الإنسان سيستمع إلى أصوات في الكوكب الأحمر وهليكوبتر ستحلق في جوه، وقد تدخل إلى بعض ما فيه من مغاور وكهوف
وزنها 1.050 كلغ، وكلفت مليارين و700 مليون دولار
إذا سارت الأمور كما المبرمج، فإن المريخ موعود بزيارة كوكبية نادرة المهمات، تقوم بها غدا الخميس مركبة أطلقتها "ناسا" في 30 يوليو الماضي، وسمتها Perseverance أو"الثبات" البالغة كلفتها مع مهمتها أكثر من مليارين و700 مليون دولار، لتدرس جيولوجية الكوكب، وتبحث عن أثر لحياة ربما كانت في ماضيه البعيد. كما تشمل مهمتها حمل هليكوبتر صغيرة، ستطلقها لتحلق في جوّ الكوكب حين تهبط على سطحه بعد قطعها 472 مليون كيلومتر في 203 أيام، أي بسرعة 97 ألفا من الكيلومترات بالساعة.
والمثير في مهمة المركبة الحاملة معها رقائق إلكترونية تحتوي على أسماء 10 ملايين و900 ألف شخص طلبوا من "ناسا" إرسالها إلى الكوكب عبر رابط في موقعها الإلكتروني، أن زوجا من الكاميرات سيصور دخولها المجال الجوي للمريخ بسرعة 20 ألف كيلومتر بالساعة، طبقا لما قرأت "العربية.نت" بسيرتها، الوارد فيها أن مظلة قطرها 21 مترا ستبطئ سرعة هبوطها، ثم تؤمن نفاثات عكسية إنزالها على سطحه، بحسب ما نراه في فيديو أنتجته وكالة الفضاء الأميركية كمحاكاة لما سيحدث في مهمة المركبة التي ستنتهي بعد 678 يوما.
كما سيسمح زوج آخر من الميكروفونات بأن يستمع الإنسان لأول مرة بالتاريخ، إلى أصوات دخول المركبة في المجال الجوي للجار الأقرب الى الأرض بعد القمر، إضافة إلى ما يصدر عن هبوطها وعملها على سطحه من أصوات، والاستماع أيضا إلى أصوات الرياح وهبّات النسيم في الليل والنهار، وما يحدث من ضوضاء في البيئة المحيطة بالمركبة المبرمج هبوطها على أديم أشهر فوهة مريخية، وهي Jezero البالغ قطرها 49 كيلومترا.
يعتقدون أن الفوهة كانت أشبه ببحيرة في بيئة ربما تبرعم فيها نوع من الحياة قبل 3 مليارات و500 مليون عام، وفق ما ورد قبل 3 أسابيع في مؤتمر صحافي عقده البروفسور Kenneth Farley كبير العلماء في برنامج المركبة المعروفة مهمتها باسم Mars 2020 أيضا، وقال فيه إنها مزودة بتقنيات ذكاء اصطناعي "متطورة جدا، وتسمح لها بالتنقل بسرعة تزيد 3 مرات عن سرعة أي مركبة فضائية تجولت قبلها في المريخ، لذلك ستنجز مهمتها بسرعة أكبر وأكثر فعالية. كما أنها مزودة بمجموعة كاميرات تجارية، عالية الدقة، تجعلنا قادرين على مشاهدة أنفسنا لأول مرة على كوكب آخر" وفق تعبيره.
أمل بوجود "بصمة حياة" من نوع ما
اختاروا "جيزيرو" لهبوط المركبة، لأنها واعدة أكثر من غيرها لجهة وجود الحياة، ففيها وحولها عثر المسبار الأميركي Mars Reconnaissance Orbiter الدائر منذ 2005 حول المريخ، على الصلصال المرتبط وجوده بالماء، وفقا لما ورد عنها بموقع NASA المضيف أن علماء الوكالة، لديهم من الأدلة ما يكفي للتأكيد بأن "سائل الحياة" كان له وجود فيها مرتين منفصلتين، والأمل كبير بالعثور على "بصمة حياة" من نوع ما، لا تزال آثارها باقية في رواسبها، لذلك ستجمع "بيرسيفرنس" عيّنات من صخورها وتربتها، ليتم نقلها عام 2031 من خلال حملة مشتركة بين "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية، في أول جهد عالمي لجلب عيّنة من المريخ إلى الأرض.
أما الخاطف للأضواء في ما ستحدثه "بيرسيفرنس" من مفاجآت، ولو استعراضيا على الأقل، فهي هليكوبتر صغيرة ستطلقها المركبة لتصبح أول آلة من صنع الإنسان تحلق في جو كوكب غير الأرض، بحسب ما ورد عنها بتقرير سابق نشرته "العربية.نت" في يوليو الماضي. ومع أنها صغيرة، وزنها أقل من كيلوغرامين، إلا أن Ingenuity أو "الإبداع" كما سمتها وكالة الفضاء الأميركية، هي "درون" مسيّرة من دون طيار، وفقا لما يظهر في فيديو محاكاتي أنتجته "ناسا" ومعروض أدناه.
والغاية من نقل المروحية الى الكوكب الأحمر، هي تجربة التحليق في غلاف جوي كثافته 1% فقط من كثافة نظيره على الأرض، إضافة إلى إمكانية استخدامها للتحليق فوق التلال، وربما إدخالها إلى كهوف ومغاور مريخية للاطلاع على داخلها، علما أنها مبرمجة لتحلق 3 دقائق كحد أقصى في كل مرة، وعلى ارتفاع لا يزيد عن 10 أمتار فوق المنطقة التي تصل إليها "لذلك سيبهر تحليقها العالم" وفق تعبير أحد القيّمين من "ناسا" على الطائرة التي لم تذكر الوكالة الأميركية شيئا عن كلفتها.