في الأعوام الماضية لم نجد الكثير من أفلام رومانسية التي تملأ تلك الحالة العاطفية في حياتنا، حتي إتجه بعض المخرجين لصناعة أفلام رومانسية عن قصص تبرز التضحية فيكون طرف مريض والطرف الآخر يضحي من أجله وهكذا من ضمن هذه الأفلام من استطاع النجاح في وقت عرضه وبالطبع لم يتذكره أحد بعد ذلك ولكننا نستطيع أن نفهم من تلك التجارب التي تعرض علينا كل عام بأنه هناك فقر من كل الجوانب في ذلك النوع.
رغم وجود بعض أفلام رومانسية التي استطاعت أن تبث بريق من الأمل وحازت على العديد من الجوائز سنعرضها لكم في تلك القائمة.
1- A Star Is Born
رجل يعزف بيد ليحقق نجاحه ويأخذ ما يمحي نجاحه باليد الأخرى، يغني بحنجرته وأنفه يستنشق المخدر، في ليلة غريبة بزغ نجم جديد في السماء، سطع بعد أن وقعت أعين الناس عليه، عاملة في حانة صعدت على المنصة لتغني، صوتها رائع جعلهم يريدون المزيد، جعلهم يريدون من يعزف باليدين معًا، الموهبة لدينا جميعًا منا من وجدها ومنا من لا زال يبحث عنها، منا من اغتنمها ومنا من أهدرها، قد ينحرف كثيرًا منا عن موهبته سعيًا لتحقيق وظيفة حياتية مستقرة، نخشى عدم الاستقرار بتلك الموهبة فابتعدنا عنها ولم نعلم ما إذا كنا سننجح بها أم لا.
الخوف منعنا من تقديم موهبتنا للمجتمع، ولكن تصوروا معي لوهلة كيف ستكون حياتنا لو كنا نفعل ما نحبه ونهواه، في بداية الفيلم حدث كل شيء سريعًا، تجد البطلين وهما يفصل بينهم الكثير، ولكن التمثيل كان مبهرًا فجعلنا نتغاضى عن ذلك، كل شيء بعد ذلك كان أفضل فأرادوا عرض القصة بطريقتهم وليس كالمعتاد ونجحوا في ذلك، الإخراج ممتاز فهو جعلني أبتسم وأحزن، والنهاية جميلة ولكنها كانت مؤلمة أيضًا، الفلم كان عاديًا لم يقدم شيئًا جديدًا ولكنه هنا في هذه القائمة بسبب تمثيل برادلي والإخراج والكثير من الجوانب التي كانت أفضل في هذا الفيلم عن غيره من الأفلام.
2- Lost in Translation
ضائع في الترجمة، ضائع في عالم بلاستيكي، ضائع بين أمواج الصدمة الثقافية، فيلم بقصة بسيطة يعطيك شعورًا رائعًا وجميلًا على الرغم من قصته الحزينة، بأجواء طوكيو الساحرة وشخصية “بيل موري” الهادئة فهو يمثلنا في الكثير من الصفات، شخصية سكارليت الغريبة التي عندما تشاهد تمثيلها ستعلم جيدًا أنها موهبة رائعة بحق وليس مجرد جمال جعلها من ضمن التصنيف كما يقول الكثيرون، أو البعض بدأ يصمت بعد فيلمها الأخير “قصة زواج” التي أبهرت الجميع به أيضًا وترشحت عن ذلك الدور بأوسكار أفضل ممثلة العام الماضي.
نحتاج بين كل فترة وفترة أن نقف أمام أنفسنا ونصفي الذهن ونرى الأخطاء التي فعلناها فيما مضي ونحاول أن ننظر إليها ولا نهرب منها، وأيضًا نبعد تمامًا عن الشاشات والمجتمع ونرى أماكن جديدة ونستكشف أشخاص جديدة، لأنها حقًا كفيلة لأن تعيد لنا الشغف والحماس للحياة، أخاف جدًا أن أكبر في العمر وأجد حولي أشخاصًا لا يفهمون عني شيئًا ولا يشعرون بي، أخاف أن أشعر بالوحدة.
3- The Shape of Water
في حكاية أسطورية في عالم خيالي، تجري أحداثها خلال حقبة الحرب الباردة في ستينات القرن الماضي، وفي إحدى المعامل فائقة السرية التابعة للحكومة، تعيش “إليزا” حياة كاملة من الوحدة والصمت داخل ذلك المعمل حتى بدأ يتغذى على عقلها، وتتغير حياتها للأبد حينما تكتشف أمر تجربة علمية شديدة السرية، محورها كائن مائي فريد من نوعه، يصنع مع “إليزا” قصة حب هائلة.
