إن من یسمع ھذا التعبیر یصاب بالهلع والخوف وكثیر منا لا یعرف معنى ھذه الجملة ومن ھنا
وجب علینا توضیح كل ما یتعلق بالذبحة الصدریة.
فالذبحة الصدریة ھي لیست اسما لمرض وإنما ھي نوبات من آلام شدیدة بالصدر الذي یحدث
عندما لا تستطیع عضلة القلب الحصول على ما یكفيها من الدم الذي یحتوي على ما یكفیها من
الأوكسجین .
الأعراض
ألم خلف عظمة الصدر الوسطى الأمامیة (عظمة القص ) ، وكثیراً ما ینتشر ھذا الألم عبر الصدر
، أو ینتشر إلى الذراعین (وخاصة الذراع الأیسر ) ، وقد یمتد إلى الرسغین والیدین ، أو إلى الفك
السفلي أو شعور بعدم الارتیاح أو ثقل في الصدر ، أو اختناق في الصدر .
یحدق الألم عادة عند الجهد ، ویزول بالراحة أو التوقف عن المشي أو باستعمال حبوب خاصة
لتوسیع شرایین القلب توضع تحت اللسان (حبوب النیثروجلسرین ) لضمان سرعة امتصاصها ،
ووصولها في وقت قصیر إلى حیث تعمل لتوسیع الشرایین .
ھناك فئة صغیرة من المرضى تشكو من ألم الذبحة الصدریة مع أن شرایین قلوبها تأكد
بالفحوصات المختلفة أنها طبیعیة تماماً ، وخالیاً من أي تصلب، ویعود سبب الألم الصدري
عند ھؤلاء إلى عدم استطاعة العضلة القلبیة الحصول على كمیة كافیة من الأكسجین بسبب تشنج
عابر في الشریان التاجي .
الأشكال السریریة للذبحة الصدریة :
١. الذبحة الصدریة المستقرة
٢. الذبحة الصدریة غیر المستقرة وتجمع في ھذا الإطار حالات الذبحة التالیة :
أ. الذبحة الصدریة المتسارعة :
وھي الذبحة المستقرة أصلا والذي تطرأ علیها التغییرات المتعددة التالیة :
حدوث الذبحة في الجهود الطفیفة .
حدوث الذبحة حتى في الراحة أو أثناء النوم .
استمرار نوبة الذبحة لفترة أطول .
عدم التجاوب مع استعمال النیتروغلیسرین
التطور السریع نحو التدھور .
الإنذار المرضي ھنا أسوأ من الذبحة الصدریة المستقرة بسبب عاملین :
١. احتمال التطور السریع باتجاه حصول احتشاء قلب حاد .
٢. تكون الإصابة العصیدیة الاكلیلیة عادة من النوع المنتشر مع إصابة ٢ أو ٣ شرایین
إكلیلیة على الأرجح .
(Recent A.P.) ب. الذبحة الصدریة الحدیثة
ولا یوجد ھنا سوابق ذبحة وتأخذ الذبحة الحدیثة صورتین فإما أن تتجاوب بسرعة على
الراحة والمعالجة وإما أن یأخذ شكلاً تطوریاً معتدا للعلاج والراحة
(Prinzmetal A.) ٣. الشكل المختلف للذبحة أو ذبحة برنزمتال
وھو شكل خاص من الذبحة یمتاز بالخصائص التالیة :
حصول الذبحة فقط في الراحة . ·
مشاركته لاضطرابات نظم بطینیة المنشا أحیاناُ . ·
تترافق النوبة مع تغییرات نوعیة في مخطط كهربائیة القلب وعابرة تستمر طیلة النوبة ·
عن خط الواء الكهربائي ثم عودتها حین زوال الألم . ST وتزول بزوالھا وھي ارتفاع
C.A. الرضیة التشریحیة لذبحة برنزمتال ھي حصول تشنج اكلیلي موضع ·
سواء مشاركتھ ام لا لإصابة عصیدیة انسدادیة . Spasm
یتجاوب ھذا النوع من الذبحة بصورة حاسمة على استعمالات النیتروغلیسرین ·
والنیفیدیبین ( من فئة حاصرات تیار الكلسیوم ) .
