تعرّف على غابات المانجروف على شاطئ تاروت مريم آل عبدالعال - العربية. نت 16 / 2 / 2021م - 7:13 م
يلفت المتنزهين على شواطئ جزيرة تاروت بمحافظة القطيف شرق السعودية، انتشار خط أخضر من أشجار المانجروف، التي أيضاً تجتذب في الموسم الشتوي الطيور البحرية المهاجرة كمحطة غذائية ثرية، لطيور الفلامنغو وغيرها، والتي تلتقي في هذه المواقع مكونة لوحة طبيعية ساحرة، تسعى بلدية محافظة القطيف إلى جعلها متنزها بيئيا.
متنزه بيئي للزوار
وكشف رئيس بلدية جزيرة تاروت المهندس عبدالعزيز شلاحي لـ ”العربية. نت“، أن بلدية محافظة القطيف تسعى إلى الحفاظ على الثروة البيئية الوطنية، المتمثلة في غابات المانجروف الممتدة بطول 7 كيلومترات على شواطئ شمال جزيرة تاروت إلى شرق دارين، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى من تهيئة شاطئ المانجروف الرملي، وشاطئ الرملة البيضاء، كمتنزه للأفراد والزائرين.
وقال: ”كما تم طرح فرص استثمارية في هذه المواقع، ويجري العمل على طرح الفرص الاستثمارية الأخرى، بالإضافة إلى تركيب كاميرات مراقبة على امتداد هذه الشواطئ للمحافظة على البيئة وتعزيز البعد الإنساني وخلق بيئة لساكني المنطقة“.
الغابات الأكبر والأهم
وقال المختص البيئي علي العلي: إن محافظة القطيف بيئة طبيعية خصبة لنمو أشجار المانجروف على العديد من شواطئها، بدءا من مدينة سيهات مروراً بشاطئ عنك وجزيرة تاروت والعوامية، وحتى شواطئ مدينة صفوى، في حين أن جزيرة تاروت تحتوي على أهم وأكبر غابات المانجروف التي كانت تغطي مساحة 4,27 كيلومتر مربع قد فقدت 47% بسبب التوسع العمراني، ويقدر المتبقي 2,25 كيلومتر مربع متواجدة في شرق وشمال الجزيرة.
موطن رئيسي للأسماك والروبيان
وذكر الباحث سلمان الرامس في دراسة بيئية نشرها عن خليج تاروت: أن هنالك 68 نوعا من أشجار المانجروف حول العالم، وفي منطقة الخليج يوجد نوع واحد يسمى Avicennin marina vierh، وهو من الأنواع التي تتحمل الملوحة الزائدة لذلك فهو متأقلم في البيئة البحرية للخليج العربي مع قسوتها، كما يعتبر هذا النوع مستخدماً في بعض دول العالم كمصدر للفحم النباتي والخشب، وهو مصدر لبعض المواد التي تستخدم في الصباغة، كما يصنع منه التبغ والشاي في مجال الأدوية.
وأضاف: ”إن غابات المانجروف في جزيرة تاروت ومحافظة القطيف بشكل عام، تعتبر حاضنة للطيور البحرية المهاجرة، كما يلاحظه السكان المحليون للمنطقة الساحلية، علاوة على أنها توفر غطاء أخضر يعطي المنطقة جمالاً، كما أنها تسهم في تخليص الشواطئ من الملوثات، كمل تقلل من درجة الحرارة ورطوبة المناخ المحلي“.
إلى ذلك، يعتبر خليج تاروت موطنا رئيسيا مهما على مستوى الخليج العربي لحضانة الأسماك والروبيان، حيث يحتوي على المقومات البيئية التي تجعله من أهم المواقع لإنتاجها، وأي خلل بيئي قد يحد من ذلك.
تاريخ عريق
ومن جانب تاريخي، أكد الباحث الرامس، أن وجود أشجار المانجروف في الخليج قديم، وهو ما تنقله مخطوطات أثرية قديمة تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وكانت أكثر انتشاراً قبل ستين سنة سابقة، حيث كانت أشجار المانجروف تمتد في مساحات أوسع على سواحل جزيرة تاروت الشمالية والغربية، والتي قد تعرضت للدفن بسبب التوسع العمراني، علاوة على أن الجهات المختصة والمهتمة قامت بمحاولة استزراع آلاف الشتلات في سواحل الخليج بالتعاون مع الثروة السمكية.
يذكر أن محافظة القطيف منتجة للأسماك وفيها أكبر سوق أسماك في منطقة الخليج العربي، يصل عمر هذا السوق إلى أكثر من 150 عاما، وكان مقصداً للتجار في دول مجلس التعاون