فيلم رومانسي جميل عن قصة حب بين فتاة وحيدة وكائن غريب، أحدث ضجة كبيرة عند صدوره وتم ترشيحه 13 مرة وفاز بثلاثة منها، من ضمنها جائزة الإخراج “لجييرمو ديل تورو” في حفل الأوسكار وبعضهم من اعتبر أن بقبول الأكاديمية لتلك النوعية من الأفلام دليل على تدهور حالها من حيث تأثرها بالأحداث الجارية من حولنا، في النهاية فالفيلم قدم لنا قصة فريدة لم نعتد أن نشاهدها من قبل، البعض تقبلها والبعض لا، لكنه يظل تحفة فنية خصوصًا من ناحية الإخراج.
4- Eternal Sunshine of the Spotless Mind
لماذا تركته وقررت محوه من ذاكرتها وكيف هو سيخرجها؟ لكل فعل ردة فعل، فما ستكون ردة فعل جول؟ هل ستستمر العلاقة بالحب أم نستبدل الحرفين؟ أسئلة كثيرة طرحت في البداية وسنغوص مع الفيلم حتى نرى الأجوبة تتقاذف والصدمات تتوالي أمام أعيننا، الذكريات ليست مجرد قصص سابقة، الذكريات مكان نختبئ فيه عندما لا نريد أن نغادرها، طريقة الإخراج والأصوات الداخلية وتداخل القصص والغوص في بحر الذكريات ودمجها مع الواقع والعودة بالخلف وإبداع الفكرة ورونقها واختلاط حبل الأفكار كل شيء كان جميلًا ورائعًا.
فيلم عظيم بفكرته التي قدمها وأكثر فيلم يستحق أن يتواجد في تلك القائمة، طريقة رواية القصة كانت جميله فلا يخطر على ذهني أن هناك طريقة افضل من التي قدموها، قصة مختلطة كهذه، لو ذهبنا بعيدًا عن الكوميديا التي ارتبطت باسم “جيم كاري” سنجد أنه أبدع و”كيت وينسليت” كذلك، الإخراج كان أكثر من رائع وبالطبع القصة أفضل من الإخراج، تحفة تم عرضها في عام 2004 وحازت على جائزة الأوسكار لأفضل نص سينمائي أصلي، وهو نقطة مضيئة في عالم السينما وأقولها لك أنك لن تكون نفس الشخص بعد مشاهدته.
”ماذا لو بقيت بجواري هذه المرة؟ ماذا لو عدت لنودع بعضنا وداعًا لائقًا على الأقل؟”
5- The Handmaiden
تلتحق الفتاة “سوكي” للعمل لدى سيدة يابانية ثرية تدعى “هودايكو”، والتي تحيا حياة منعزلة مع عمها المستبد “كوزوكي”، لكن هذه الخادمة تحمل سرًا في داخلها، حيث تحاول دفع سيدتها بالتعاون مع أحد المحتالين لكي يقنعوها بالارتباط العاطفي بأحد الرجال، وذلك في سبيل السطو على ثروتها وإيداعها بإحدى مصحات اﻷمراض العقلية.
في البداية عندما شاهدت هذا الفيلم لم أدرِ كيف أكتب عنه أو ماذا أكتب، فيلم آسيوي بمدة أكثر من ساعتين ونصف، يقارنه الكثير بتحفة العام الماضي “طفيلي” لتشابه القصة، على المستوى البصري والصورة كان رائعًا وإخراجيًا كان عظيمًا، درس مهم في استخدام الكاميرا لكل حالم ولكل من لديه الشغف بدخول مجال السينما كصانع أفلام، أداءات مميزة من الممثلين، صدمات كثيرة في القصة ممتعة وليست مقحمة، الفيلم لم يتخلَّ لحظة عن بناء علاقات الشخصيات وفي نفس الوقت كان يقدم لنا أحداثًا سياسية واجتماعية مشوقة وغنية بالتفاصيل.
أتمنى أن تستمتع بهذه القائمة من أفلام رومانسية التي قدمت لنا أفكارًا جديدة لنوع من الأفلام كان بالنسبة للجميع -في كثير من الأوقات- انتهى وأصبح فقط يتكرر كل عام، فكانت تلك الأفلام في هذه القائمة مفاجأة بالنسبة لنا.
بلال عبد العزيز - أراجيك