لا تفید جراحة الشرایین الإكلیلیة في حالات التشنج الإكلیلي غیر المصحوب بإصابة ·
شریانیة عصیدیة انسدادیھ .
مسببات أخرى لآلام الذبحة الصدریة :
بالإضافة إلى ما ذكر عن حدوث ألم الصدر عقب الجھد ، فھناك أسباب أخرى كالخوف ، أو الغضب ، أو
الانفعال ، أو تناول وجبة ثقیلة أو التعرض للھواء البارد .
وقد یحدث الألم نادرة أثناء اللیل فقط ویستمر الألم في معظم الحالات مابین دقیقة إلى عشر دقائق
، ومن غیر المعتاد أن یستمر الألم لثوان فقط .
كما أن ھناك أمراضا أخرى بعیدة عن تصلب شرایین القلب ، أو تؤدي إلى تشنج في الشریان
التاجي حتى لو كان سلیماً غیر متصلب ، أو فقر دم شدید ( ھذه النقطة موضع خلاف ) أو تسرع
شدید في ضربات القلب ( على ھیئة نوبات ) ، ولكن نادراً ما تحدث ھذه الاضطرابات ألماً في
الصدر في حالة وجود تصلب في الشرایین .
وقد تشابھ آلام الصدر مع آلام أخرى ناتجة عن أمراض أخرى یجب أن یفرق الطبیب الاختصاصي
بین ھذه الأمراض ومرض الذبحة الصدریة ومنھا :
العصاب القلبي (ألم ناتج عن القلق النفسي ) . ·
أمراض ناتجة عن القفص الصدري والضلوع . ·
آلام ناتجة عن أمراض بالمريء . ·
التھاب غشاء القلب الخارجي ( غشاء التامور ) . ·
التھاب الحویصلة المراریة ( المرارة ) . ·
التھاب رئوي أو بلوري ( غشاء الرئة ) . ·
جلطة داخل الرئتین ( بالشرایین الرئویة ) . ·
ویعتبر تصلب الشرایین التاجیة السبب الرئیس للذبحة الصدریة (القلبیة). ونقصد بتصلب
الشرایین فقدانھا المرونة بسبب ترسب العدید من المواد الضارة وأھمھا الكولیسترول ثم بعد ذلك
یتبعھا تضیق تدریجي في سعة الشرایین وقد یصل إلى حد الانسداد الكامل أو شبھ الكامل. وھناك
أسباب أخرى یمكن أن تسبب الذبحة الصدریة، منھا التشوھات الخلقیة بالشرایین التاجیة أو
الانقباض أو التقلص لھذه الشرایین أو انسدادھا بسبب مرور خثرة دمویة أكبر من مساحة
الشریان فتسده وینقص أو ینقطع أمداد الدم لجزء من العضلة التي یغذیھا الشریان فیحدث الألم
وتسمى ھذه الحالة بنقص الترویة القلبیة. ومن الأسباب الأخري لحصول الذبحة الصدریة وجود
مشكلة مرضیة بأحد الصمامات مثل تضیق الصمام الأورطي وكذلك ارتفاع ضغط الدم الشریاني قد
یكون من العوامل المساعدة الخطرة لتكون تصلب الشرایین وحدوث الذبحة الصدریة (القلبیة).
وھناك ثلاثة أمراض یتعرض صاحبھا للذبحة الصدریة أكثر من غیره وھي :
نقص إفراز الغدة الدرقیة خصوصاً المستتر ، لأنھ یساعد على زیادة نسبة ·
الكولیسترول في الدم فیترسب في جدار الشرایین ویعمل على ضیقھا .
البول السكري ، حیث یصعب على الجسم التخلص من الدھنیات فتترسب في جدار ·
الشرایین .
