لماذا نظهر دائماً بشكل غريب في الصور؟
إذا كان هناك شيء أكثر إحباطاً من سماع صوتك عبر المسجل فهو النظر إلى صورة قديمة لأصدقائك ثم تلاحظ في ركن بعيد من الصورة شخصاً ما ينظر اليك نظرة غريبة ومريبة ثم تدرك .. يا إلهي إنه أنا لقد تأكدت مراراً وتكراراً.. إنه أنت، حسناً ولكن هذا بالتأكيد ليس ذلك الشخص الذي تتلهف لرؤيته كل يوم في المرآة أو الذي تراه مصادفة في زجاج النوافذ وشاشات الكومبيوتر المعتمة. بعد تلك الصدمة إليك الأخبار الجيدة، أن تبدو مختلفاً في الصور الفوتوغرافية هو أمر طبيعي جداً وذلك لعدة أسباب، أولها وأهمها أن كل صورة نراها لأنفسنا هي “انعكاس” لنا بينما الصورة التي نراها في المرآة هي صورة “معكوسة” لنا، في الواقع الصورة المقلوبة أو المعكوسة هي الصورة التي اعتدت عليها وأحببتها طوال فترة حياتك. عندما يقتنص أحدهم صورة لك فأنت في الواقع ترى خصائصك وخصالك معكوسة بالشكل الصحيح ولأن الوجوه في الغالب غير متماثلة يصاب دماغك بالفزع لعدم إدراكه لحقيقة ذلك الاختلاف.
السبب الثاني أن الكاميرا سواء المستخدمة في التقاط الصور أو الفيديو تظهرنا بشكل مختلف وغريب وذلك لأن عدسة الكاميرا تعمل بطريقة مختلفة عن عدسة العين البشرية. وهناك شيء أخر دائماً ننساه وهو أنه لا يوجد طريقة موضوعية تبدو بها الأشياء، الأمر كله يعتمد على طريقة العين أو الآلة لمعالجة الضوء المنعكس، انت تبدو غريباً عبر عدسة الكاميرا ولكنك ستلاحظ أنك تبدو أغرب لو تمكنت من النظر لنفسك عبر عيني قطة مثلاً. يجب أيضاً ان تضع في اعتبارك أن عدسة الكاميرا لا تعمل فقط بطريقة مختلفة عن عدسة العين وإنما عدسات الكاميرات المختلفة تعمل بطرق مختلفة أيضاً.
العدسات المقربة على سبيل المثال تقلل المسافة بين العدسة وبين الشيء الذي يتم تصويره، لا تتأثر الأشياء أو العناصر الثابتة كثيراً بهذا الأمر ولكن قد يتأثر مظهر الإنسان كثيراً عندما تعمل العدسة على تقليص المسافة بين أنفه وأذنيه فتظهر ملامحة أكثر توازناً واتساقاً بينما قد تؤدي عدسات اخرى للعكس تماماً فتظهر بشكل أعرض من الواقع وقد تبدو سميناً أيضاً، حتّى طولك قد يتأثر تماماً بنوع العدسة المستخدمة في التقاط صورتك وهناك أيضاً عامل مهم جداً ومؤثر وهو الإضاءة والتي تؤثر بشكل كبير جداً على ملامحك ومظهرك، بالنظر إلى العوامل السابقة مجتمعة تجد أنه من غير المستبعد أن تبدو في الصور أفضل أو أسوأ مما تبدو عليه في الواقع وقد يكون من المستحيل عليك أنت شخصياً أن تدرك أي الحالتين تمثلها الصورة التي أمامك لأن كل مظهر تبدو به يعد غير موضوعي ولا يمكن منطقياً اعتبار أن احدهم هو مظهرك أو شكلك “الحقيقي”، اجلس الآن قليلاً وفكر في ذلك لبرهة. [1 2 3]