هِيَ الصِّدَّيقَةُ بِنْتُ الصِّدَّيقِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ الزَّهْرَاءِ سَّيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، هِيَ أُمُّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَأُمُّ الْمِحْسِنِ الْجَنِينِ وَأُمُّ الْأَئِمَّةِ وَأُمُّ أَبِيهَا . وَأَسْمَاؤُهَا : فَاطِمَةُ الْبَتُولُ السَّيِّدَةُ الْعَذْرَاءُ الزَّهْرَاءُ الْحَوْرَاءُ الْمُبَارَكَةُ الطَّاهِرَةُ الزَّكِيَّةُ الرَّاضِيَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْمُحَدَّثَةُ الصِّدِّيقَةُ الْكُبْرَى . وَيُقَالُ لَهَا فِي السَّمَاءِ : النُّورِيَّةُ السَّمَاوِيَّةُ الْمَنْصُورَةُ .
قَالَ تَعَالَى : ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ - [سُّورَةُ الرَّحْمَنِ : 74.]
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ :
شَقَّ اللَّهُ لَكِ يَا فَاطِمَةُ اسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ ، فَهُوَ الْفَاطِرُ وَأَنْتِ فَاطِمَةُ .
المصدر : (البحار : ج43، ص15.)
وَعَنْهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ سُئِلَ : مَا الْبَتُولُ ؟
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) :
الَّتِي لَمْ تَرَ حُمْرَةً قَطُّ وَلَمْ تَحِضْ ، فَإِنَّ الْحَيْضَ مَكْرُوهٌ فِي بَنَاتِ الْأَنْبِيَاءِ .
وَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لِعَائِشَةَ :
يَا حُمَيْرَاءُ ، إِنَّ فَاطِمَةَ لَيْسَتْ كَنِسَاءِ الْآدَمِيِّينَ ، لَا تَعْتَلُّ كَمَا تَعْتَلِلْنَ .
المصدر : (البحار : ج43، ص16،15.)
وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) سُئِلَ :
مَا الْبَتُولُ ؟ فَإِنَّا سَمِعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ إِنَّ مَرْيَمَ بَتُولٌ وَفَاطِمَةَ بَتُولٌ .
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) :
الْبَتُولُ الَّتِي لَمْ تَرَ حُمْرَةً قَطُّ ، أَيْ لَمْ تَحِضْ .
فَإِنَّ الْحَيْضَ مَكْرُوهٌ فِي بَنَاتِ الْأَنْبِيَاءِ .
المصدر : (البحار : ج43، ص15، عن مصباح الأنوار وعلل الشرائع.)
وَعَنْ الْإِمَامِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) :
مَعَاشِرَ النَّاسِ ، تَدْرُونَ [مِنْ مَاذَا] خُلِقَتْ فَاطِمَةُ ؟
قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ !
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) :
خُلِقَتْ فَاطِمَةُ حَوْرَاءَ إِنْسِيَّةً لَا إِنْسِيَّةٌ .
وَخُلِقَتْ مِنْ عَرَقِ جَبْرَئِيلَ وَمِنْ زَغَبِهِ .