ضغط الدم المرتفع وفیھ تتحمل الشرایین أكثر من طاقتھا فتتصلب ... ·
والذي لاشك فیھ أن علاج ھذه الأمراض یحافظ على شباب الشرایین خصوصاً إذا عرفنا أن
عمر الإنسان البیولوجي ھو حوالي ١١٠ سنوات او أكثر قلیلا .
ھل الذبحة وراثیة ؟
للوراثة دور في الاستعداد للذبحة الصدریة ، فإذا كان أحد الوالدین قد عانى من الذبحة
الصدریة فإن احتمال نسبة حدوثھا في الأولاد تكون ضعف الإنسان العادي .
والوراثة ھنا تعني زیادة نسبة دھنیات الجورة الدمویة بما فیھا الكولسترول ، وكذلك
تضاریس الشرایین التاجیة التي تغذي عضلة القلب .
وھي تصیب الرجال أكثر من الإناث والسبب في ذلك ھو الھرمونات الأنثویة التي تحمي
الشرایین ولذلك تزداد نسبة المرض في الإناث بعد انقطاع الحیض .
یعتمد التشخیص كثیراً على شكوى المریض ووصفھ الدقیق للأعراض التي یشعر بھا كما أن
تحدید عوامل الخطورة مثل مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم الشریاني وارتفاع
كولیسترول الدم وقلة الحركة والتاریخ العائلي لأمراض تصلب الشرایین والموت المفاجئ في
أعمار تحت ٥٥ عاماً والتدخین وارتفاع الحمض الأمییني الھوموسیسیتین في الدم وتقدیم
العمر، إضافة الى ما سبق فإن المریض قد یشكو من أعراض أخرى مثل ضیق النفس وسرعة
دقات القلب والدوخة والتعرق وعند فحص المریض أثناء النوبة قد تظھر علامات شحوب
اللون والتعرق الشدید بسبب الألم الشدید بالإضافة إلى سرعة النبض وارتفاع ضغط الدم
بالإضافة الى وجود علامات أخرى قد یسمعھا الطبیب عند سماع القلب والرئتین وفي بعض
الأحیان یكون الفحص السریري سلبیاً ویكون غالبیة التشخیص والقناعة التشخیصیة من
التاریخ المرضى والشكوى المرضیة.
الفحوصات
ھناك العدید من الفحوصات التي تساعد على تقویة القناعة التشخیصیة عند الطبیب أو أنھا تزیل
الشك الموجود لدیھ إذا كانت الشكوى المرضیة غامضة أو غیر واضحة وكان الفحص السریري سلبیاً
وسوف نستعرض جمیع الفحوصات المخبریة والشعاعیة المختلفة حتى أبین الموضوع من جمیع
جوانبھ.
١ - تخطیط القلب الكھربائي أثناء الراحة:
كلنا قد شاھد تخطیط جھاز القلب الكھربائي، بل أكثرنا قد عمل لھ ھذا الفحص أكثر من مرة وفي
حقیقة الأمر أن ھذا الفحص حساس لكنھ غیر دقیق بالصورة التي نتمناھا، لذلك فإن كثیراً من
حالات الذبحة القلبیة لا یمكن تسجیلھا على صفحات تخطیط القلب أثناء الراحة. لذلك تم التفكیر
في زیادة دقة الفحص بالإضافة الى حساسیتھ وقد وصل العلماء لخطوة تخطیط القلب المجھود.
٢ - تخطیط القلب المجھود:
قد أصبح أكثر الفحوصات القلبیة شیوعاً فعند القیام بالمجھود وشعور المریض بآلام الذبحة
الصدریة یوضح التخطیط الكھربائي علامات معینة تدل على وجود نقص الترویة القلبیة أي أن
كمیة الدم المتدفقة الى عضلة القلب أقل من احتیاج القلب، وتعتبر ھذه الطریقة أقل تكلفة من
فحوصات أخرى.
