في إحدى الأيام توسل إليه صديقه المقرب ليذهب معه لخطبة فتاة أحبها بمحافظة أخرى، كانت محافظة المنصورة حيث رأى بها الفتاة التي مقدر له بيوم من الأيام أن تكون حبيبة قلبه وزوجته، كانت مقابلتهما الأولى مقابلة عابرة لأبعد الحدود حيث أنها كانت الصديقة المقربة أيضا للعروس.
وتمر الأيام وبيوم من الأيام يجد الشاب للفتاة التي رآها تعليق على إحدى المجموعات على الفيسبوك، يبعث لها برسالة نصية يذكرها بالمعرفة التي سبقت لهما سويا، لقد كانت حينها الفتاة بآخر عام بالثانوية العامة، أما الشاب فقد كان يدرس بجامعة الطب.
لم تعيره الفتاة أي اهتمام في البداية ولكنه عندما ذكرها بلقائهما وبأنه صديق الشاب الذي تقدم لخطبة صديقتها تجاوبت معه وبادلته الرسائل النصية على الفيسبوك؛ كان من حين لآخر يرسل لها رسالة للاطمئنان على أحوالها، ومن ثم انقطع كل منهما عن الآخر بشكل تام ليعود لقائهما الصدفة من جديد عندما أصر عليه صديقه للذهاب معه لحفل الزفاف.
ذهب المنصورة للمرة الثانية، وهناك قام برؤية “آية” وبهذه المرة أعجب بها كثيرا فطلب منها رقم هاتفها ولكنها أبت أن تفصح عنه على الإطلاق، في البداية تضايق من الموقف ولكنه لم يتركها على الفيسبوك، فقد كان دائم التحدث إليها والتقرب والتودد.
وفجأة ودون تفكير قرر الشاب مصارحة الفتاة بمشاعره لها، وسافر من المحافظة التي يسكن بها (طنطا) للمحافظة التي تسكن بها الفتاة المنصورة، وهناك تقابلا سويا واعترف لها بمشاعره وصارحها بكل شيء، كان حينها الشاب لديه بعض المشاكل بدراسته بجامعة الطب، كما أن الفتاة حينها كانت لا تزال بأولى سنواتها بالجامعة (جامعة التربية)، صارحها الشاب أنه بالوقت الحالي لا يملك أي شيء يتيح له فرصة طلب يدها من للزواج بها، وأنه لا يملك أي شيء سوى الحب الخالص بقلبه لها.
وبعد اعترافه بأسبوع واحد اتصلت عليه الفتاة لتعلمه أنه تقدم لخطبتها شاب، صدم الشاب ولكنها طمأنته وأخبرته بأنها لم تخبره بذلك إلا من باب مصارحته بكافة الأشياء التي تحدث بحياتها، ومرت الأيام حتى أصبح الشاب بامتياز الطب، في هذه اللحظة طلبت منه الفتاة التقدم لخطبتها، وبالفعل بعد كثير من محاولات الاتصال بوالدها أخيرا تمكن من مقابلته بزيارته بمنزله بالمنصورة.
كانت المقابلة تحمل أبعد المعاني للتجاهل، لقد زارهم الشاب بمنزلهم ولكنه وجد والدها لأبعد الحدود يضع تركيزه في التلفاز ولا يعير الشاب المسكين أي اهتمام، وبعد انتظار طويل من الشاب دام لمدة 20 دقيقة دون كلام ولا أي سؤال قرر الشاب أن يأخذ موقفا، فسأله: “عمي هلا تحدثت معي؟!”
وبالفعل تم الحديث بينهما والذي أثمر من جملة شهيرة لم يستطع الشاب نسيانها حتى الآن: “حسنا لك ردي بعد أسبوعين”.
لقد كان من وجهة نظر الشاب وقتا كثيرا للرد على طلبه، ولكنه لم يملك من أمره شيء سوى الانتظار، وبالفعل انتظر الأسبوعين كاملين ومر بعدهما عدة أيام، فاتصل الشاب على والد الفتاة ليسأله عن رده وقد استخدم رقما غريبا نظرا لتجاهل والدها رقمه.
وكان رد الوالد ناريا من التجاهل، في هذه اللحظة لم يتمالك الشاب نفسه فسأله بكل أسى: “عمي يلزمك الرد علي بالرفض أو الإيجاب ولا تضعني في هذه الحيرة من أمري”.
فطلب منه والد الفتاة إعطائه أسبوعين آخرين للتفكير في الموضوع من كل الاتجاهات، لقد كان خوف والدها لكونه من محافظة أخرى، ونظرا لأنها ابنته الكبرى فلا يريدها أن تبتعد عنه لذلك عانى كل من الشاب والفتاة بموضوع الزواج.
وهيأ الله سبحانه وتعالى لهما الأسباب، لقد مرض والدها فازداد اهتمام ابنته به، كانت دائما تقوم على رعاية والدها ولم تتحدث عن موضوع الشاب الذي تحبه مراعاة لمشاعر والدها، ولكن كانت المفاجأة من قبل والدها نفسه، لقد اتصل على الشاب ليعلمه عن موافقته بالزواج من ابنته.
لقد حقق لهما السعادة التي كانا يحلمان بها ويعيشان عليها، وكان حفل زفافهما حفلا حافلا بكل الأحباء.