هل من كواكب أخرى في مجرتنا، غير الأرض، صالحة للحياة؟ (بكساباي)
كان العلماء في إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) قد حسبوا عدد الكواكب الموجودة خارج المجموعة الشمسية التي من المحتمل أن يكون الإنسان قادرا على العيش فيها، ووجدوا أنه لا يزال هناك العديد من الكواكب الصالحة للعيش في مجرة درب التبانة، ولكن ليست بذلك العدد المتوقع.وقال موقع "سبايس" الأميركي المعني بالشؤون الفلكية إن المسبار الفضائي "كيبلر"، التابع لناسا، اكتشف حتى الآن حوالي ثلاثين كوكبا خارجيا في "النطاق الصالح للحياة" -وهي المنطقة التي يكون فيها الكوكب على مسافة من نجمه تجعله مؤهلا لنشوء حياة على سطحه- ويحتوي على مياه سائلة على سطحه، أو هذا ما اعتقده الباحثون.
لكن، وفق ما أفاد به مسؤولون في الناسا يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فإن عمليات الرصد الجديدة، التي قام بها المسبار الفضائي "غايا" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، تشير إلى أن العدد الفعلي ربما قد يكون أقل بكثير، أي يمكن أن يتراوح بين كوكبين و12 كوكبا.
وأوضح الموقع أنه قد تم إطلاق المسبار الفضائي غايا خلال ديسمبر/كانون الأول 2013 من أجل إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد ومفصلة لدرب التبانة. ووفقا لبعض المسؤولين في الناسا، فإن هذه الخريطة تتضمن معلومات عن مواقع 1.7 مليار نجم، فضلا عن بيانات حول المسافة التي تفصلنا عن 1.3 مليار نجم.
وتشير الأرصاد التي توصل إليها المسبار غايا إلى أن بعض النجوم التي اكتشفها المسبار كيبلر هي أكبر وأكثر إشراقا مما كان يعتقد في السابق. لذلك، من المرجح أن تكون الكواكب، التي تدور حول هذه النجوم، هي الأخرى أكبر حجما وأشد حرارة مما كان متوقعا من قبل.
وفي الواقع، إن فكرة أن هذه الكواكب هي الأشد حرارة تمثل أمرا شديد الوضوح. فالنجوم الأكبر والأكثر إشراقا تعطي المزيد من الحرارة. وينبع هذا الارتباط المتعلق بحجم الكوكب من إستراتيجية كيبلر لرصد الكواكب التي تسمى "العبور الفلكي".
ويفيد الموقع بأن كيبلر يلاحظ الانخفاضات الصغيرة في اللمعان، التي تحدث عندما يمر الكوكب من أمام النجم الأم. وتُستمد تقديرات أحجام الكواكب من النسبة المئوية للقرص النجمي الدوار، التي يحجب خلال "العبور الفلكي". لذلك، إذا ازداد قطر النجوم، فإن قطر الكوكب سيزداد أيضا.
يكتشف العلماء وجود الكواكب من خلال ملاحظة الانخفاضات الصغيرة في لمعان النجم عندما يمر الكوكب من أمامه (دان دوردا)
وفي بيان له، أفاد إيريك ماماجيك، وهو نائب رئيس فريق العلماء في برنامج استكشاف الكواكب الخارجية التابع لناسا بأن "المسألة برمتها كانت تركز على مدى فهمنا لما يحدث مع هذه النجوم. إن هذا مجرد فصل آخر من هذه القصة المتواصلة".
ولا ينبغي أن تخيّب هذه النتائج الجديدة آمال العديد من الأشخاص، الذين يعتقدون أن كوكب الأرض ليس المكان الوحيد الذي يمكن العيش فيه. فقد شدد مسؤولون في ناسا على أنه لا يزال هناك الكثير من الكواكب الصالحة للعيش في مجرة درب التبانة. لكن بيانات "غايا" تؤكد أن علماء الفلك وعلماء الأحياء الفلكية وعلماء الكواكب لا يزال أمامهم الكثير ليتعلموه عن قابلية العيش خارج الأرض.
وفي البيان ذاته، قالت جيسي دوتسون، وهي عالمة فيزياء فلكية في مركز أبحاث أميس التابع للناسا في وادي السيليكون وعالمة قائمة على مهمة كيبلر، "لا نزال نحاول معرفة كيف لكوكب بهذا الحجم أن يكون صخريا ويظل على تلك الحال".
وفي الواقع، إن تحديد ما إذا كان الكوكب صالحا للعيش اعتمادا على مسافة المدار فقط، يجعلنا نغفل عن خصائص كوكبية هامة مثل الكتلة. كما أن تركيبة الغلاف الجوي تؤثر بشكل كبير على درجة حرارة الكوكب.
ويوضح الموقع أن مهمة كيبلر البالغة تكلفتها 600 مليون دولار بدأت في مارس/آذار 2009. وخلال مهمة كيبلر الأساسية التي استغرقت أربع سنوات، تمكّن المسبار من رصد حوالي 150 ألف نجمة في وقت واحد. وقد انتهت المهمة في مايو/أيار 2013 بعد تعطل عجلات التوجيه.
وفي سنة 2014، تم إطلاق المسبار "كيبلر 2″، الذي ركز على مجموعة متنوعة من الأمور والظواهر الكونية لمدة 80 يوما. كما تمثلت إحدى مهامه في رصد الكواكب، حيث تمكن المسبار من اكتشاف قرابة 2686 كوكبا.
يمثل رصيد كيبلر من اكتشافات الكواكب حوالي 70% من إجمالي عدد الكواكب الموجودة خارج النظام الشمسي والبالغ عددها 3800 كوكب. ويستمر عدد الكواكب التي يرصدها المسبار كيبلر في النمو، إذ إن هناك تقريبا ثلاثة آلاف كوكب مرشح في انتظار الحصول على التأكيد، وذلك بعد إجراء الدراسات والأبحاث اللازمة. وقد أوشكت مهمة كيبلر على الانتهاء، حيث نفد الوقود من المسبار الفضائي، وهذا ما جعله يدخل في حالة سبات.