٣ - تخطیط القلب بالمجھود مع استخدام مواد مشعة:
وتعتبر ھذه الطریقة في الفحص من الطرق التي تزید من دقة تخطیط القلب بالمجھود لكنھا مكلفة
لأننا نستخدم مادة مشعة ھي الثالیوم ( ٢٠١ ) بحیث یحقن المریض بعد القیام بالمجھود ثم یتم
تصویر القلب بكامیرة جاما على خطوتین بعد الجھد وبعد انقضاء ٤ ساعات لنكشف المنطقة من
عضلة القلب التي بھا نقص الترویة.
وإذا كان المریض عاجزاً عن القیام بمجھود فیمكن حقن المریض بمادة معینة تزید من سرعة
ضربات القلب وبذلك تعطي نفس تأثیر المجھود على القلب ثم بعد ذلك یحقن المریض مرة أخرى
بالمادة المشعة كما ذكرنا في السابق ثم یتم تصویر القلب بكامیرة جاما.
٤ - فحص القلب بالموجات فوق الصوتیة (الإیكو):
یمكن فحص القلب وقیاسھ وفحص الصمامات بھذه التقنیة الدقیقة ویمكننا فحص عضلة القلب
وترویتھا بالقیام بنفس الفحص لكن على أثر الانتھاء من المجھود البدني ویعتبر ھذا الفحص من
الفحوصات الأساسیة والدقیقة ویمكنھا إعطاء معلومات مفیدة عن حالة القلب وقدرتھ على تأدیة
وظیفتھ ومقدار القصور الذي أصابھ.
٥ - القسطرة القلبیة:
وھي الوسیلة المثلى لمعرفة وضع الشرایین التاجیة وتتم بإدخال أنبوبة بلاستیكیة دقیقة وطویلة
عن طریق أحد الشرایین الطرفیة وغالباً الشریان الأیمن في أعلى الفخذ، وبدفع الأنبوبة یمكن
الوصول الى القلب. وبعد حقن مادة ملونة داخل الشرایین التاجیة وتصویرھا بالأشعة السینیة
یمكن معرفة مدى ضیق أو اتساع الشرایین أو مدى إصابة الجدار إذا وجد الطبیب أن التضیق
شدید ویمكنھ توسیعھ بالبالون ووضع دعامة معدنیة لإبقائھ مفتوحاً قام بذلك في نفس الوقت. ھذا
ویمكن توسیع أكثر من تضیق ووضع أكثر من دعامة معدنیة إذا كان ھناك حاجة لذلك.
متاعب الذبحة الصدریة في الشتاء :
النسمات الباردة تلفح الوجوه .. انھ الشتاء یدق الأبواب .. وھنا یكون من المحتمل ان تعود الى أكل
المواد الدھنیة بكثرة .. ومع زیادة كمیة الأكل ھناك الإقبال على العمل بعد انتھاء الإجازة .
في مثل ھذه الظروف یجب أن تنظر إلى نفسك :
ھل أنت واحد من ھؤلاء ؟
ھل أنت فوق سن الأربعین ؟
وھل أنت من مرضى ضغط الدم المرتفع ؟
وھل تشكو من السمنة ؟
أو ھل سبق أن أصبت بالذبحة الصدریة ؟
إذا كنت واحداً من ھؤلاء فافتح عینیك جیداً... لأن الشتاء قد یحمل لك بعض المتاعب إذا لم
تحترس .. وھنا فقط یمر الشتاء ...بلا مرض ...
تأثیر البرد
والآن ماذا یحدث في جسمك عندما یصبح الجو بارداً
إن برودة الجو تؤدي إلى تقلص الشرایین .. ویحدث ذلك بصورة واضحة في الشرایین القریبة من
سطح الجلد ..إنھا تحتوي على كمیة كبیرة نسبیاً من الدماء .. على ھذا الأساس عندما تنقبض
ھذه الشرایین السطحیة فإنھا تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم .
صحیح ان الجسم یعمل على تصحیح ھذا الوضع ولكن ھذا الارتفاع المؤقت في ضغط الدم قد
یساعد على ظھور ألم الذبحة الصدریة خاصة إذا كان الشخص مصاباً أصلاً بالتصلب في الشرایین
.
