لین العظام أو هشاشة العظام مرض عظمي انحلالي یسبب ضعف العظام القویة ولینها تدریجیاً؛
فیترك المصاب عرضة للكسور وخاصة في العمود الفقري والفخذ والرسغ التي قد تكون خطرة خاصة في
كبار السن، حیث یعتبر ھذا المرض من الأمراض المنتشرة في هذه المرحلة السنیة وخاصة عند النساء بعد
انقطاع الطمث... وهذا المرض یجعل العظام أكثر لیونه وبالتالي فإنها تصبح معرضة للكسر بسهولة.
إن هذا المرض یصیب امرأة من بین كل أربع نساء بعد سن الخمسین، وامرأة من كل اثنتین بعد سن
السبعین، ورجلاً من كل خمسة رجال بعد سن الستین.
كذلك من المتعارف علیه أن الدراسات تشیر إلى أن نسبة ٨٠ % من الإصابات تظهر بین السیدات ذوات
البشرة البیضاء اللاتي تجاوزن سن الیأس والسیدات أكثر حساسیة من هذا المرض؛ لأن عظامهن أخف
وأرق بسبب حدوث التغیرات الهرمونیة بعد دخول المرأة سن الیأس، ویحدث المرض في حوالي ٣٠ % في
هذه المرحلة.
أكثر أنواع المرض شیوعا ؟
النوع الأول : هناك نوع مرتبط بانقطاع الدورة الشهریة عند المرأة والناتج عن توقف الهرمون الأنثوي
(الاستروجین) وھو أكثر الأنواع شیوعاً.. ویتمیز بالتناقص السریع لكتلة العظم.
النوع الثاني : المتعلق بالشیخوخة ویحدث في الأغلب بعد سن السبعین وقد یؤدي إلى كسور في عظمة الفخذ
D والعمود الفقري وتشوهاتها ویتضاعف حدوثه عند النساء أكثر من الرجال نتیجة الخلل في إنتاج فیتامین
ونوعیة الغذاء الذي لا یحتوي على قدر كاف من الفوسفور.
النوع الثالث : ینتج عن اضطرابات نشاط الغدة الدرقیة أو نقص في ھرمون الأنسولین أو تعاطي بعض
الأدویة لفترة طویلة مثل الكورتیزون أو أدویة التشنج أو دواء الركبة، أو تناول أدویة الحموضة بشكل كبیر
كالمولكس وغیره.
العوامل المؤدیة إلى الإصابة بلین العظام ؟
من المعروف أن العظام أنسجة حیة تتكون من البروتینات والكالسیوم والتي یحتاجها أیضاً القلب والأعصاب
وغیرھا ولكن ٩٩ % من الكالسیوم موجود في العظام.. وبالتالي فإن قلة تناول الكالسیوم ونقصه یعد من
العوامل الرئیسیة المؤثرة على كثافة العظام وبخاصة أثناء فترة النمو الحرجة كسن المراهقة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن كثافة العظام تزداد في فترتي الطفولة والمراهقة حتى تصل إلى ذروتها في سن
العشرین ثم تبدأ في النقصان بعد انقطاع الطمث عند النساء وبعد عمر ٥٥ سنة عند الرجال؛ مما یجعل
الإنسان أكثر عرضة لین العظام، لذلك فالكالسیوم مھم وضروري لبناء العظام منذ الصغر، وتقع على الأمھات
مسؤولیة جمة في المحافظة على صحة عظام أطفالھن؛ لیتجنبن مستقبلاً الآثار السیئة المترتبة على سوء
التغذیة.
لقد ثبت أن الإكثار من تناول بعض الأغذیة قد یؤثر على كثافة العظام وتركیبھا، فمثلاً: الأغذیة الغنیة
بالبروتین والملح تساعد على تسارع فقدان كثافة العظام؛ لأنھا تجبر الجسم على فقد الكالسیوم، وأیضاً شرب
القھوة والكولا وغیرھما من المشروبات الغنیة بالكافین من شأنھا أن تؤثر سلباً، لذلك ینصح بشرب ثلاثة
فناجین قھوة، على أكثر تقدیر، وإذا تناولت المرأة فنجاناً إضافیاً من القھوة، فعلیھا بمعادلتھ بفنجان آخر من
الحلیب.
بكثرة في غذائھا؛ لأن ذلك ضروري لتقویة العظام، D كذلك على المرأة الاھتمام بتوفیر الكالسیوم وفیتامین
وذلك بتناول فنجان الألبان منذ الصغر، حتى مرحلة البلوغ؛ فكلما كانت قویة وسلیمة في فترة البلوغ كلما
كان الإنسان في مأمن من حدوث مضاعفات لین العظام في الكبر.
