انقضت الطائرات الورقية والغربان الحمراء عبر لندن
الإليزابيثية - وساعدت في الحفاظ على نظافة المدينة
25 فبراير 2021 ، الساعة 1.52 مساءً بتوقيت غرينتش
في بعض الأحيان نفكر في المدن على أنها صحاري خرسانية لا يسكنها سوى البشر والحمام والجرذان. لكن هذا لم يكن صحيحًا أبدًا. في لندن ، على سبيل المثال ، تصطف الأشجار على جانبي الشوارع ، وتخرج الثعالب ليلاً ، والزرزور والعصافير المنزلية تطلق صافرة من فوق أسطح المنازل.
إذا كنت تقود سيارتك على الطريق السريع M4 خارج عاصمة المملكة المتحدة ، فربما تكون قد لاحظت شيئًا أكبر ينتقي في الطريق. الغربان الشائعة والطائرات الورقية الحمراء أكبر من الصقور والصقور ، وعلى الرغم من أنها قد تنقر على مشارف المدينة اليوم ، إلا أنها كانت شائعة داخل لندن في زمن شكسبير والطاعون العظيم.
كانت هذه الطيور الجيفة تعشش في أشجار المدينة والمباني العالية وتنقض في الشوارع وهي تأكل فضلات الطعام ومخلفاته. حتى أن بعض القصص تؤكد أنهم يتمتعون بحماية صارمة بموجب القانون وأن قتلهم يعاقب عليه بالإعدام.
كيف شعر المواطن اللندني العادي حيال مشاركة مدينته مع هذه المخلوقات البرية المهيبة؟ التقرير الجديد ، المنشور في صحيفة لندن جورنال ، قمت بتمشيط السجل التاريخي لحسابات المسافرين ومذكرات التاريخ الطبيعي والقوانين واكتشفت عالماً ضائعاً من الأذى والفكاهة والتناغم بين الأنواع.
غالبًا ما يتم عثور الغربان على جثث القمامة. دي كننغهام / شاترستوك
حكايات طويلة من المسافرين
يأتي أفضل دليل على الغربان والطائرات الورقية الحمراء في لندن من الفترة الحديثة المبكرة ، بين عامي 1466 و 1777. في هذا الوقت ، وصف المسافرون إلى لندن هذه الطيور في الحياة اليومية في بعض من أغنى الروايات التي تركها المؤرخون. غالبًا ما تستخدم قصصهم الغربان والطائرات الورقية الحمراء لرسم لندن كمكان بري وغير حضاري بشكل خاص.
للأسف ، هذه الرحلات المبكرة ليست هي المصادر الأكثر موثوقية. مثلما يميل السائحون المعاصرون إلى المبالغة في مدى تميز وغرابة الأماكن التي يزورونها ، كان الشيء نفسه صحيحًا في الماضي. تشير الأدلة التاريخية والأثرية إلى أن الغربان والطائرات الورقية لم تكن فريدة من نوعها في لندن. لقد عاشوا في العديد من المناطق الحضرية في جميع أنحاء بريطانيا وأماكن أخرى في أوروبا ، على الأقل منذ العصر الروماني.
هذا لا يعني أن الطيور الكبيرة كانت عارضة أزياء من سكان لندن. كتب ويليام تورنر ، أحد علماء الطبيعة الأكثر احترامًا في بريطانيا في ذلك الوقت ، في رسالة نُشرت عام 1555 ما يلي:
هذه هي جرأة طائراتنا الورقية ، لدرجة أنها كثيرًا ما تجرؤ على أخذ الخبز من الأطفال ، والأسماك من النساء ، والملابس من السياج ومن أيدي الرجال. في الواقع ، غالبًا ما يأخذون القبعات من رؤوس الناس خلال الوقت الذي يعششون فيه.
بالمناسبة ، عانت الطائرات الورقية الحمراء عادة من سرقة الملابس. واليوم يبدو أن لديهم ولعًا خاصًا بسرقة الملابس الداخلية .
