يستطيع المستكشفون اليوم، تصوير الفيديوهات المباشرة من حول العالم، أثناء خوضهم مغامرة جديدة في أعماق المحيطات، ولكن الوضع قبل 100 عام، كان مختلفاً تماماً، فقد يعني السفر على متن سفينة، توديع الأقارب، وربما إلى الأبد.
وبمجرد كبسة زر بإمكان البحارة اليوم، التقاط الصور التي يريدونها بجودة عالية وتحميلها لكي يراها الجميع، ولكن الوضع قبل مئات السنين كان مختلفاً أيضاً، فقد اقتصرت صور الرحلات والمحيطات على تجسيدها بمخطوطات ورسوم.






وجمع المؤلف والمؤرخ والمسافر، هوو لويس جونز، صوراً مذهلة رسمها بحارة، في كتاب جديد من تأليفه، بعنوان: "The Sea Journal Seafarers Sketchbooks"، حيث يتضمن الكتاب خرائط لبحيرة البندقية، وصوراً لبحارة وشرح لاكتشافاتهم.
وقال لويس جونز لـCNN إن العديد من الصور " كانت صوراً أولية لفهم التغييرات التي تطرأ على العالم"، كما لفت إلى أن العديد من تلك الرحلات وحملات الاستكشاف الكبيرة كانت "تغير نظرة الناس نحو العالم".




وكان المؤرخ قد خاض العديد من الرحلات في البحر وعلى اليابسة، مما جعله الشخص المثالي لتأليف الكتاب، إذ قام لويس جونز، الحاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة كامبريدج، بدراسة تفاصيل حياة أكثر من 70 بحاراً وتسليط الضوء على بعض رسوماتهم.
ورأى لويس جونز بأنه توجد العديد من القصص التي يمكن الكتابة عنها عندما يتعلق الأمر بعالم البحار، ولكنه حاول إيجاد قصصاً لأشخاص يمكن أن يسلط الضوء عليهم أكثر، أو إيجاد طرقاً جديدة تحكي بعض القصص التي يظن الناس بأنهم يعرفون الكثير عنها.





وعندما يركز البعض على عالم البحارة عادة ما يتصور طاقماً من الرجال، ولكن المؤرخ حاول من خلال كتابه أن يسلط الضوء على بعض النساء المهمات في عالم البحارة، مثل الفرنسية، جين باريت، التي أبحرت حول العالم متنكرة بزي رجل.
وتختلف كل رسمة عن الأخرى من ناحية الألوان، والأسلوب، والجدارة الفنية، أو حتى على صعيد الدقة العلمية والجغرافية، ولكنها رغم كل تلك الاختلافات، لا تزال تحكي قصصاً، إذ قال لويس جونز، إن البحارة كانوا في عالم يعد فن الملاحظة فيه أساسياً.





وخلال رحلات المؤرخ، يلتقط لويس جونز صوراً على هاتفه الذكي، ولكنه قال إنه يبقي مذكرة بقربه ودائماً ما يشجع أساليب التأريخ المختلفة.