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اسْتَشْكَلَ ذَلِكَ عَلَيْنَا تَقُولُ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ لَا إِنْسِيَّةٌ ثُمَّ تَقُولُ مِنْ عَرَقِ جَبْرَئِيلَ وَمِنْ زَغَبِهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِذاً أُنَبِّئُكُمْ ، أَهْدَى إِلَيَّ رَبِّي تُفَّاحَةً مِنَ الْجَنَّةِ أَتَانِي بِهَا جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ، فَضَمَّهَا إِلَى صَدْرِهِ فَعَرِقَ جَبْرَئِيلُ وَعَرِقَتِ التُّفَّاحَةُ ، فَصَارَ عَرَقُهُمَا شَيْئاً وَاحِداً ثُمَّ قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ . قُلْتُ وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا جَبْرَئِيلُ . فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ أَهْدَى إِلَيْكَ تُفَّاحَةً مِنَ الْجَنَّةِ . فَأَخَذْتُهَا وَقَبَّلْتُهَا وَوَضَعْتُهَا عَلَى عَيْنِي وَضَمَمْتُهَا إِلَى صَدْرِي ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ كُلْهَا . قُلْتُ يَا حَبِيبِي يَا جَبْرَئِيلُ ، هَدِيَّةُ رَبِّي تُؤْكَلُ ؟ قَالَ نَعَمْ قَدْ أُمِرْتَ بِأَكْلِهَا . فَأَفْلَقْتُهَا فَرَأَيْتُ مِنْهَا نُوراً سَاطِعاً فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ ! قَالَ كُلْ فَإِنَّ ذَلِكَ نُورُ الْمَنْصُورَةِ فَاطِمَةَ . قُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ وَمَنِ الْمَنْصُورَةُ ؟ قَالَ جَارِيَةٌ تَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ وَاسْمُهَا فِي السَّمَاءِ مَنْصُورَةُ وَفِي الْأَرْضِ فَاطِمَةُ . فَقُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ وَلِمَ سُمِّيَتْ فِي السَّمَاءِ مَنْصُورَةَ وَفِي الْأَرْضِ فَاطِمَةَ ؟ قَالَ سُمِّيَتْ فَاطِمَةَ فِي الْأَرْضِ لِأَنَّهُ فَطَمَتْ شِيعَتَهَا مِنَ النَّارِ وَفُطِمُوا أَعْدَاؤُهَا عَنْ حُبِّهَا ؛ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ فِي كِتَابِهِ‏ : ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ
* بِنَصْرِ اللَّهِ ، بِنَصْرِ فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِا) .
المصدر : (البحار : ج43، ص18، عن تفسير فرات.)
عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ :
لِمَ سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ زَهْرَاءَ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَهَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ ، فَلَمَّا أَشْرَقَتْ أَضَاءَتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِنُورِهَا وَغَشِيَتْ أَبْصَارَ الْمَلَائِكَةِ وَخَرَّتِ الْمَلَائِكَةُ لِلَّهِ سَاجِدِينَ . وَقَالُوا : إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا مَا هَذَا النُّورُ ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمْ : ﴿هَذَا نُورٌ مِنْ نُورِي وَأَسْكَنْتُهُ فِي سَمَائِي خَلَقْتُهُ مِنْ عَظَمَتِي ، أُخْرِجُهُ مِنْ صُلْبِ نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِي أُفَضِّلُهُ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَأُخْرِجُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ أَئِمَّةً يَقُومُونَ بِأَمْرِي يَهْدُونَ إِلَى حَقِّي وَأَجْعَلُهُمْ خُلَفَائِي فِي أَرْضِي بَعْدَ انْقِضَاءِ وَحْيِي .
المصدر : (البحار : ج43، ص12، عن علل الشرائع.)
وَعَنْهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ آبَائِهِ قَالَ :
إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرَةَ لِطَهَارَتِهَا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَطَهَارَتِهَا مِنْ كُلِّ رَفَثٍ .
وَمَا رَأَتْ قَطُّ يَوْماً حُمْرَةً وَلَا نِفَاساً .
المصدر : (البحار : ج43، ص19، عن مصباح الأنوار.)
وَعَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ (رَحِمَهُ اللَّهُ) قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، لِمَ سُمِّيَتِ الزَّهْرَاءُ زَهْرَاءَ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : لِأَنَّهَا تَزْهَرُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) فِي النَّهَارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِالنُّورِ . كَانَ يَزْهَرُ نُورُ وَجْهِهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ وَالنَّاسُ فِي فِرَاشِهِمْ فَيَدْخُلُ بَيَاضُ ذَلِكَ النُّورِ إِلَى حُجُرَاتِهِمْ بِالْمَدِينَةِ ، فَتَبْيَضُّ حِيطَانُهُمْ فَيَعْجَبُونَ مِنْ ذَلِكَ فَيَأْتُونَ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فَيَسْأَلُونَهُ عَمَّا رَأَوْا فَيُرْسِلُهُمْ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِا) ، فَيَأْتُونَ مَنْزِلَهَا فَيَرَوْنَهَا قَاعِدَةً فِي مِحْرَابِهَا تُصَلِّي وَالنُّورُ يَسْطَعُ مِنْ مِحْرَابِهَا مِنْ وَجْهِهَا ، فَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي رَأَوْهُ كَانَ مِنْ نُورِ فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِا) . فَإِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَتَرَتَّبَتْ لِلصَّلَاةِ زَهَرَ نُورُ وَجْهِهَا بِالصُّفْرَةِ ، فَتَدْخُلُ الصُّفْرَةُ فِي حُجُرَاتِ النَّاسِ فَتُصَفِّرُ ثِيَابَهُمْ وَأَلْوَانَهُمْ فَيَأْتُونَ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فَيَسْأَلُونَهُ عَمَّا رَأَوْا فَيُرْسِلُهُمْ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِا) فَيَرَوْنَهَا قَائِمَةً فِي مِحْرَابِهَا وَقَدْ زَهَرَ نُورُ وَجْهِهَا وَعَلَى أَبِيهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيهَا بِالصُّفْرَةِ ، فَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي رَأَوْا كَانَ مِنْ نُورِ وَجْهِهَا . فَإِذَا كَانَ آخِرُ النَّهَارِ وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ احْمَرَّ وَجْهُ فَاطِمَةَ فَأَشْرَقَ وَجْهُهَا بِالْحُمْرَةِ فَرَحاً وَشُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَكَانَ تَدْخُلُ حُمْرَةُ وَجْهِهَا حُجُرَاتِ الْقَوْمِ وَتَحْمَرُّ حِيطَانُهُمْ فَيَعْجَبُونَ مِنْ ذَلِكَ وَيَأْتُونَ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَيَسْأَلُونَهُ عَنْ ذَلِكَ فَيُرْسِلُهُمْ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِا) فَيَرَوْنَهَا جَالِسَةً تُسَبِّحُ اللَّهَ وَتُمَجِّدُهُ وَنُورُ وَجْهِهَا يَزْهَرُ بِالْحُمْرَةِ ، فَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي رَأَوْا كَانَ مِنْ نُورِ وَجْهِ فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِا) . فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ النُّورُ فِي وَجْهِهَا حَتَّى وُلِدَ الْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَهُوَ يَتَقَلَّبُ فِي وُجُوهِنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فِي الْأَئِمَّةِ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتَ إِمَامٍ بَعْدَ إِمَامٍ .
المصدر : (البحار : ج43، ص11، عن علل الشرائع.)
وَعَنْ أَسْمَاء قَالَتْ :
قَبِلْتُ أَيْ وَلَّدْتُ فَاطِمَةَ بِالْحَسَنِ ، فَلَمْ أَرَ لَهَا دَماً .
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، إِنِّي لَمْ أَرَ لَهَا دَماً فِي حَيْضٍ وَلَا نِفَاسٍ ؟!
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) :
أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اِبْنَتِي طَاهِرَةٌ مُطَهَّرَةٌ . لَا يُرَى لَهَا دَمٌ فِي طَمْثٍ وَلَا وِلَادَةٍ .
المصدر : (صحيفة الرضا (ع) : ج1، ص90. ذخائر العقبى : ص٤٤.)
وفي ذخائر العقبى ، وعن ابن عبّاس (رضي الله عنهما) قال :
إِنَّ ابْنَتِي فَاطِمَةَ حَوْرَاءُ إِذْ لَمْ تَحُضَّ وَلَمْ تَطْمِثْ ، وَإِنَّمَا سَمَّاهَا فَاطِمَةَ لِأَنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَجَلَّ) فَطَمَهَا وَمُحِبِّيهَا عَنْ النَّارِ .
المصادر : (أخرجه النسائي ورواه في تاريخ بغداد : ج۱۲، ص۳۲۸ ، الرقم ٦۷۷۲ . ورُوِيَ أيضاً في ينابيع المودّة ص260. وفي منتخب كنز العمّال المطبوع بهامش مسند أحمد : ج٥، ص۹۷، طبعة مصر . وفي رشفة الصادي :ص٤۷، طبعة مصر . وفي أرجح المطالب : ص۳۲۸، طبعة لاهور . وفي فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي : ج۲، ص۳۲۸ . وفي التاريخ الكبير لابن عساكر : ج۱، ص،۲۹۱ . والصفوري في نزهة المجالس : ص۲۲۷. والرافعي في التدوين عن أمّ سلمة) .