لماذا تصاب النساء بھذا المرض أكثر من الرجال؟
أشارت الإحصاءات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال ویرجع ذلك إلى أن الكتلة العظیمة عند
النساء أقل، وبالتالي فإن عظامھن أضعف من الرجال في المرحلة العمریة ذاتھا، ھذا بالإضافة إلى فترة ما
بعد الطمث والتي تتسم بتدھور سریع في كثافة العظام عدا عن الولادات المتعددة وغیرھا.
ھل ھناك علاقة بین التدخین وسلامة العظام ؟
یعتبر التدخین عاملاً مھماً في فقدان الكالسیوم الموجود في العظام وبالتالي یصبح الرجل أو المرأة المدخنة
أكثر عرضة للإصابة بلین العظم.
یقال إن لین العظام مرض وراثي .. فھل ھذا صحیح؟
المتعارف علیه بین أطباء العظام أن ٧٥ % من أسباب لین العظام وراثیة وقد أثبتت الدراسات أن إصابة
شخص قریب في العائلة وخاصة الأخت أو الأم أو الجدة تزید من احتمال التعرض للإصابة بشكل كبیر، عدا
عن أن صاحبات البنیة الضئیلة أكثر عرضة من السمینات، وأن المرأة البیضاء أكثر عرضة من السمراء.
كذلك تزداد احتمالات الإصابة إذا انقطعت الدورة في سن الخامسة والأربعین أو قبل أو بعد إجراء عملیات
استئصال الرحم أو عدم انتظام الدورة الشھریة لمدة طویلة .
أعراض المرض ؟
قد لا تظھر أعراض أو علامات للمرض ولكن أحیاناً قد تشكو المرأة من ألم في الظھر أو تظھر علامات
التحدي بدرجات متفاوتة مع حدوث تغیرات ممیزة وظاھرة في العظام والفقرات والتي یمكن مشاھدتھا في
الفحوص الشعاعیة.
العلاج :
على المریض أن یتفھم واقع مرضه، وعادة ما یكون العلاج بأخذ كمیة من الكالسیوم تراوح بین ١٠٠٠ إلى
١٥٠٠ ملغ، علاوة على الإكثار من تناول الحلیب ومشتقاتھ، كما أن الفواكه الطازجة والخضراوات لھا
أھمیة كبیرة، فمثلاً كوب من الحلیب یحوي ٣٠٠ ملغ كالسیوم في حین أن برتقالة واحدة تحوي ٧٠ ملغ
كالسیوم، إضافة إلى الحصول على : فیتامین "د" بما لا یقل عن ٤٠٠ وحدة كل یوم.
أما القیام بالتمارین الریاضیة فلھ أھمیة بالغة في الوقایة من ھذا المرض؛ لأن ممارسة الریاضة تساعد
الجسم على الاحتفاظ بالكالسیوم لفترات أطول، وخصوصاً المشي والسباحة، في حین أن الكحول والتدخین
والمشروبات الغازیة تزید من وجود مرض اللص الصامت.
من الجدیر ذكره أن ھناك أدویة أخرى عدیدة وجدیدة تسمح باختیار العلاج المناسب لكل من یعاني مرض لین
العظام.
م الطریقة المثلى للوقایة من مرض لین العظام وھشاشتھ؟
* عدم الإفراط في تناول الأغذیة الغنیة بالبروتین والدھون حیث أن زیادة تناول البروتین تزید من إفراز مادة
الكالسیوم في البول.
* مع تقلیل تناول الملح والأغذیة المملحة التي تساعد على طرد الكالسیوم من الجسم.
* التوقف عن التدخین وتجنب مخالطة المدخن، والاھتمام بالریاضة قدر المستطاع وخاصة ریاضة المشي
على أن یكون ثلاث مرات أسبوعیاً، ولمدة نصف ساعة على أقل تقدیر، فمھما تناولت المرأة من أغذیة
متوازنة ومھما احتاطت إلا أن الریاضة تبقى ذات أھمیة قصوى في الوقایة من معظم الأمراض دون استثناء
وخاصة مرض لین العظام.
أما الأغذیة الغنیة بالكالسیوم فھي :
( مقدار الكالسیوم في الكمیة من الغذاء )
٢٩١ مللیجراماً في كوب واحد حلیب كامل الدسم
٣٠٠ مللیجرام في كوب واحد حلیب قلیل الدسم
٢٧٢ مللیجراماً في كوب لبن زبادي كامل الدسم
٤٥٢ مللیجراماً في كوب لبن زبادي منزوع الدسم
٢٠٤ مللیجرامات في أوقیة جبن شیدر كامل الدسم
٢٩٠ مللیجراماً أوقیة في جبن شیدر قلیل الدسم
٥٤٠ مللیجراماً في صحن سبانخ