أحملُ في جيبي حرباً
أنتَ كذلك
نحنُ
حتىٰ الأشجار
جميعنا أبناءٌ لها بالفطرة
جميعنا المنتظرونَ هنا
حُفاةٌ علىٰ قارعةِ الأمل
في جيبي حربٌ أتلاعبُ بصورتها
أنزعُ عنها ثوباً طرزهُ الراحلون
فيتنفسُ جلدها حصتي من الهواء
أصنعُ من خوذتها المثقوبة
فكرةً صالحةً للحياة
ممراً تدخلُ منهُ الشمس
إلىٰ أيامي
أسيرُ في دربها المسدود
بمفردي
ولا أكترث!
أزرعُ في صوتي أغنيةً
لها
للغد الذي عليهِ أن يأتي
بلا دخان
أحفرُ رأسَ القيدِ بمعوَلِ الحُلم
أمحو الجدارَ بكلمةٍ علىٰ قيد الحياة
أتجاهلُ فزاعةً في قلبي
وأصلي للقدر
أتلو علىٰ مسامعِ هذه الحرب
دُعاباتٍ
عن طائرةٍ ورقية فشلتُ في صنعها
عن جانبي الذي يُدعىٰ مساحةً فارغة
عن فيروز حين قالت: أهواكَ بلا أملِ
عن يدي التي تنبتُ فيها الأمنيات
بلا ماء!
عن الوقت الذي سبقني هذي المرة
عن الوقت الذي أحاول اللحاق به
عن الوقت الذي يضحك الآن!
لجيبي وجهٌ آخر
أحملُ فيه أكواماً من الحُب
بريداً تملؤهُ الضحكات
ذاكرةً خاطتها ماكنةُ جدتي
وجوهاً بالأبيض والأسود
أحاديثَ دافئةٍ تنضجُ علىٰ مهل
أحملُني أرضاً شاسعةً
منزلاً حيّاً عتيقاً
بلاداً تركضُ ولا تقف
حكايةً تبدأُ فقط
تفتتحُ بالنهايةَ فصلاً جديداً
أحملُني عناداً
يحلمُ
يرفضُ
يشعرُ جداً
ويتناسىٰ بالألوان الحرب ..
آية_ضياء