دائما ما يتم تسليط الضوء على نجوم العمل الفني بناء على شهرتهم في الوسط، فقد تدخل فيلما لأنه بطولة نجمك المفضل وقد ينجح عملا تلفزيونيا قبل عرضه بمجرد الإعلان عن أنه بطولة نجما محبوبا لدى الجمهور.

وهناك عوامل كثيرة تساعد على نجاح العمل الفني بجانب نجوم الصف الأول المشاركين فيه ألا وهي الكومبارسات،والكومبارسات كما يتضح من عنوان المقال هي بمثابة الحلويات التي تعطي للعمل الفني قيمة على قيمته.

والكومبارسات هي المجموعات التي تضفي على المشهد واقعيته، وهو المجرم الذي يساعد بطل العمل الفني في استعراض عضلاته وهو أيضا ذلك الشخص المحدود الذكاء الذي يساعد البطل على إلقاء القفشات والتعليقات الساخرة أي أن أهمية الكومبارس يتعدى كونه مكملا للمشهد وتصل أحيانا لكونه يعد بيئة خصبة تتولد منها الأحداث وردود الأفعال القوية.

وهناك الكثير من الكومبارسات في السينما المصرية منذ بدايتها وحتى وقتنا الحالي فيما يلي نستعرض بعضا من أشهر الكومبارسات في السينما المصرية.

صفا محمد الشهير بنوفل

ولد عام 1907 واكتشفه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وشارك معه في فيلم يحيا الحب، ويتميز صفا أو نوفل بأنه غير وسيم وصاحب صوت أجش لكنه كان محبوبا في الوسط الفني ودائما ما كان يتفاءل به المطرب محمد عبد الوهاب.

وكان له قصة طريفة مع المطربة السورية أسمهان حيث كان يحبها ويظن أنها تحبه لأنها كانت تحرص على أن يبقي معها في الاستوديو أغلب الوقت كما كانت تراسله بالخطابات عندما تسافر خارج مصر، وعند وفاة أسمهان عام 1944 حزن صفا عليها بشدة كما شارك صفا في عدة أفلام عظيمة منها غزل البنات وسلامة في خير ودهب وتوفي عام 1966.

حسن اتله

“دي منبه يا معلمي” من منا لا يذكر هذا الافيه لصبي الحانوتي البدين في فيلم حماتي ملاك؟ أنه حسن اتله الذي ولد في بورسعيد عام 1914 وسافر للقاهرة وفتح محل لبيع الأدوات الموسيقية ولكن كان له حلما آخر وهو أن يصبح ممثلا.

بدأ في الإذاعة عن طريق برنامج ساعة لقلبك وكان من نجومه وقدم ثنائيا كوميديا في الإذاعة أيضا وهو (حسن وحسان) وفي السينما شارك في حوالي 40 فيلما كان أغلبها مع النجم إسماعيل ياسين إلى أن رحل عن عالمنا عام 1972.

محمود فرج الشهير بمجانص

هو العفريت في فيلم الفانوس السحري و العسكري الذي كان يضطهد إسماعيل ياسين في فيلم إسماعيل ياسين في البوليس الحربي هو محمود فرج الشهير بمجانص كان في الأصل ملاكم وهو ما ساعده على دخول السينما.

لعب مجانص أول أدواره كملاكم كما أنه كان يملك من الموهبة ما جعله لا يعتمد على قوة عضلاته فقط فقد كان يلعب أدوار الخير والشر بإتقان شديد وتوفي عام 2009 بعد معاناته مع مرض السكر.

أحمد لوكسر

يختلف أحمد لوكسر عن غيره من الكومبارسات فكل الأبواب كانت مهيأة أمامه ليصبح نجم شباك لكنه اختار أن يصبح كومبارسا بإرادته لأنه كان لا يحب الظهور، كما كان يتميز باللباقة والأناقة ولعب أدوار الشرير وزعيم العصابة والمجرم ووكيل النيابة.

كان هناك عاملا مشتركا بين كل أعمال أحمد لوكسر ألا وهي الأناقة المطلقة التي جعلته جديرا بلقب ابن الذوات الذي أطلقه عليه الوسط الفني، و من أشهر أعمال أحمد لوكسر فيلم سلام يا صاحبي والناصر صلاح الدين وآخر أعماله كانت مع النجم أحمد زكي في فيلم سواق الهانم وتوفي بعدها بشهرين فقط عام 1994.

حنان الطويل

هي الست كوريا في فيلم عسكر في المعسكر ومس انشراح في فيلم الناظر والجارة العانس في فيلم 55 إسعاف هي الفنانة حنان الطويل، لا أحد منا يستطيع أن يتذكر فيلم عسكر في المعسكر دون أن يتذكر الست كوريا الراقصة ورقصتها الشهيرة بالفيلم.

تعد حنان الطويل من أشهر الكومبارسات السيدات واكتسبت شهرتها بعد انتشار خبر تحولها جنسيا من رجل يسمى طارق إلى سيدة تسمى حنان وهو الأمر الذي سبب لها أزمات نفسية طوال فترة حياتها القصيرة قبل أن تنتهي حياتها عام 2004 بشكل مفاجئ عن عمر يناهز ال38 عام.

وتعددت الأقاويل حول وفاتها حيث يرى البعض أنها انتحرت بسبب تعرضها للتنمر من العاملين بالوسط الفني ومنهم من يرى أنها تعرضت لأزمة قلبية مفاجئة كانت السبب في وفاتها.

سعاد أحمد

يكفي أن أذكر أنها كانت أم حميدة وعزيزة في فيلم ابن حميدو لكي تتذكروا نبرتها المميزة وهي تهدد زوجها بقول كلمة واحدة وهي “حنفي” هي الفنانة سعاد محمد التي اشتهرت بأدوار الحموات في أفلام الأبيض والأسود.

وهي كومبارس مصرية شاركت في حوالي 51 فيلم واشتهرت في بداياتها بالعمل كمونولوجست في شارع عماد الدين بالقاهرة، إلى أن قدمها المخرج توجو مزراحي في السينما بفيلم العز بهدلة وعملت مع كبار نجوم زمن الأبيض وأسود أمثال إسماعيل ياسين وعلي الكسار وتوفت عام 1962.

نجمة إبراهيم

ولدت نجمة إبراهيم في القاهرة لأسرة يهودية مصرية وعرفت بأدوار الشر وأشهر أدوارها ريا في فيلم ريا وسكينة والذي يعد من أعظم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية شاركت نجمة إبراهيم فيما لا يقل عن 40 فيلم ولعبت فيهم ادوار الشر.

على الرغم من الادوار التي لعبتها على شاشة السينما إلا أنها كانت طيبة تخاف من اقل الاشياء وبررت اتقانها لأدوار الشر التي تؤديها انها تتخيل أن الشر يقع عليها فتقوم بالدفاع عن نفسها فيظهر الدور بهذه الدرجة من الإتقان.

وهكذا يتضح أن الكثير من الكومبارسات كانوا يمتلكون من المواهب ما لم يمتلكه نجوم الشباك في عصورهم، ولكن عدم قدرتهم على تقديم موهبتهم بالشكل الذي يليق بها حكم عليهم أن يبقوا كومبارسات طوال رحلة حياتهم، وحكم عليهم أيضا أن يتذكر الجمهور قفشاتهم وملامحهم دون أن يعرف أسمائهم أو يخلدهم تاريخ الفن.




محمد أشرف - أراجيك