يمكن حماية الحاجز المرجاني العظيم وغيره من الشعاب المرجانية من التبييض بتقنية السطوع السحابي (بيكسابي)
بينما يتصارع العالم مع فيروس كوفيد-19، يواجه الحاجز المرجاني العظيم بالقرب من ولاية كوينزلاند شمالي أستراليا أزمة تبييضه الجماعي الثالثة "غير المتوقع" في غضون خمس سنوات فقط.
قبل أيام من فرض حظر التجوال العالمي لمواجهة فيروس كورونا، أعلنت جامعة ساوثرن كروس على موقعها الإلكتروني عن نجاح تجربة أجراها فريق بحثي أسترالي في تطبيق تقنية "السطوع السحابي" قبالة ساحل تاونسفيل، لحماية أنظمة الشعاب المرجانية من أحداث التبييض المستقبلية.
وتعتبر هذه التجربة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم خاصة أنها لا تستخدم أي مواد كيميائية، وتعتمد على مواد طبيعية.
تقنية السطوع السحابي
تعتمد تقنية "السطوع السحابي" على معالجة الغطاء السحابي بهدف عكس المزيد من ضوء الشمس إلى الفضاء.
وهي تقنية مقترحة لإدارة الإشعاع الشمسي. ويعتقد الباحثون أنه يمكن لهذه التقنية أن تقلل من درجة حرارة الغلاف الجوي والمحيطات لأنها تمتص كمية أقل من طاقة الشمس، لكنها لن تقلل من مستويات غازات الدفيئة.
وقد ظلت هذه التقنية حبيسة الأبحاث النظرية إلى أن نقلها الدكتور هاريسون بالتعاون مع فريقه من جامعة ساوثرن كروس إلى مرحلة التجريب الأولية على منطقة محدودة من الحاجز المرجاني الأسترالي.
ويأمل الباحثون أن تكون هذه التقنية قابلة للتطبيق على الحاجز المرجاني العظيم بأكمله في المستقبل القريب، وذلك للحد من شدة تبيض المرجان أثناء موجات الحرارة البحرية، وتبريد وتظليل المرجان هناك.
شاهد كيف يمكن حماية الحاجز المرجاني العظيم:
بلورات الملح لعكس الضوء
يتم تطبيق التقنية عبر استخدام طائرات من دون طيار في الغلاف الجوي وسفينة أعدّت لأخذ عينات على عمق 5 كلم من سطح البحر، اختبر الباحثون النتائج على مسافة تقدر بعُشر الامتداد المستهدف من الشعاب المرجانية.
وتم إعداد منظومة تعمل على رش قطرات مياه البحر المجهرية في الهواء، لتتبخر تاركة وراءها بلورات ملح البحر بحجم النانو فقط، كي تعمل كنواة للقطرات السحابية، مما يتسبب في زيادة سطوع السحاب، ومن ثم تعمل على عكس الطاقة الشمسية بعيدا عن مياه الشعاب المرجانية.
يؤمن الفريق بأن تقنية "السطوع السحابي" تمثل أحد أكثر الأساليب المبتكرة الواعدة التي يمكن أن تحمي مناطق كبيرة جدا من الشعاب المرجانية حول العالم.
ويرجح أن تساهم التقنية في حماية الحاجز المرجاني العظيم بأكمله من التبييض بطريقة فعالة نسبيا من حيث التكلفة والوقت بحيث تقلل من إجهاد التبييض بنحو 70%. كما أنها يمكن أن تمنحنا فترة عقدين من الزمن قبل أن نشهد انهيار الحاجز المرجاني في حال استمرار الانبعاثات التي تزيد من الاحتباس الحراري المعتاد.
شاهد لماذا يجب حماية الحاجز المرجاني العظيم:
دعم لحماية الحاجز المرجاني
تعاون في هذا المشروع باحثون من المركز الوطني للعلوم البحرية بجامعة ساوثرن كروس في كوفس هاربور مع معهد سيدني للعلوم البحرية (أس آي أم أس)، وجامعة سيدني وجامعة كوينزلاند للتكنولوجيا (كيو يو تي) لاختبار معدات النموذج الأولي التي تم تطويرها بالشراكة مع شركة إيمي كونترولز الإيطالية (EmiControls).
وتبنت الحكومة الفدرالية يوم 16 أبريل/نيسان الجاري مرحلة بحث وتطوير بقيمة 150 مليون دولار من برنامج استعادة الشعاب المرجانية والتكيف (آر آر أي بي) الرائد عالميا للمساعدة في الحفاظ على الحاجز المرجاني العظيم والذي يتضمن تجارب أكبر لتقنية دكتور هاريسون في "السطوع السحابي".
ويخطط الفريق لاختبار التكنولوجيا بثلاثة أضعاف الحجم في العام المقبل، ويرجح أن تزداد مساحة التجربة في غضون عامين لتغطي مساحة 400 كيلومتر.
ويؤكد الباحثون على أهمية البحث في جميع جوانب التكنولوجيا بما في ذلك النظر في المخاطر البيئية، مثل ما إذا كانت التكنولوجيا يمكن أن تغير أنماط هطول الأمطار فوق المحيط أو الأرض.