أكل الدھون والنشویات
وعندما تنخفض درجة حرارة الجو ، یصبح من الممكن الإقبال على أكل الدھون بكثرة
والبعض یعتقد أن الخطر یكون في الإسراف في أكل المواد الدھنیة فقط .. ومن ھنا لا یشعر
الشخص بخطورة الإفراد في أكل المواد النشویة .
والواقع أن الإفراط في أكل المواد النشویة یعرض الجسم للمتاعب ، وذلك للأسباب التالیة :
إذا زادت كمیة المواد النشویة على حاجة الجسم فإنھا تتحول إلى مواد دھنیة وھكذا ·
یمكن أن تترسب ھذه الدھنیات على جدران الشرایین وتسبب حدوث التصلب .
الإكثار من تناول المواد النشویة یؤدي إلى السمنة .. فھي تزید وزن الجسم وتضیف ·
عبئاً جدیدً على القلب ..
الخروج من مكان دافئ
والآن تعالوا نستعرض معاً الأخطاء التي یمكن أن تقع فیھا خلال صل الشتاء ، والتي یمكن أن تسبب
لك المتاعب .
وأنا ھنا احذر من عادة البقاء لساعات طویلة في مكان دافئ ثم الخروج فجأة إلى الطقس الخارجي ..
البارد .
إن ھذا التحذیر للشخص الذي لم یصب بالذبحة الصدریة .. وللشخص الذي أصیب بھا من قبل .
إن ھذا یحدث بعد مشاھدة عرض سینماي في دار مكیفة الھواء .. زائدة الدفء .. یخرج الشخص
فجأة إلى الجو البارد .. وھذا خطر .
لأن احتمال الإحساس بألم الذبحة الصدریة یكون ھنا كبیراً .. ومباشراً ..
والنصیحة ھنا بعدم مقابلة الجو البارد دفعة واحدة .. مع الاحتفاظ بمعطف وغطاء للرأس والرقبة ..
بحیث یتم خلع كل ھذه الأشیاء عند التواجد في مكان دافئ ثم تستعمل عند الخروج ومقابلة الجو
الخارجي .
الملابس الثقیلة جداً خطأ
وھناك المریض الحریص على ارتداء الملابس الثقیلة جداً حتى یشعر بالدفء . فھو لا یتردد عن
ارتداء طبقة فوق طبقة من الملابس .. وبعد كل ذلك لا یتردد عن الخروج للسیر ولو مسافة طویلة أو
قصیرة ،، ومن ھنا ینشأ الخطر ..
انھ في الواقع یحمل أوزانا ثقیلة تمثل ھبئاً على قلبھ .. وتظھر آثار ھذه الوزن خلال صعود السلم ..
انھ یحمل ثقلا من الملابس یتحرك بھ دائماً وھذا یرھق قلبھ ویعرضھ لخطر الذبحة الصدریة .
نزلات البرد وخطر المطر
وقد یتعرض أي واحد منا لنزلات البرد .. أو النزلة الشعبیة ..
قد تسقط الأمطار فتبلل ملابسھ .. ولا یسارع بتجفیف نفسھ واستبدال ملابسھ .وھنا یتعرض للنزلات
.. وھنا یصبح احتمال الإصابة بالذبحة أكبر .. فالقلب یتحمل عبئاً أكبر .. ومن ھنا تبدأ المتاعب .
الألم لیس بالضرورة بسبب الذبحة الصدریة
وھناك ظاھرة مألوفة .. عندما یشعر اي شخص بألم في صدره فإنھ یسارع بتوجیھ الإتھام الى قلبھ
فیقول :
أصبت بالذبحة الصدریة ..
والواقع قد یكون غیر ذلك تماما .. فھناك العدید من الحالات التي تؤدي إلى حدوث الأم في الصدر في
الوقت الذي یكون فیھ القلب سلیماً .
