لِـمَ لا أنوح وأندب وأنـا المسئ المذنب
ظنـي بغيري سـيئ وبسوء نفسي طــيب
نفسي لشدة خبثها غير الخـطا لا تخـطب
في السر تعصي ربها بين الورى تتأدب
تخشى الخلائق ثم لا تخشى الإله وترقب
هـذا الريـاء بعينه هـذا النـفاق المغضب
يـاويلـها يـاويلـها مـما يـداهــــــا تكسـب
إن أزمعت شراً فما شئ يـعوق ويحـجب
إن فاتها ما تشتهي تحـرد علـي وتغضب
إن يدعها داعي الهدى تبدي النفور وتهرب
وإذا دعا داعي الهوى قامت إليه ترحب
مـلك اليمين أرحته لـم يلق خيـراً يكـتب
مـلك اليسار بعـكسه ليـلا ًنهـارا يتـعب
أدنـي الغني لماله مـن مجلسي وأقرب
ويكاد من فرحي به قلبي يطير ويذهب
فيظـن جـهلا أنـنـي مـتواضـع مـتـأدب
أمــا الفقـير فقربـه منـي بلاء أصـعب
يأتي فأعبس ساعة في وجهه وأقـطب
يانفس هذا عكس ما فرضوا عليك وأوجبوا
يانفس أنت تركتنـي عجـبا لمن يتعجب
يانفس غرتك الزخارف وهي برق خلب
فجنيت مالا يجتنى وحطبت مالا يحطب
يانفس مالك بين تجار القيامة مـكسب
هـذي دفاترهم فهل فيها لـك اسم يكتب
هذي مشاربهم فهل فيها لوردك مشرب
هذي مراكبهم فهل فيها لحملك مركب
فهم الأولى وصلوا إلى محبوبهم وتقربوا
نالوا المنى لكن أنا عن نيل ذاك محجب
واحـسرتـي إذ فاتني مـا أبتـغيه وأطلب
ولقد بكيت وكيف لا أبكي الدموع وأسكب
أواه من وزر تحمل ساعـدي والمـنكب
وارحــمتــــــــاه لمبتلي أدواؤه تتشعب
با نفس قد جاء النذير فأين منه المهرب
يانفس جدي فالطريق على الكسالى تصعب
والله يغفر كــل مـا عنه يتـوب المذنب
وخذي النبي وسيلة فهو القريب الأقرب
صلــى عليه الله ما شـاد بشدوٍ يطرب
والآل والأصحاب ما نجم يلوح ويغرب
أو قال خائف ذنبه لم لا أنــوح وأنـــدب