07/02/2013 08:05
بغداد – المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي (IMN) - لم تثن الأحداث السياسية الساخنة، العراقيين عن الاحتفال بعيد الحب، متجاهلين في الوقت نفسه ما يتم تداوله في وسائل الاعلام من روايات بشأن أصل هذه المناسبة وما يصدر من أقاويل بتحريم الاحتفال بهذا اليوم
فبعيدا عن السياسة، وبعيدا عن فالنتاين الذي يقترن اسمه بعيد الحب، يستعد العراقيون للاحتفال بهذه المناسبة من خلال شراء هدايا خاصة تعبر عن الحب وتتخذ أشكالا متنوعة كالقلوب وباقات الزهور والدمى ذات الألوان الزاهية.
وجرت العادة في هذه المناسبة التي توافق الرابع عشر من شباط في كل عام، ان يقوم أفراد العائلة بتبادل التهاني والهدايا، لاسيما بين الزوجين، والاولاد والام، اذ يقول احمد علوان (37 سنة): ان كلمة الحب تنطوي على معاني كبيرة وتعكس صفة الانسانية بين أفراد المجتمع.
ويضيف انه يقوم في كل عام بشراء هدية واهدائها الى والدته دون ان يأبه لما يتداوله البعض من تحريم الاحتفال بهذا العيد.
وتبدأ المتاجر في مثل هذه الأيام من كل عام بعرض مختلف أنواع الهدايا الخاصة بعيد الحب، وتتحول واجهات هذه المتاجر ومعروضاتها الى اللون الأحمر، وهو اللون المفضل للهدايا التي يتبادلها الناس بهذه المناسبة.
ويؤكد أبو رامي، صاحب متجر في حي الكرادة المزدحم، ان حركة الشراء تتصاعد في مثل هذه الايام ويكون الاقبال كبيرا على شراء الهدايا الخاصة بعيد الحب
ويوضح ان هناك أنواعا محددة من الهدايا يطلبها الزبائن في هذه المناسبة، منها الدمى وبطاقات التهنئة، اضافة الى الهدايا الاعتيادية كالساعات اليدوية والعطور والميداليات وغيرها.
ويقول سليم ناصر، لدى تجواله في أسواق حي الكرادة، انه يبحث عن هدية ترضي ذوق زوجته بهذه المناسبة، كما يفعل في كل عام.
وبشأن سبب اختياره عيد الحب للاحتفال، أكد أنه اطلع حديثا على الروايات التي تتحدث عن ارتباط هذه المناسبة بالقسيس فالنتاين، لكن ذلك لا يشكل هاجسا له، "فالكل يحتفل بطريقته الخاصة ما دامت النوايا سليمة"، على حد تعبيره.
وتقول الروايات ان القسيس فالنتاين، كان يعيش في أواخر القرن الثالث الميلادي تحت حكم الإمبراطور الروماني كلاوديس الثاني. وفي 14 شباط (الذي يوافق عيد الحب) وبالتحديد في العام 270 م قام هذا الإمبراطور بإعدام القسيس بسبب دعوته إلى النصرانية.
وتشير رواية أخرى الى أن الإمبراطور لاحظ أن العُزّاب أشد صبراً في الحرب من المتزوجين الذين يرفضون الذهاب لجبهة المعركة ابتداءً فأصدر أمراً بمنع عقد أي قران، غير أن القسيس فالنتاين عارض هذا الأمر واستمر بعقد الزوجات في كنيسته سراً حتى اكتشف أمره وتم سجنه.
وتذكر رواية ثالثة أنه لفت نظر بعض القساوسة طقس روماني في إحدى القرى الأوروبية يتمثل في أن شباب القرية يجتمعون منتصف شباط من كل عام ويكتبون أسماء بنات القرية ويضعونها في صندوق ثم يسحب كل شاب من هذا الصندوق والتي يخرج اسمها تكون عشيقته طوال السنة حيث يرسل لها على الفور بطاقة مكتوب عليها: (باسم الآلهة الأم أرسل لك هذه البطاقة). وبعد ان وجد القساوسة أن هذا الأمر يرسخ العقيدة الرومانية وبات من الصعب إلغاء الطقس، قرروا بدلاً من ذلك أن يغيروا العبارة التي يستخدمها الشباب من (باسم الآلهة الأم) إلى (باسم القسيس فالنتاين) وذلك كونه رمزاً نصرانياً و من خلاله يتم ربط هؤلاء الشباب بالنصرانية.
وفي هذه المناسبة أيضا يتبادل العراقيون مسجات التهاني والرسائل بواسطة الهواتف النقالة، وغالبا ما يتم ذلك بين الزوجات وأزواجهن، وكذلك أفراد العائلة مع الأم التي تحتل الجزء الأكبر من الاهتمام بين الأسرة، اضافة الى الفتيات اللاتي يتنافسن على اختيار المعاني الجميلة وأحيانا الرسائل الطريفة التي تعبر عن هذه المناسبة وهن يستعدن لاستقبال هذا اليوم بلهفة وشغف.
وبدأ مستخدمو الفيسبوك بتبادل التهاني بعيد الحب، وكما معروف عن العراقيين ولعهم بالدارمي وهو عبارة عن بيت من الشعر الشعبي مؤلف من كلمات بلغة بسيطة، بدأ استعمالها في التهنئة عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) من قبيل "لا تزعل وتحتار لو غبنا عنك.. كل الادلة تكول ماكو اغلى منك"، و"القلب من يشتاق شوقه مصيبه.. ومحبوبي حيل بعيد ومن وين اجيبه؟ "..
وتقول ايناس ضياء (طالبة جامعية – 21 سنة) انها درجت على استذكار عيد الحب بطقوس بسيطة، منها تبادل التهاني مع زميلاتها وكذلك الهدايا التي تناسب هذا العيد.
وتضيف قائلة: "اننا كعراقيين عموما بحاجة الى الاحتفال واللهو واستعادة الابتسامة التي فارقت وجوهنا طيلة السنوات الماضية".