والآن ما ھي الحالات التي تعطي الألم الذي یشبھ الذبحة الصدریة ؟
ھناك مثلاً أي التھاب روماتیزمي في أي عضلات أو غضاریف أو أنسجة في القفص الصدري .. إن
ھذا الالتھاب یعطي ألما شدیداً .
فالالتھاب في العضلات الموجودة بین الأضلاع .. أو التھاب في المفاصل بین الأضلاع .. ھذه
الالتھابات تحدث الألم الشدید الذي یكاد یعوق المریض حتى عن التنفس .
ھنا القلب سلیم .. والألم الشدید یدفع المریض إلى إصدار الحكم الخاطئ عندما یقول : أصبت بالذبحة
الصدریة .
وبجانب ذلك ھناك الشخص الذي یتناول كمیة كبیرة من الطعام .. ھنا قد تحدث انتفاخ في المعدة
بجانب انتفاخ الأمعاء الغلیظة مما یؤدي إلى الضغط على الحجاب الحاجز أسفل القلب .. وھكذا یشعر
المریض بثقل في مقدمة الصدر .. بجانب إحساسھ بعدم حریة التنفس .. فیصرخ :
أصبت بالذبحة .. بینما الواقع غیر ذلك .. فالإصابة ھنا ھي في المعدة التي انتفخت بالأكل الكثیر ..
جداً .. وقد تحدث ھذه الحالة بعد وجبة عشاء ثقیلة .. مما یدفع الشخص إلى الاستیقاظ من النوم ..
منزعجاً .. ومتوھما .
وھناك حالة أخرى ھي حدوث الفتق في الحجاب الحاجز .. ھنا یدخل جزء من المعدة في ھذا الفتق
لینتج الألم الذي یشبھ ألم الذبحة الصدریة .. ویصحب ذلك اضطراب شدید في ضربات القلب مما یجعل
المریض یشك في انھ مصاب بالذبحة الصدریة وھذا في الواقع غیر صحیح .
كذلك قد یحدث التھاب في ھذا الغشاء الرقیق الذي یغلف القلب ... ان القلب نفسھ سلیم ولكن ھذا
الالتھاب الذي أصاب غلافھ یعطي الألم الذي یشبھ ألم الذبحة .. وھكذا یخطئ المریض عندما یخطئ
المریض عندما یعتقد أنھ أصیب بھا .
العلاج :
١- الإجراءات الوقائیة: لا بد وحتى یكون علاج الذبحة الصدریة فعالا الحذر من ثلاثة أشیاء :
أ. السمنة : وھي لا تعني في المفھوم الطبي سوى الإفراط في الطعام وعلاجھا الأكل
مع عدم الشبع .
ب. قلة الحركة : والمقصود بالحركة ریاضة المشي لمسافات وذلك لمدة ساعة یومیا مع
ممارسة التمرینات الریاضیة الخفیفة .
ج. التدخین : وھو وباء العصر الذي نعیشھ ، ومن الطبیعي ان علاج الذبحة قبل أن
تبدأ لا یحتاج إلى طبیب ، فأنت طبیب نفسك في ھذه الحالة . لذلك نذكر دائماً أن من
یأكل قلیلاً یعیش كثیراً ، والمعادلة الصعبة بالنسبة للشرایین ھي أن السمنة + التوتر
= الاستعداد للذبحة الصدریة .
والعبرة في تجنب السمنة لیست فقط بالإقلال من الدھنیات في الطعام ولكن بعدم
الإفراط أیضا في الأكل . لأن اي غذاء سواء كان دھنیات أو نشویات او زلالیات
یتحول الزائد منھ الى دھنیات تترسب في جدار الشرایین وتسبب ضیقھا ؛ كما تترسب
أیضاً في الكبد فیتدھن كیس المرارة في جداره او على شكل خصي ، وفي الجسم
عموماً .
