فيلم "لا تخبر أحدا" درامي مثير، من إنتاج أميركي، بطولة فيون وايتهيد (مواقع التواصل الاجتماعي)
يُطل الشهر الأول من عام 2021 بباقة من أجمل الأفلام الدرامية، يبدؤها في يوم 8 بعرض فيلم "نفسها" للمخرجة البريطانية فيليدا لويد، المعروفة بتفضيل القصص، التي يمكن حل معظم المشاكل فيها من النساء المستقلات. الفيلم حظي باهتمام النقاد في "مهرجان صندانس السينمائي" (Sundance Film Festival) لعام 2020، وقال الناقد بيتر ديبروغ، إنه "أقوى فيلم رأيته من بين 20 فيلما عُرضوا في المهرجان".
وفي يوم 15، سيكون الجمهور على موعد مع فيلم "لا تخبر أحدا" كأول تجربة إخراج لكاتب السيناريو الأميركي الشاب أليكس مكولاي، يدير فيها صراعا غارقا في الإثارة.
أما يوم 22 فسيشهد عرض فيلم "صديقنا"، المقتبس عن تجربة حقيقية نُشرت في مقال بمجلة "إسكوير" (Esquire)، وحولتها المخرجة الأميركية غابرييلا كوبرثويت إلى "عناق جماعي مُلهم"، ووصفه الناقد السينمائي ديفيد إيرليش بأنه "فيلم نزيه".
لنصل إلى يوم 29 مع فيلم "الحفر"، والمخرج الأسترالي سيمون ستون، حيث "التنقيب عن الدراما عالية الجودة" بحسب الكاتب ريان لاتانزيو.
"نفسها" (Herself)
فيلم أميركي يقدم دراما مُلهمة تدور أحداثها في دبلن. بطولة كلير دون، الممثلة والكاتبة الأيرلندية التي شاركت في كتابة السيناريو.
يحكي الفيلم على مدى ساعة و37 دقيقة، قصة الأم الشابة ساندرا (كلير دون) وابنتيها (مولي ماكان، وروبي روز أوهارا)، ووالدهما سريع الغضب، غاري (إيان لويد أندرسون)، الذي يتجسد عنفه في مشهد يدوس فيه على يد الأم بعد اكتشافه مبلغا من المال كانت تدخره للرحيل بعيدا عنه.
وبعد أن تهرب ساندرا فعلا، وتصطدم بنظام إسكان اجتماعي مأزوم يضعها في قائمة انتظار مدتها 3 سنوات، تقرر خوض تجربة بناء منزلها الخاص.
لتعيد ساندرا بناء حياتها وتكتشف ذاتها من جديد وسط مجموعة من الجيران المخلصين، الذين وقفوا إلى جانبها، وفي مقدمتهم الطبيبة بيغي (هارييت والتر)، التي خصصت لها قطعة أرض تكفي لإنشاء منزل صغير. لنعيش لحظات مونتاج موسيقي لطيف مصاحب للعمل الجماعي في أعمال البناء.
يوجه الفيلم لوما للمجتمع، الذي يراه بطيئا في التحرك لإنقاذ النساء المعنفات، من خلال الحوار المثير الذي تشهده المحكمة عند سؤال ساندرا عن سبب تأخرها في المغادرة.
ولتبدأ بوصف حياة التأرجح بين عصبية الزوج المؤذية، وتشبثه العاطفي المتمثل في تكرار ندمه واعتذاره، مرورا باستدعاء الشرطة لإيوائها مع بناتها في أحد الفنادق، واضطرارها للعمل بوظيفتين، تحت ضغط الرعب الدائم من انتقام الزوج في أي لحظة.
"لا تخبر أحدا" (Don’t Tell a Soul)
فيلم درامي مثير، من إنتاج أميركي، بطولة فيون وايتهيد (بطل فيلم دونكيرك)، نتعرف فيه على مدى ساعة و36 دقيقة على قصة أخوين، مات (فيون وايتهيد)، وجوي (جاك ديلان غرازر)، يعانيان لعجزهما عن تدبير المال اللازم لعلاج أمهما المصابة بالسرطان، كارول (مينا سوفاري)، فيقرران سرقة المال من منزل فارغ، للمساعدة في دفع الفواتير الطبية.
