مؤامرة اغتيال النبي صلى الله عليه وآله:
تآمر اثنی عشر أو خمسة عشر منافقاً من الصحابة علی قتل رسول الله وهم راجعين معه من غزوة تبوك - السنة الثامنة للهجرة - فاتفقوا علی أن يكمنوا ليلا في عقبةٍ في الطريق وينفروا بناقة الرسول حتی تسقط ويسقط معها ويطرحوه من تلك العقبة . فنزل جبرئيل علی الرسول وأخبره بالمؤامرة.
فلما وصل إلی العقبة أمر الناس أن يسلكوا بطن الوادي (وحسب نقل آخر خيّرهم ليأخذ من يريد بطن الوادي لأنه أوسع وأسهل وأمرَ عمارا وحذيفة أن يسلكا معه العقبةَ. وسار رسول اللّه في العقبة، وعمار بن ياسر يقود ناقته وحذيفة بن اليمان يسوقها.
فبينما رسول اللّه يسير في العقبة اذ سمع وقعَ حوافر رواحلهم، فأمر حذيفة أن يردّهم، فذهب حذيفة إليهم وجعل يضرب وجوه رواحلهم بمحجن في يده، فنزلوا من العقبة مُسرعين وخالطوا الناس ورجع حذيفة إلی رسول اللّه. فقال له النبيّ: «يا حذيفة! هل عرفت من القوم أحداً؟» قال: «يا رسول اللّه كان القوم متلثّمين ومِن ظلمة الليل فلم اُبصرهم ولكني عرفتُ بعض الرواحل». ثمّ سمّاهم رسولُ اللّه لحُذيفة وعمّار (وقيل سمّی لحذيفة فقط) وأمرَهما بالکتمان.
فقال حذيفة: «ألا تبعث إليهم فتقتلهم؟!» فقال (صلى الله عليه وآله): «إني أكره أن يقول الناس إنّ محمّداً لما انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده في قتل أصحابه! (وروي بکلماتٍ اُخری: أكره أن يتحدث الناس ويقولوا إنّ محمدا وضع يده في أصحابه). فقیل: «يا رسول اللّه، فهؤلاء ليسوا بأصحاب!» قال رسول اللّه: «أليس يُظهرون شهادة أن لا إله إلاّ اللّه؟» قيل: «بلى، ولا شهادة لهم!»» قال: «أليس يُظهرون أنّي رسول اللّه؟» قيل: «بلى ولا شهادة لهم!» قال: «فقد نُهيت عن قتل اولئك».
وقد ذکر أکثر مصادر أهل السنة هذه القضية شأن نزول محتمل لآية «همّوا بما لم ینالوا» (توبة/74).