٢ - العلاج الدوائي: ھناك محاور كثیرة لعلاج الذبحة الصدریة عن طریق الدواء تتركز في إعطاء
كل المرضى جرعة صغیرة من الأسبرین یومیاً وإعطائھم أدویة تقوم بتوسیع الشرایین التاجیة
وأھمھا مركبات النیتریت فبعضھا یعطى تحت اللسان عند النوم وظھور الآلام الصدریة وأخرى
تعطى ككبسولات أو حبوب للبلع وبعضھا یوصف كلصقات تلصق على الجلد أو مراھم توضع على
الجلد لیمتصھا ببطء وتذھب الى الدورة الدمویة. ومن الأدویة الضروریة أیضاً مثبطات خلایا بیتا
التي لھا دور حمایة للقلب من الاضطرابات ونقص الترویة ومضاعفاتھا،كما أن أغلب مرضى
الشرایین التاجیة یحتاجون مركبات مثبطات أیس ومضادات الكالسیوم،من ناحیة أخرى فإن
خافضات الكولیسترول لھا دور كبیر في منع تطور المرض بل تساعد كثیراً في علاجھ.
٣ - العلاج عن طریق القسطرة: لقد سبق وذكرنا أن الطبیب قد یرى أثناء قیامة بالقسطرة القلبیة
التشخیصیة أن توسیع الشریان المتضرر بالبالون ممكن فیقوم بذلك مع وضع دعامة أو شبكة
معدنیة دقیقة مكان التوسیع للمحافظة على الشریان مفتوحاً.
٤ - عملیة زراعة شرایین جراحیاً: كانت المحاولات الأولى ھي قطع الأعصاب الحسیة عن عضلة
القلب ، فلا یشعر المریض بالألم على الرغم من ان سبب الألم موجود وواضح . ولكن ھذه
العملیة لیست فعالة ، لأنھا لا تزیل سبب الألم ، وإنما تزیل الإحساس بالألم وھو أمر یشكل خطورة
على المرض .
وقد طورت العملیة بشكل یقلل من احتمال ارتجاف البطینین ویعمل على توسیع الشرایین التاجیة ،
ولكن وجد أن قیام الأعصاب السبتاویة أو التلقائیة یحرم القلب من القیام بوظیفته بشكل طبیعي ،
لأن ھذه العملیة تساعد القلب على أن یلبي النداء عند الضرورة ، وإن كانت تقیه نسبیاً من رد
فعل الانفعالات والمجهود الجسماني .
واتجه الطب بعد ذلك إلى جراحة الشرایین ، وجرت في ذلك محاولات متعددة بدأت بزرع شریان
في عضلة القلب لتحسین تغذیتھا بالدم . ولكن النتائج لم تكن مشجعة ... والمحاولة الحالیة ھي
تغذیة الدم بتوصیلة تتخطى منطقة الضیق في الشریان التاجي ، وھذه العملیة یشترط لإجرائھا أن
یكون الضیق في مكان واحد فقط من الشریان التاجي ، وقریا من منبعه .وھو أمر نادر الحدوث
إذا علمنا أن تصلب الشرایین وتدھنها مرض عام یصیب أغلب الشرایین سواء في القلب أو
الدماغ أو الأطراف أو اكلي وغیرھا ... ویلزم لتحدید مكان ضیق الشریان التاجي قبل الجراحة
عمل أشعة ملونة للشرایین التاجیة ، وھو إجراء بسیط ، ولكنه یحتاج لخبرة ومران ، وفي
الحالات المثالیة للجراحة وهي قلیلة كانت النتائج لا بأس بها في بعض الأحیان .
ھل تؤذي المشروبات الكحولیة شرایین القلب ؟
ھناك اعتقاد من بعض الناس أن المشروبات الكحولیة مفیدة في علاج آلام الذبحة الصدریة وسبب
ذلك یرجع إلى إنها توسع شرایین الجسم عموماً . وعندما یطلب الطبیب للكشف على مریض
یعاني من آلام الذبحة فقد ینصحھ بجرعة من مشروب كحولي ، ولكن الكحولیات تؤثر على
عضلة القلب ذاتھا تأثیر ضاراً ، كما أنھا تؤثر على الكبد والأعصاب ولا ننصح بھا .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورده علي
