بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهمَّے صَلِّ عَلَى مُحمَّــــــــدٍ وآل مٌحًمٌد و عجل فرجهم
.
.
.
.
الإسم : الإمام محمد (ع)
اللقب : المهدي
الكنية : أبو القاسم
اسم الأب : الإمام الحسن بن علي العسكري (ع)
اسم الأم : نرجس
الولادة : 15 - شعبان - 255 هـ
مدة الإمامة : حي غائب وسيظهر ليملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملأت ظلمًا وجورًا.
تاريخ بدء الغيبة الصغرى : 260 هـ
تاريخ بدء الغيبة الكبرى : 329 هـ
مولده
وكان مولده الشريف عليه السلام في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين وكان سنه عند وفاة أبيه عليهما السلام خمس سنين أتاه الله الحكمة وفصل الخطاب وجعله آية للعالمين وأتاه الحكمة كما أتاها يحيى صبيا وجعله إماما في حال الطفولية الظاهرة كما جعل عيسى بن مريم في المهد نبيا وقال النبي ص لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا من ولدي يواطئ اسمه اسمي يملأها عدلا وقسطا بعد ملئت ظلما وجورا وولد عليه السلام بسامراء العراق.
عمره
هو حي يرزق وقد غاب غيبته الكبرى بأمر الله تعالى وله علامات ظهور كثيرة ويوم فرجه هو يوم الخلاص للمحرومين والضعفاء والمظلومين اللهم عجل في فرجه الشريف وعمره الشريف منذ يوم ولادته الى يوم ظهوره الشريف بإذن الله تعالى.
إمامته
كان إماماً وعمره الشريف خمس سنين بنصوص متواترة عند الخاصة والعامة ومازال إماماً وحجة الله على خلقه الى ظهوره الشريف.
ألقابه
واما اسمه عليه السلام فمحمد وكنيته ابو القاسم ولقبه الحجة والخلف الصالح والمنتظر وقائم آل محمد والمهدي والحجة ابن الحسن وابا صالح.
أصحابه
للقائم عليه السلام غيبتان أما غيبته الصغرى منهما فهي التي كانت سفراؤه عليه االسلام موجودون و أبوابه معروفين ولاتختلف الإمامية فيهم وهم ابو هاشم داود بن القاسم الجعفري ومحمد بن علي بن بلال وابوعمرو وعثمان ابن السعيد السمان وابنه ابو جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنهما ومنهم ايضا عمر الأهوازي واحمد بن اسحاق وابو محمد الوجناني وابراهيم بن مهزيار ومحمد بن ابراهيم في جماعة اخرى.
نسبه الشريف
أبوه عليه السلام فهو أبو محمد الحسن الخالص العسكري بن علي المتوكل الهادي بن محمد القانع الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الضادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى امير المؤمنين عليهم افضل الصلاة والسلام ، أما أمه عليه السلام أم ولد تسمى نرجس وقيل تسمى صقيل او صيقل والأولى أقرب الى الصحيح.
• صفته: ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخد، أقنى الأنف، أشم أروع، كأنه غصن بان، وكأن صفحة غرته كوكب دري، بخده الأيمن خال كأنه فاتة مسك على بياض الفضة، برأسه وفرة، سمحاء سبطة تطالع شحمة أذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه، ولا أعرف حسناً وحياءً.
• غيبته الأولى: وتسمى الصغرى مدتها تسع وستون سنة، نصب فيها سفراء بينه وبين شيعته، فكان (عليه السلام) يتصل بهم، وتخرج توقيعاته إليهم، وهم:
- الأول: أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري الأسدي وكيل الإمام الهادي والعسكري (عليهما السلام).
- الثاني: ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد المتوفي سنة 304 هـ.
- الثالث: أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي المتوفي سنة 326هـ.
- الرابع: أبو الحسن بن علي محمد السمري المتوفي سنة 329هـ.
• غيبته الثانية: وتسمى الكبرى، بدأت بعد موت علي بن محمد السمري سنة 329 هـ وحتى يأذن الله له بالخروج.
• نقش خاتمه: أنا حجته وخاصته.
• رايته: مكتوب عليها (البيعة لله).
• أنصاره: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ـ عدد أهل بدر ـ وهم خواص أصحابه، وأصحاب الألوية، وعماله فيما بعد على الأمصار.
• محل ظهوره: مكة المكرمة.
• محل بيعته: بين الركن والمقام.
• جيشه: عشرة آلاف.
• دولته: تشمل العالم بأسره، وقد تواتر الحديث الشريف عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأنه (عليه السلام) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
• مدة ملكه: أكثر الروايات تصرح أن مدة ملكه (عليه السلام) أقل من عشر سنين.
سيرته
الاسم: الإمام محمد المهدي (ع)
اسم الأب: الإمام الحسن العسكري (ع)
اسم الأم: نرجس
تاريخ الولادة: 15 شعبان سنة 255 للهجرة
محل الولادة: سامرّاء
مدة الغيبة الصغرى: 69 سنة
البشارة النبوية
في أواخر سني حياته، قصد رسول الله صلّى الله عليه وآله مكة حاجّاً، يرافقه حشد كبير من المسلمين، يتلقون عنه - كعادتهم كل عام - آداب الحج وأحكامه، وفي منى وقف فيهم خطيباً، يدعوهم إلى الحرص على المحبة والمساواة والاتّحاد، ثم ختم خطابه بقوله: «الإئمة بعدي اثنا عشر - ثمّ أردف - كلهم من قريش».
