فيروس كورونا قد يؤثر في الغدة الدرقية ويهاجمها.. تعرف على العلامات والعلاج
أظهرت العديد من تقارير الحالات المرضية أن كوفيد-19 يمكن أن يسبب التهاب الغدة الدرقية
هل أصبت مؤخرا بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19″؟ هل ما زلت تعاني من التعب؟ كيف تعرف أن "كوفيد-19" قد أثر في الغدة الدرقية لديك؟ وما آثار الفيروس على هرمونات الدرقية؟ الأجوبة وغيرها في هذا التقرير الشامل.
بداية دعونا نتعرف سريعا إلى الغدة الدرقية ووظائفها.
تقع الغدة الدرقية (Thyroid) أمام القصبة الهوائية وتحتوي على خلايا خاصة تدعى الخلايا الحويصلية (Thyroid follicular cells) وظيفتها إفراز هرمونات الغدة. والغدة الدرقية من الغدد الصماء، أي أنها تفرز هرموناتها مباشرة إلى الدم بدون قناة. وهي تتحكم بعملية الأيض الحيوي المهمة لإنتاج الطاقة للجسم. وتعمل الغدة النخامية على إفراز الهرمون المحفز للغدة الدرقية (thyroid stimulating hormone TSH) الذي يحفز الغدة الدرقية على العمل.
وهي مسؤولة بشكل أساسي عن إنتاج هرمون الثيروكسين (T4) وهرمون ثلاثي يود الثيرونين (T3) الذي يتحول إلى ثيروكسين بالنسيج الجسمي، وهما ينتقلان مع مجرى الدم لتصلا إلى كل أجزاء الجسم، ويلعبان دورا مهما في التحكم بالكثير من الأنشطة في الجسم.
ويقوم هذان الهرمونان بزيادة مقدار الطاقة في الجسم، والقيام بعملية الأيض الحيوي في الخلايا، وتبادل السكريات والبروتينات والدهون وتنشيط الدورة الدموية.
كيف يؤثر كورونا في الدرقية؟
وبحسب تقرير بشبكة "مدونة كلية بايلور للطب" (Baylor College of Medicine) -كتبه الدكتور ريمون غروغان، أستاذ الجراحة المساعد في قسم جراحة الأورام بكلية بايلور للطب، ورئيس قسم جراحة الغدد الصماء في مركز بايلور سانت لوك الطبي- فإنه وفقًا للعديد من الدراسات قد تسبب عدوى "كوفيد-19" مشاكل بالغدة الدرقية، ولكن لدى أقلية من المصابين فقط، وخاصة الذين تكون إصابتهم شديدة لدرجة دخول المستشفى.
وقال غروغان إن التقديرات تشير إلى أن ما بين 15% و30% من مرضى "كوفيد-19" بالمستشفى يعانون من اختلال وظيفي بالغدة الدرقية، ومع ذلك، يبدو أن معظم هذه التغييرات محدودة وأن وظيفة الغدة الدرقية لدى معظم المرضى ستعود لطبيعتها بمجرد زوال العدوى.
هناك نوعان من الخلل الوظيفي في الغدة الدرقية يبدو أنهما مرتبطان بشكل واضح بعدوى "كوفيد-19":
- قصور الغدة الدرقية بسبب متلازمة المرض غير الدرقية (non-thyroidal illness syndrome NTIS)، وهي تغيرات بمستويات هرمون الغدة الدرقية في الدم تلاحَظ لدى المصابين بأمراض خطيرة مع غياب خلل بالغدة النخامية والغدة الدرقية.
وقد أظهرت العديد من دراسات حالات متلازمة المرض غير الدرقية أنها يمكن أن تحدث في عدوى "كوفيد-19" الحادة، كما يمكن أن تحدث خلال أي مرض حاد. ومن الموَثّق أن "كوفيد-19" يمكن أن يتسبب في إطلاق كميات كبيرة من السيتوكينات المرتبطة بالالتهابات، وبالتالي من المنطقي أن متلازمة المرض غير الدرقية يمكن أن تكون ناجمة عن عدوى "كوفيد-19".- التسمم الدرقي (thyrotoxicosis)، وهو فرط نشاط الغدة الدرقية (hyperthyroidism) بسبب التهاب الغدة الدرقية تحت الحاد والذي ينتج عن التهاب فيروسي، وفي هذه الحالة الفيروس هو كورونا.
