اليكم هذه القصة : في ارض الضباب الدائم كانت هناك بلدة، يدعونها البلدة الفاضلة، سكانها مقسمين الى جماعات شتى وكل جماعة ترى نفسها على صواب، كالواقفين في الضباب كل منهم يرى الضباب يغطي الاخرين ولا يغطي من هم بقربه، بلدة في القرن الواحد والعشرين، وفي عصر الانترنت، بلا كهرباء بلا طرقات بلا اتصالات، بلا تعليم الجهل مخيم عليها فلا يقرا غالبية سكانها ولو كتابا واحدا في السنة بل ربما في حياتهم كلها، بلدة ليس فيها صرف صحي فهي تعج بالمستنقعات، والبعوض لو تكاتف مع بعض لقام بوضيفة الرافعات في الميناء، الأوبئة منتشرة ولكنهم لا يحصون المرضى ولا يحصون المتوفين، العلاج اما مهرب او مغشوش، او لمن استطاع اليه سبيلا، والكادر الطبي فيها على حافة الأنقراض، ينتشر فيها الدجالين من اصحاب الطب الشعبي، ووصفات الهرد والثوم هي الادوية الرائجة فيها، يكتبون على صالة الافراح ممنوع اصطحاب الاطفال بينما العروس في سن العاشرة، القتلى والجرحى ومبتوري الاطراف موجودين في كل ارجاء البلد، الرشوة شيء معترف به، والعدل نائم، والفقر مدقع، باستثناء نسبة بسيطة من شبه الميسورين ماليا فقط اما ثقافيا فهم فقراء جدا ، وهم من يعمل في البلدان الفاسدة وفي يوم من الايام خرجت امرأة وضهر منها اثنين سنتيمتر واربعة ملي فضجت البلاد وهتف اصحابها (ضهر الفساد وتلطخت سمعة بلدتنا الفاضلة)
..........
تحياتي
ا/محسن عزالدين البكري