انه بعض مما اعجبني يا ذاكرة الرمل !
انا وردة الانسانة كما عرفتموني فلا حاجة للالقاب اخي ..
تعطل قلمي لان الحبر انتهى!!
ولم اجد حبرا اكتب به ... بعد انسكاب حبري!
دمت بود
انتحرت كل معاني الحب النبيلة على عتبات الحب المزيف
وذابت تلك المشاعر كما تذوب فقاعات على موج بحر
وتناثرت كما تتناثر زهور في مواجهة تيار عاصف
لم يبقي الا اغصان تترنح ، تكاد تتكسر ..!
اصبح القول العذب كماء مالح ذاب
في فم محب لم يستطعم اصلا
لذة الحب الطاهر ..!!
انتحر الصدق على صخرة تعالت على سطح الارض
فتلاشي بين الحقيقة والكذب ، والخيال
وانتهى كما تنتهي سحابة صيف
محملة بسراب لا اصل له ..!
وتجرد الحبيب من صدقة والمحب من فعله وارتسمت شفاة الكذب
بموجات ملعثمة مشوهة تعلوها تكلسات نتنة اغبر الزمن
عليها فاضمحلت وتحولت الى مكونات غلسة غير
نافعة ..!!
كيف عدت .. بعدما كاد الجرح أن يلتئم . وكاد القلب المؤثث بذكراك أن يفرغ منك شيئاً فشيئاً وأنت تجمعين حقائب الحب، وتمضين فجأة لتسكني قلباً آخر
أتوّقف طويلاً عند عينيك. أبحث فيهما عن ذكرى هزيمتي الأولى أمامك. ذات يوم .. لم يكن أجمل من عينيك سوى عينيك. فما أشقاني وما أسعدني بهما!
نحن لا نشفى من ذاكرتنا ..
ولهذا نحن نكتب ، ولهذا نحن نرسم ، ولهذا يموت بعضنا أيضاً
تركتُ السكر جانباً ، وارتشفت قهوتي مرّة كما عودني حبّكْ ..
هل الورق مطفأة للذاكرة ؟ نترك فوقه كل مرة رماد سيجارة الحنين الأخيرة ، وبقايا الخيبة الأخيرة
ها هوذا القلم إذن .. الأكثر بوحاً والأكثر جرحاًُ ..
نغادر الوطن محملين بحقائب نحشر فيها ما في خزائننا من عمر. ما في أدراجنا من أوراق. نحشر ألبوم صورنا, كتباً أحببناها, وهدايا لها ذكرى ...نحشر وجوه من أحببنا ... عيون من أحبونا ... رسائل كتبت لنا وأخرى كنا كتبناها. أخر نظرة لجارة عجوز قد لا نراها, قبلة على خدّ صغير سيكبر بعدنا, دمعة على وطن قد لا نعود إليه