وبعد أن ينجحا، إذا بالضابط هامبي (راين ويلسون)، يضبطهما ويطاردهما عبر الغابة، حتى يسقط في بئر مموهة.
بعد يأسه من الخروج يحاول إقناعهما بإنقاذ حياته، في مقابل وعد منه بالتزام الصمت؛ لكن إصرارهما على تركه يدفعه إلى أن يلمح لهما بسر يخفيه، قد يهدد جوي وعائلته؛ مما يضعهما في اختبار صعب، بين إنقاذه والمخاطرة بالعقاب على جريمتهما، أو تركه ليموت؛ لأن "بعض الأسرار يجب أن تبقى مدفونة".
ليتصاعد التوتر ويزداد العنف، تحت وطأة محاولات هامبي استدراجهما إلى لعبة القط والفأر المميتة، يُظهر فيها قوة فائقة في دور مليء بالعمق والكوميديا السوداء.
"صديقنا" (Our Friend)
فيلم درامي أميركي كتبه براد إنغلسبي عن قصة حقيقية حدثت للزوج الشاب مات تيج (كيسي أفليك)، وزوجته نيكول (داكوتا جونسون)، بعد تلقيهما أخبارا مأساوية غيرت مجرى حياتهما؛ ليجدا دعما غير متوقع من صديقهما المقرب دان فوشي (جايسون سيغل)، يصل إلى حد أن يعلق جميع أعماله، وينتقل إلى منزل العائلة؛ ليكون بجوارهما في محنتهما، مما أدى إلى إحداث تأثير أكبر وأعمق بكثير مما كان يتخيله أي شخص. في وقت كان فيه مات ونيكول يبحثان عن طريقة يخبران بها أطفالهما عن مصير أمهما المحتوم.
فعندما انهار مات على أرضية المستشفى بعد معرفة التشخيص النهائي، الذي يؤكد إصابة زوجته بالسرطان، كان دان هو من أخذ بيده وشد من أزره. وعندما بدأ شعر نيكول يتساقط، حلق شعره تضامنا معها. حتى كلبهما المصاب بالسرطان، اعتنى به هو الآخر.
تألق النجوم الثلاثة فيما قدموه من أداء، فتفاعل كل من كيسي وسيغل مع كل حركة، وأبدعت داكوتا جونسون في تجسيد الموت برشاقة. فجاءت اللقطات أنيقة، وهي تختزل حبا استغرق 15 عاما، في ساعتين و4 دقائق على الشاشة. لتؤكد أهمية تعزيز الروح المعنوية في المعارك الخاسرة، كمحور يدور حوله الفيلم.
"الحفر" (The Dig)
فيلم دراما وسيرة ذاتية أميركي، عن سيناريو اقتبسته الكاتبة البريطانية مويرا بوفيني، من رواية بالاسم نفسه لمواطنها الروائي والصحفي جون بريستون، نُشرت عام 2007.
وتدور أحداثه في عام 1938، مع اقتراب الحرب العالمية الثانية، حيث يؤدي المرشحان لجائزة الأوسكار، كاري موليغان (إديث بريتي) ورالف فينيس (باسل براون)، وثالثتهما العالمة الشابة بيغي بريستون (ليلي جيمس) التي تصطدم بمفاهيم معادية للمرأة في مجال يسيطر عليه الذكور.
يؤدون دور علماء آثار ينقبون عن سفينة أنجلو ساكسونية يفترض أنها مدفونة في حديقة منزل بريتي، ويحققون اكتشافا مفاجئا يكون له تأثيرات على تاريخ ومستقبل بريطانيا. في الوقت الذي نكتشف فيه الكثير، خلال غوص المخرج ستون العميق في الشخصيات على مدى ساعة و52 دقيقة.