ترتطم مجموعة من العصي الخشبية بالأرض، فتتعالى أصوات متجانسة ومتناسقة في تيار واحد. يجذبك صوت آخر في الغرفة المقابلة لمعرض رواق الفن بجامعة نيويورك بأبوظبي، وإذ بالعصي الخشبية ذاتها تتخبط الآن بصناديق كرتونية لتصدر صوتاً مختلفاً تماماً، عن ذاك الذي سمعته منذ دقائق معدودة.
في صخب الحركة الدائمة التي يخلقها الجماد، قرر الفنان السويسري زيمون، أن يدرس الصوت كمادة خامة، والانتقال من تسجيله ودمجه مع أعماله الفنية إلى خلقه في "الزمن الحقيقي". ولم يقع اختياره على الأدوات الفنية المعقدة، بل المكونات البسيطة والخام.
ويستخدم زيمون العديد من المواد الصناعية أو تلك التي تستخدم في أيامنا العادية، إذ قال لموقع CNN بالعربية، إن الاختيار يرتبط أيضاً بديناميكيات وسلوكيات المادة المختلفة، كما يبقي الفنان السويسري أعماله "بسيطة وخام" حتى تعمل "كرموز لشيء ما بدلاً من خلق صلة واحدة لموضوع معين".
ولا يستوحي زيمون أفكاره من اهتمام معين، بل من عدد من الاهتمامات المختلفة التي تجتمع مع بعضها البعض، والتي يلمحها الفنان بأساليب وطبقات مختلفة، إذ أشار إلى أن "الذاتية" هي أساس الطريقة التي يرى الأشخاص فيها مسألة معينة.
Credit: Credit: photographer John Varghese
وتتحرك المواد التي يستخدمها زيمون بشكل طبيعي، دون أي تلاعب أو تحكم خارجي من قبل الفنان، حيث أنه لا يتحكم بسرعة المحركات المستخدمة، بل يفسح المجال للمواد بالكشف عن تعقيداتها دون تعريفها، إذ يرى زيمون أن وظيفته تكمن في "مساعدة المواد على أن تخلق نفسها بدلاً من تحديد سلوكها المجهري".