أكثر من 100 ألف سائح مصري زاروا الأقصر خلال يناير الماضي وبداية فبراير الحالي في إطار مبادرة "شتي في مصر".


شباب مصر يزورون الفراعنة

الأقصر (مصر) ـ اصطحب عبدالرحمن صافي (38 عاما)، أفراد أسرته الأربعة إلى محافظة الأقصر السياحية جنوب القاهرة، للاستمتاع بجوها الشتوي الدافئ وآثارها العريقة، خاصة في ظل المزايا التي تتضمنها مبادرة “شتي في مصر”.
وأطلقت وزارتا السياحة والآثار، والطيران المدني، بالتعاون مع غرفة المنشآت الفندقية، في 15 يناير الماضي مبادرة “شتي في مصر”.
ومن المقرر أن تستمر المبادرة حتى 28 فبراير الجاري، لتنشيط السياحة الداخلية، وكذلك تشجيع الأجانب على زيارة الأماكن السياحية والأثرية في مصر.
وتمنح المبادرة تخفيضا على أسعار تذاكر الطيران الداخلي للمصريين والأجانب إلى منتجعات الأقصر وأسوان وشرم الشيخ وطابا والغردقة ومرسى علم، بالإضافة إلى تخفيض أسعار الفنادق المشاركة في المبادرة.
كما منح المجلس الأعلى للآثار، تخفيضا بـ50 في المئة على أسعار تذاكر المصريين بالمناطق والمتاحف الأثرية في محافظات قنا والأقصر وأسوان.
وقال صافي، وهو من محافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة، لوكالة أنباء شينخوا، “لقد حرصت على قضاء عطلة نصف العام في الأقصر، ولاسيما بعد الإعلان عن مبادرة: شتي في مصر، التي خفضت الأسعار”.
وأضاف أنه وأفراد أسرته استمتعوا جدا بالطقس الدافئ في الأقصر، وبمشاهدة الحضارة المصرية القديمة والعريقة، وهو أمر قال إنه سيسهم في تنمية معارف ومهارات أبنائه في دراستهم لمادة التاريخ.
ويقضي صافي وأبناؤه عطلتهم السياحية في فندق حورس بالأقصر.
وقال مدير الفندق محمد إسماعيل، “إن نسبة الإشغال في فندق حورس خلال الموسم الشتوي هذا العام بلغت 100 في المئة، بفضل مبادرة: شتي في مصر، التي أطلقتها وزارة السياحة والآثار لتشجيع السياحة الداخلية، في ظل تراجع حركة السياحة الخارجية، جراء أزمة تفشي جائحة فايروس كورونا”.
واعتبر إسماعيل، أن “السياحة الداخلية بمثابة شريان الحياة للقطاع السياحي الفندقي حاليا، على الرغم من التخفيضات التي فرضتها وزارة السياحة”.
وأشار إلى أن فندق حورس “بدأ في العودة إلى الحياة مرة أخرى واستعان بكامل طاقم العاملين خلال هذا الموسم، ونأمل أن تنتهي هذه الجائحة في القريب العاجل حتى تعود الحياة إلى القطاع السياحي في الأقصر من جديد”.
وأوضح أن إدارة الفندق ملتزمة بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، لحماية جميع النزلاء، وقامت بتدريب أطقم العمل على الحفاظ على أنفسهم وعلى النزلاء.
ورأى أن “مبادرة شتي في مصر ساهمت في حل أزمة العاملين بالقطاع السياحي، خاصة في المحافظات السياحية مثل الأقصر وأسوان، التي يعمل أغلب سكانها في السياحة”.
ونوه بأن المبادرة لم تعمل على تنشيط الحركة السياحة فقط، بل ساهمت أيضا بدرجة كبيرة في تعريف الأجيال الحالية بحضارة وعظمة أجدادهم.
بدوره، أكد محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بغرف شركات السياحة بالأقصر أن “مبادرة شتي في مصر هي المنقذ الوحيد للسوق السياحية المصرية في ظل سياسة الإغلاق الكامل التي تتبعها غالبية الدول الأوربية لمواجهة جائحة كورونا”.
وقال عثمان، إن “العاملين في القطاع السياحي أكثر الخاسرين من أزمة كورونا، والسياحة الداخلية ساعدت المؤسسات السياحية على عدم تسريح العاملين في هذا القطاع الحيوي والمهم”.
وأشار إلى أن أكثر من 100 ألف سائح مصري زاروا الأقصر خلال يناير الماضي وبداية فبراير الحالي، في إطار مبادرة “شتي في مصر”.
ودعا عثمان، الأسر المصرية إلى ضرورة الاستفادة من مبادرة “شتي في مصر”، التي تتضمن عروضا مخفضة سواء في أسعار تذاكر الطيران أو الإقامة الفندقية، لمشاهدة آثار بلدهم، والاستمتاع بطبيعة الأقصر الخلابة.
من جهته، قال عبدالفتاح العاصي مساعد وزير السياحة والآثار للرقابة على المنشآت الفندقية والسياحية، أن مبادرة “شتي في مصر رفعت نسبة إشغالات الفنادق الثابتة والعائمة المشاركة في المبادرة إلى 50 في المئة من الطاقة الاستيعابية المسموح بها خلال الفترة الحالية، بسبب ضوابط السلامة الصحية المطبقة بجميع المنشآت الفندقية والسياحية”.
وشدد العاصي، على أن “المبادرة نجحت حتى الآن في تحقيق ما دشنت من أجله، وهو تنشيط حركة السياحة الداخلية، وإتاحة الفرصة للمصريين والأجانب لزيارة المدن السياحية المصرية بأسعار مناسبة لكافة الفئات، بالإضافة إلى مساعدة الفنادق على استمرار العمل وزيادة نسبة الإشغال بها في حدود الطاقة الاستيعابية المقررة”.
وأوضح أن المبادرة “مثلت دعاية إيجابية للسياحة المصرية، حيث إن استمرار الفنادق في العمل واستقبال نزلاء وفقا للطاقة الاستيعابية المقررة في ظل أزمة كورونا يعطي مؤشرا للعالم بأن المنشآت الفندقية والسياحية المصرية آمنة وتطبق كافة الإجراءات الاحترازية، ما يجعلها وجهة مميزة لاستقبال السائحين من مختلف دول العالم”.
وتعد السياحة أكثر القطاعات المتضررة في مصر من أزمة فايروس كورونا، حيث بلغ عدد السياح الذين زاروا مصر خلال العام 2020 نحو 3.7 مليون شخص فقط، بما يعادل 28.2 في المئة من عددهم في العام 2019، حين زارها 13.1 مليون سائح.
وحققت السياحة المصرية أعلى إيرادات في تاريخها خلال العام 2019، حيث تجاوزت 13.03 مليار دولار.