يحكي أن في يوم من الايام جاء أحمد إلي والده وهو حزين ويبكي بحرقة فاحتضنه والده وسأله عن سبب بكاءه، فأخبره أحمد أنه سوف يفشل في سباق الجري الذي سيقام بعد أسبوع وسيخسر امام زملاءة، تعجب الوالد كثيراً من كلام أحمد ابنه ونظر إليه في دهشة واضعاً يده علي جبينه حتي يقيس حرارة ابنة، فوجد جبينه بارداً، فسأله إن كان يشكو من أى ألم، فأجاب احمد بالنفي .
قال الوالد لإبنه : إن كنت لا تشتكي من أى مرض او علة تمنعك عن خوض السباق، فلماذا انت خائف لهذه الدرجة من الفشل ومقتنع تماماً أنه سوف تفشل ؟ فقال أحمد : أنا أشعر بذلك يا أبي، قلبي يقول لي أنني سوف أفشل في السباق، ولذلك لن أشترك فيه من البداية أفضل لي، لن أشترك .
ابتسم الأب في حنان وقال : وهل لقلبك لسان حتي يتحدث ؟ زاد بكاء أحمد ونحيبه وقد ازداد غضباً حزناً حتي بدأ يخبط الارض بقدميه، صاح الأب: انتظر يا صغيري ولا تفعل ذلك، لا تخبط الارض بقدميك هنا ، بل اقفز بعيداً عن هنا، كف احمد عن البكاء ونظر إلي ابية بدهشه وهو لا يفهم مقصده، ثم سأله وهو ينظر إلي أرض الغرفة التي يخبط عليها بقدميه : ولماذا أقفز بعيداً يا ابي ؟
قال الأب : لأنه قد توجد حفرة هنا فتقع فيها يا ولدي دون أن تنتبه، قال أحمد وقد ازدادت دهشته : ولكننا في غرفة منزلنا يا والدي ولا توجد هنا أى حفرة، قال الأب : أقول لك يا بني انه قد يكون هنا حفرة وقد لا يكون، ولذلك فمن الافضل أن تقفز بعيداً عن هنا .. وضع أحمد يده علي جبين والده يفحص حراراته والدهشة تغمره، فانفجر الوالد ضاحكاً وهو يقول : يا ابني أنت تخلف من الفشل قبل أن تخوض السباق، ولذلك سوف تمتنع عن الاشتراك به لاجل خوف كاذب، كمن يقفز من فوق حفر وهمية لا توجد إلا في مخيلته فقط، فإنك متأكد أنه لا توجد هنا أى حفرة ولذلك لم تقفز كما طلبت منك، وإن أيقنت كذلك واقتنعت في داخلك أنك سوف تفوز بالسباق، فحتماً سوف تفوز .. هيا يا بني تابع التمارين الرياضية ودع الخوف والتشاؤم جانباً .