ووفق تقرير بموقع "ميدسكيب" الطبي (Medscape Medical News) تعد معدلات التسمم الدرقي أعلى بشكل ملحوظ بين المصابين بحالات خطيرة من "كوفيد-19" مقارنة بالمصابين بأمراض خطيرة، ولكن ليس لديهم "كوفيد-19" وهو ما يشير إلى شكل غير نمطي من التهاب الغدة الدرقية مرتبط بعدوى فيروس كورونا، وذلك وفقا لدراسة نُشرت بمجلة ذا لانسيت للسكري والغدد الصماء (The Lancet Diabetes & Endocrinology).
وأظهرت العديد من تقارير الحالات أن "كوفيد-19" يمكن أن يسبب التهاب الغدة الدرقية تحت الحاد. ومن غير الواضح ما إذا كان التهاب الغدة الدرقية الفيروسي ناتجا عن إصابة مباشرة بالفيروس للغدة أو هو رد فعل للسيتوكينات التي تم إطلاقها أثناء العدوى الفيروسية.
يدخل فيروس كورونا -واسمه العلمي سارس كوف 2 (SARS-CoV-2)- إلى الخلايا البشرية من خلال مستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2)، وهي موجودة في الخلايا الحويصلية للغدة الدرقية (Thyroid follicular cells) مما يجعل أنسجة الغدة الدرقية هدفًا محتملا للعدوى المباشرة بفيروس كورونا.
ووفقا للدكتور غروغان فإن "كوفيد-19":
- يمكن أن يتسبب في قصور الغدة الدرقية الحاد.
- يمكن أن يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية.
- يمكن أن يسبب التسمم الدرقي عن طريق الالتهاب المباشر للغدة الدرقية.
- يزول خلل الغدة الدرقية الحاد على المدى الطويل بمجرد أن يتخلص المريض من عدوى "كوفيد-19".
إذن ماذا يجب أن تفعل إذا أصبت بفيروس كورونا وتعافيت منه وتشك أن لديك مشكلة بالدرقية؟
- راجع الطبيب وأخبره عن مخاوفك، وسيجري لك الفحوصات الواجبة.
- انتبه إلى الأعراض التي قد ترتبط بتغيرات نشاط الغدة الدرقية، والتي سنقدمها بعد قليل.
- اطمئن، عادة المشاكل ستزول في المدى البعيد، ولكن الدكتور قد يصف لك علاجات لإدارة وضع الدرقية لديك الآن، إذا كان فيها هبوط أو فرط نشاط.
والتالي هو المؤشرات العامة على وجود مشاكل في الدرقية:
قصور الغدة الدرقية
- الإمساك.
- جفاف الجلد.
- ازدياد الشعور بالبرد، أي أنك تشعر بالبرد بسهولة وبشكل غير معتاد.
- ازدياد الوزن بصورة غير طبيعية.
- الاكتئاب.
- مشاكل في الذاكرة.
- تضخم وتصلب في المفاصل.
- ألم في المفاصل.
- انتفاخ في الوجه.
- ظهور بحة في الصوت.
- دورة شهرية غزيرة أو غير منتظمة.
فرط نشاط الدرقية
- تسارع حركة الأمعاء، ولذلك يذهب الشخص كثيرا لبيت الخلاء، وقد يتطور الأمر لحدوث إسهال.
- فقدان الشعر.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الغثيان.
- القيء.
- تضخم الغدة الدرقية.
- فقدان مفاجئ للوزن حتى ولو لم يكن الشخص يتناول كمية قليلة من الطعام، وفي بعض الحالات حتى مع زيادة كميات الطعام.
- تسارع نبضات القلب.
- زيادة الشهية.
- العصبية والهيجان.
- القلق.
- زيادة التعرق.
- تغيرات في الدورة الشهرية.
- زيادة الحساسية للجو الساخن، أي أن الشخص لا يطيق الجلوس في الأماكن الدافئة، وهذا عكس ما يحدث في خمول الغدة الدرقية الذي يصاب فيه الشخص بحساسية تجاه البرد.
- صعوبات في النوم.
- ارتعاش.
- جحوظ العينين.
التسمم الدرقي
- زيادة الحساسية للجو الساخن.
- خفقان القلب.
- القلق.
- التعب.
- فقدان الوزن.
- ضعف العضلات.
- عدم انتظام الحيض عند النساء.
- الرعاش.
- عدم انتظام دقات القلب.