لذا ، إذا كان الناس في ذلك الوقت يفكرون في الغربان والطائرات الورقية الحمراء مثلما نفكر في النوارس التي تغوص في قنابل الناس الذين يستمتعون بالسمك والبطاطا ، فلماذا تحمل سكان لندن الحديثون الأوائل معهم؟
تصور Hortus Sanitatis (موسوعة التاريخ الطبيعي المبكر) الحياة الحضرية في نهاية القرن الخامس عشر. ويكيبيديا
متشابهين
ذكر Wenzel Schaseck ، وهو مسافر من ما يعرف الآن بجمهورية التشيك ، في عام 1466 أن الإضرار بالطائرات الورقية الحمراء في لندن يعد جريمة كبرى. أفاد بيير بيلون ، عالم الطبيعة من فرنسا في عام 1555 أن أي شخص يُقبض عليه وهو يمارس العنف مع الغربان في أي مكان في إنجلترا سيتلقى غرامة كبيرة. المشكلة هي أنني بحثت ولم أجد أي قانون يحمي الغربان والطائرات الورقية. في الواقع ، يشجع قانون مكافحة تدمير الطيور البرية (1533-4) الناس على تدمير الغربان والأنواع الأخرى غير الصالحة للأكل ، مثل الطائرات الورقية الحمراء.
أقرب ما يكون لقانون الحماية الموجود هو قانون الحبوب (1566) ، الذي وضع مكافآت على رؤوس معظم حياتنا البرية لمكافحة الآفات. تضمن هذا القانون استثناءً: لن يتم دفع المكافآت مقابل الغربان والطائرات الورقية الحمراء الموجودة في البلدات والمدن ، مما يعني أن لا أحد سيستفيد من صيد الزبالين في المناطق الحضرية.
لكن لماذا تم الحفاظ على سكانهم في لندن لفترة طويلة؟ يقدم جون تايلور ، المعروف باسم شاعر الماء - أحد مشاهير لندن من القرن السابع عشر - سببًا أكثر إقناعًا لسبب تحمّل الناس للطيور:
الغربان ، والطائرات الورقية ، والغربان ، والعديد من الطيور الجارحة الأخرى ، يُسمح لها بالعيش دون أن يصاب بأذى ، ليس من أجل أي خير في حد ذاتها ، ولكن لأنها تبذل مساعيها الحميدة في التهام القمامة وحملها بعيدًا.
يبدو أن سكان لندن الذين يعيشون في وقت لا يمكن الاعتماد عليه في التخلص من النفايات وأوبئة الطاعون يقدرون الطيور الدؤوبة التي تأكل الجيف من حيث النظافة النسبية التي قدموها. اليوم ، قد نقول إنهم قدموا خدمة مفيدة للنظام البيئي من خلال المساهمة في الصرف الصحي للمدينة. يبدو أن الغربان والطائرات الورقية الحمراء قد أحببت شوارع لندن الفوضوية الصاخبة. تم تركيبها بشكل مثالي. ربما لم يكونوا بحاجة إلى حماية قانونية.
فقدت الغربان والطائرات الورقية الحمراء من لندن في القرن الثامن عشر وسرعان ما تم القضاء عليها في معظم أنحاء بريطانيا. ربما لعبت التحسينات في الصرف الصحي ، وصيد الجوائز خارج المدينة ، وقطع الأشجار دورًا في رحيلهم عن سماء العاصمة.
لكن اليوم ، بعد 300 عام ، تبدو الأمور أفضل. استعادت الغربان والطائرات الورقية الحمراء الكثير من مداها المفقود وبدأت الطيور في العودة إلى لندن ، حيث تعشش كلتا الطيور الآن في بعض الأحيان داخل حدود المدينة . هل يمكن لسكان لندن والغربان والطائرات الورقية الحمراء تعلم العيش معًا مرة أخرى؟
المصدر
روابط داخل الموضوع
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحل مع الايام
