن أنها لا تسبب أي ضرر، وأنها ليست مخيفة.
ولذلك، يعود الفضل لاهتمام المصورة بديدان القز وعملها على فيلم وثائقي يتمحور حول تربية ديدان القز إلى جدتها.
وفي حديثها عن تاريخ تربية ديدان القز، قالت المصورة إن تاريخ هذه الصناعة يعود إلى القرن الخامس، مشيرة إلى بدء تصدير الحرير الأذربيجاني إلى الدول الأوروبية والآسيوية عبر طريق الحرير منذ القرن الحادي عشر.
وترى المصورة أن لإنتاج الحرير "جو مختلف" عن بقية مجالات الزراعة.
وخلال صورها، يتمكن المرء رؤية جانب حميمي من تربية ديدان القز، إذ وثقت المصورة مجموعات كبيرة من الأشخاص والعائلات وهم يتشاركون مسؤوليات العناية بها.
وتُظهر إحدى الصور على سبيل المثال فتيات صغيرات يتعلمن جمع بيوض دودة القز من جدتهن، وقامت إحدى الفتيات بالصراخ لدى رؤيتها للديدان لأنها لم ترى دودة سابقاً بسبب عيشها في المدينة.
وقالت المصورة: "يقوم الأقارب والجيران بمساعدة بعضهم البعض.. وفي الأيام الخاصة لتنظيف الشرانق، يأتي الأشخاص في مجموعات، سواءً كانوا الأطفال أو الجيران، من أجل تقديم المساعدة".
وتتضمن تربية ديدان القز مراحل مختلفة، وهي تبدأ خلال إطعام الديدان أوراق التوت، لتنتهي بجمع الشرانق عندما تبدأ الديدان بإنتاجها.
وتستغرق العملية بأكملها 40 يوماً تقريباً، ويجب ألا يتأخر المزارعون عن جمع الشرانق، وإلا، ستتحول الديدان إلى فراشات.