الكمأة توفر العناصر الغذائية للنباتات والحيوانات والإنسان وهي ذات قيمة عالية وأسعار مرتفعة (ويكيبيديا)
الكمأة -أو الفقع- نوع من الفطريات الكيسية التي تعيش في بيئات مختلفة معظم فصول السنة، وعرفها البشر في طعامهم منذ القرن 20 قبل الميلاد.
وتعد بعض أنواع الكمأة (truffle) ذات قيمة عالية لأغراض الطهي بسبب نكهتها المميزة. وهي على عدة أنواع، وتأتي إما سوداء أو بيضاء أو بنية، وتوجد في مناطق جغرافية محدودة، مما يعني أنها ذات أسعار مرتفعة.
وفي حين يحظى استخدام الكمأة في الطهي باهتمام كبير، فإنها والفطريات الأخرى مهمة لصحة الغابات، فهي توفر العناصر الغذائية للنباتات، ويمكن أن تساعدها أيضا على تحمل الجفاف.
وتعد ولاية أوريغون الأميركية وشمال غرب المحيط الهادي موطنا للعديد من تلك الأنواع الثمينة، مما يجعلها واحدة من المناطق الساخنة في العالم لصيد الكمأة؛ ومن ثم لم يكن من الغريب أن تضم جامعة ولاية أوريغون (Oregon State Universit) فريقا بحثيا كبيرا من أجيال عديدة من الباحثين في الكمأة.
40 عاما من البحث
كطالب دراسات عليا في السنة الأولى يدرس بيئة الكمأة في جامعة ولاية أوريغون، حضر دان لوما اجتماعا علميا عام 1981 في جزيرة أوركاس (Orcas Island) التابعة لولاية واشنطن.
فبعد أن تعلم مؤخرا كيفية البحث عن الكمأة، خرج يوما من الاجتماع بحثا عن الفطريات الثمينة، ووجد مجموعة منها، وأعادها إلى ولاية أوريغون، وأظهرها لمعلمه جيمس تراب، الذي أكد أن المجموعة كانت من نوع غير موصوف.
صورة ميكروسكوبية لمجموعة جديدة من أنواع الكمأة تنضم إلى 50 ألف مجموعة تضمها جامعة ولاية أوريغون (جامعة ولاية أوريغون)
وأضاف جيمس تراب ما أحضره دان إلى مجموعة الجامعة، وبقيت هناك ردحا من الزمن، وبعد 4 عقود تقريبا، وبمساعدة التقنيات العلمية الحديثة، أكد جيمس تراب والعديد من العلماء الآخرين أن هذه الكمأة فريدة من نوعها.
وقام مؤخرا بنشر النتائج التي توصلوا إليها في دورية "فانجال سيستيماتيكس وإيفوليوشن (Fungal Systematics and Evolution) كاعتراف علمي بوصفها نوعا جديدا. وسمي النوع "توبر لومي" (Tuber luomae) على اسم دان لوما، الذي تقاعد هذا العام بعد 40 عاما من العمل في ولاية أوريغون.
50 ألف مجموعة
قال لوما "كانت هذه الكمأة في عام 1981 من بين أول أنواع الكمأة التي عثرت عليها على الإطلاق، وإن تسميتها على شرفي في العام الذي تقاعدت فيه يكمل الدائرة بالنسبة لي؛ إنها طريقة رائعة للاحتفال بالتقاعد".
درس لوما بيئة الكمأة والفطريات أثناء حصوله على الدكتوراه من ولاية أوريغون عام 1988 وحتى وقت سابق من هذا العام، حيث كان يعمل باحثا في الجامعة. وخطط العديد من طلاب الدراسات العليا الذين عملوا معه خلال سنواته الأولى لتسمية أنواع الكمأة التي وجدها في جزيرة أوركاس تكريما له، لكنهم تخرجوا قبل القيام بذلك.
بمساعدة التقنيات العلمية الحديثة أكد جيمس تراب وعلماء آخرون أن هذه الكمأة فريدة من نوعها (جامعة ولاية أوريغون)
ومنذ نحو 10 سنوات، قام جيمس تراب، وهو الآن زميل لوما، بالبحث في مجموعات الكمأة في ولاية أوريغون، وهي الأكبر في العالم، حيث تضم نحو 50 ألف مجموعة، وبالبحث عن كمأة مشابهة لتلك التي وجدها لوما في جزيرة أوركاس، وجد تراب 3 منها.
أنواع جديدة
وقامت جويس إبرهارت، باحثة الكمأة في ولاية أوريغون وزوجة لوما، وجريج بونيتو الأستاذ المساعد في جامعة ولاية ميشيغان (Michigan State University) بدراسة الحمض النووي لتلك الأنواع الثلاثة، وقرروا أنها جميعا من نفس نوع كمأة جزيرة أوركاس.
تم العثور على تلك العينات الثلاث في ولاية أوريغون: واحد في كل من بينتون (تم العثور عليه عام 1962)، وكلاكاماس (1995)، وجاكسون (2012).
وبينما تم العثور على عينة مقاطعة بينتون قبل تنقيب لوما في جزيرة أوركاس، لم يتم وصفها بالكامل حتى لاحظ تراب أوجه التشابه بين الاثنين. يمتد الآن التوزيع المعروف للأنواع الجديدة من جنوب غرب ولاية أوريغون إلى شمال غرب واشنطن.
جويس إبرهارت ودان لوما باحثان ضمن فريق كبير من أجيال متعددة متخصصة في دراسة الكمأة (جامعة ولاية أوريغون)
وقدمت كارولينا بينيا بايز، طالبة الدكتوراه في ولاية أوريغون، والتي تقوم أيضا بأبحاث حول الكمأة؛ القطعة النهائية من خلال توثيق الهياكل المجهرية داخل الكمأة بالصور، مما يؤكد أن الأبواغ والطبقات الخارجية كانت من نوع فريد.
لا يزال جيمس تراب، الذي درس الكمأة لأكثر من 60 عاما واكتشف 230 نوعا جديدا من الكمأة، متحمسا لنوع جديد، مثل هذا النوع الذي يحمل اسم "لوما" (Luoma).