حكايات الحب والحزن خلف لوحات أشهر الرسامين في العصر الحديث
الفنانان كاهلو (يمين) وريفيرا (مواقع التواصل)
في فبراير/شباط والذي يطلق عليه البعض اسم شهر الحب، ندعوكم إلى إعادة اكتشاف أشهر الثنائيات التي تركت بصمة لا تنسى في عالم تاريخ الفن. دعونا نتعرف على هذه الرومانسية المشوبة بالعاطفة والمرض العقلي.
فريدا كاهلو ودييغو ريفيرا
كان كاهلو وريفيرا زوجين غير عاديين بالتأكيد. كانت علاقتهما غامضة، لكنها حماسية حيث ارتبط كل منهما بسياسة بلدهما الأم المكسيك، وكلاهما مرتبط بشدة بأرضهما الأصلية. عانت فريدا في صغرها من شلل الأطفال. حتى بعد تلقيها العلاج بقيت آثاره معها لبقية حياتها، ثم تعرضت لحادث عندما صدمتها حافلة فترة المراهقة، مما زاد من اعتلالها الجسدي ومع ذلك حدث الحب عندما التقى الزوجان عام 1927.
التقى الثنائي عندما كانت كاهلو تدرس في مدرسة الفنون، وكان ريفيرا بالفعل فنانا راسخا. وبينما كاهلو تأمل أن يصبح ريفيرا معلما لها، انخرط الاثنان في علاقة عاطفية وتزوجا في النهاية عام 1929.
ورغم طلاقهما عام 1940، عاد الزوجان مرة أخرى عام 1941 وبقيا معا لبقية حياة كاهلو التي كتبت قرب نهاية حياتها "مازلت أرغب في قتل نفسي، وجود دييغو هو ما يمنعني من ذلك، من خلال فكرتي العقيمة أنه سيفتقدني".
فرانسواز غيلوت وبابلو بيكاسو
اشتهر بيكاسو بعلاقاته الرومانسية الملتبسة، حتى أنه يترك بعض شريكاته مضطرات عاطفيا ونفسيا بعد انتهاء علاقتهما.
التقى مع غيلوت عندما كانت تبلغ من العمر 20 عاما، ويبلغ في سن 61 عاما. كان بيكاسو في ذلك الوقت مرتبطا بصديقته دورا مار المصورة والرسامة الشهيرة، والتي تركها من أجل غيلوت.
ومع أن ما بينهما في الأصل كان علاقة طالبة ومعلم، فإنها تطورت لعلاقة عاطفية، ورغم معرفة غيلوت ماضي بيكاسو المسيء، لكنها كانت حذرة من الوقوع في نفس الفخ الذي وقعت فيه حبيباته السابقات.
قضى الزوجان معا 10 سنوات، وأنجبا طفلان. وضعت غيلوت حياتها المهنية جانبا ودعمت بيكاسو في تجربته الفنية مع الوسائط الجديدة بما في ذلك النحت والسيراميك والخزف.
وبسبب خيانات بيكاسو المتكررة تركته غيلوت. لم يغفر لها ببساطة، ووقف ضدها بعلاقاته المتعددة في عالم الفن، وطلب من تجار اللوحات عدم بيع أعمالها الفنية.
الزوجان غيلوت (يسار) وبيكاسو (مواقع التواصل)
ألفريد ستيغليتز وجورجيا أوكيف
التقى المصور الأميركي ستيغليتز مع الفنانة التشكيلية الأميركية أوكيف عام 1916. كان يبلغ 52 عاما، وهي بنت 28 عاما فقط. استمرت علاقتهما حتى تزوجا عام 1924 وانتقلا للحياة في نيويورك.
عرف الزوجان من خلال إبداعهما المتبادل، واحترامهما لبعضهما البعض، ومع ذلك كان زواجهما محفوفا بالصعوبات الشخصية، حيث أرادت أوكيف إنجاب طفل، وهو ما لم ستيغليتز يرغبه، ومع الوقت توترت علاقتهما بشكل متزايد، وقررت أوكيف الانتقال بمفردها إلى نيو مكسيكو للتركيز على إبداعها الفني.
وهناك وجدت مشروعها الفني وازدهرت فنيا، في وقت تراجع ستيغليتز إبداعيا بسبب الظروف الجديدة عليه، لكنهما تكيفا مع الوضع الجديد وظلا معا حتى وفاته عام 1946.
غابرييل مونتر وفاسيلي كاندينسكي
التقت الفنانة الألمانية مونتر مع نظيرها الروسي الشهير كاندينسكي أثناء دراستها للفن بمدرسة "فلان" (Phalanx) التي يديرها كاندينسكي آنذاك.
كان متزوجا بالفعل، لكنه قام برحلة مع مونتر بعد وقت قصير من لقائهما، وازدهر حبهما أثناء هذه الرحلة عام 1903.
خلال هذه الفترة انخرط كاندينسكي في مدرسة ما بعد الانطباعية، واستمر في تجربة التجريد الفني، وأصبح ومونتر شريكين في الخطوط الأمامية للحركة الطليعية الثورية، رغم أنها لم تغامر بعيدا في عالم التجريد.
تبناها كاندينسكي فنيا ذلك الوقت، وطلق زوجته عام 1911 لكنه لم يتزوج مونتر. وتركها في زيورخ أثناء فراره إلى موسكو خلال الحرب العالمية الثانية. بعد ذلك تزوج من امرأة أخرى، ولم يلتق العاشقان مرة أخرى.
ماكس إرنست ودوروثيا تانينغ
التقى الفنان الألماني إرنست مؤسس الدادائية والسريالية مع نظيرته السريالية تانينغ لأول مرة في حفل عام 1942. ذلك الوقت كان متزوجا من الفنانة بيجي غوغنهايم.
وقع في حبها، وطلق زوجته نهاية الأمر ليكون مع الفنانة الأصغر، وبقيا معا في أريزونا. لكن في النهاية اضطرا إلى مغادرتها والعودة إلى فرنسا لأن إرنست واجه مشاكل تتعلق بالجنسية الأميركية.
كان الزوجان متعاونين للغاية واستمرا في العمل معا طوال حياتهما المهنية، وظلا معا حتى وفاة إرنست عام 1976 وهما في حالة من الحب المتواصل.
بسبب ارتباط تانينغ بإرنست وانفصاله عن غوغنهايم، أحاطت بالزوجين بعض السمعة السيئة، وغالبا ما تم تجاهل تانينغ كفنانة. ورغم أن عملها كان جزءا لا يتجزأ من طليعة أوائل القرن العشرين، فإن فنها لم ينظر إليه مستقلا عن إرنست إلا الآونة الاخيرة.