وفي موقف آخر قال: «الأئمة بعدي اثنا عشر، أولهم علي، وآخرهم القائم». (أي قائم أهل البيت، المهدي عليه السلام). وقال أيضاً في موقف ثالث: «المهدي منا أهل البيت. يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً».
كما بين أيضاً أنّ المهدي من ولد فاطمة ومن ذرية الحسين، وذلك حينما ضرب بيده على منكب الحسين وقال: «من هذا مهدي هذه الأمة» عليهم جميعاً أفضل السلام. كانت هذه البشارة من رسول الله (ص) إلى أمّته، موضع اهتمام وانتشار بين الناس، إذ أتت على لسان رسول ربّ العالمين صريحة قاطعةً، تضع الحق في نصابه، وتحدد للأمة الإسلامية قادتها بالحق، فتناقلتها القلوب قبل الألسنة، ودوّنها كتّاب الحديث على اختلافهم، ونقلوها إلينا أحاديث نبوية قدسية، واشترك في روايتها جميع المسلمين، السني منهم والشيعي، كيف لا وهو الإمام المنتظر، والمخلص الموعود، والقائد المظفر، أعدّه الله سبحانه ليظهر به دينه على الدين كله ولو كره المشركون.
أم الإمام المنتظر
ولد الامام الحجة لأبيه من أم رومية، تعرف بين أفراد عائلة الإمام باسم «نرجس». ويروى أنّها كانت بنت ملك من ملوك الروم، وأنّ أمها تنتهي بالنسب إلى «شمعون الصفا» أحد حواريي المسيح عليه السلام.
وقعت «نرجس» في أسر المسلمين بعد معركة جرت بين المسلمين وبين قومها الروم في مدينة تدعى «عمورية»، انتهت المعركة بانتصار كبير للمسلمين، ووقع عدد كبير من الروم أسرى جيء بهم إلى بغداد. وقد جرت العادة أن يباع الأسرى في سوق تسمّى سوق النخاسة، وكان بيع الأسرى يتم لتأمين أماكن لسكناهم ورعايتهم، وكذلك على أساس المعاملة بالمثل، كما كان يجري للأسرى المسلمين، الذين يقعون في أيدي خصومهم من غير المسلمين.
أرسل الإمام الهادي عليه السلام أحد النخاسين واسمه «بشر» إلى بغداد، ليشتري الفتاة الرومية الأسيرة، ويحضرها إليه. فحملها النخاس إلى سامراء حيث يقيم الإمام (ع)، الذي بشرها بمولودها المبارك، المهدي المنتظر، الذي يملك الدنيا، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
سرت «نرجس» لهذه البشرى، وأقامت لدى الإمام قريرة العين. وكانت من الصالحات الناسكات، وحين حملت بالمهدي عليه السلام، خفي حملها على أكثر النساء اللواتي كن قريبات منها، وشاء الله لها أن تكون أماً لأكرم مولود، حارت به الظنون وضلّت به العقول، وصدق به المؤمنون برسالة جده المصطفى، وآبائه أئمة الهدى؛ عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام. {ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين} القصص: الآية 5.
الخامس عشر من شعبان
حلت ليلة النصف من شهر شعبان سنة 255 للهجرة، فطلب الإمام الحسن العسكري من عمته السيدة حكيمة أن تلازم «نرجس» في تلك الليلة ولا تفارقها. فقد شاءت العناية الإلهية أن تكون هذه الليلة المباركة، ليلة الخامس عشر من شعبان، هي الليلة الموعودة، لولادة المنتظر الموعود، ووضعت «نرجس» وليدها المبارك، تحيطه العناية برعايتها، وتحفّ الملائكة بمهده. وأسماه أبوه - إنفاذ لمشيئة الله - محمداً المهدي. وطبقاً للحديث القدسي عن رسول الله (ص):
«لا تذهب الدنيا حتى يلي أمتي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي». (أي يماثل اسمه اسمي).
ومعنى كلمة «المهدي» هو كل من تلبس بالهدى والصلاح، ودعا إلى الحق والخير والصراط المستقيم. وأصبح هذا الاسم علماً على الإمام الثاني عشر عليه السلام. ويعني إضافة إلى ذلك أنّه سيقود الثورة على الظالمين والجائرين، ويحارب الطغاة والجبابرة، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً.
مهدي هذه الأمة
توفي الإمام الحسن العسكري عليه السلام متأثراً بالسم، سنة 260 للهجرة. وكانت سن الإمام المهدي عليه السلام خمس سنوات. ولم يكن يظهر إلاّ للخاصّة المقربين من أنصار أبيه، وذلك حرصاً على حياته، لأنّ العباسيين كانوا جادين في البحث عنه بتحريض من عمه جعفر الكذّاب، رغم إعلانهم بأن الإمام العسكري عليه السلام، توفي دون أن يترك ذرية. وكانوا يدركون مقدار كذبتهم، ويأملون بالعثور عليه والتخلص منه؛ كي يخلو الجو إلى صنيعتهم عمه جعفرٍ.
وقف جعفر يتلقى التعزية بأخيه الإمام (ع)، وحين همّ بالصلاة عليه وتهيأ للتكبير . . ظهر غلام أسمر اللون، وتقدم منه قائلاً: «تأخّر يا عم، أنا أحق منك بالصلاة على أبي».
بهت جعفر واصفرّ لونه، لكنّه لم يملك إلاّ أن يتنحّى مفسحاً المكان لابن أخيه، الذي صلّى على أبيه، ثم خرج من المكان دون أن يستطيع أحد الإمساك به. وأسقط في يد جعفر، هذا المنحرف الذي ترك خطّ آبائه واختار طريق المنكر والسوء، وصدقت فيه كلمة أبيه الإمام الهادي عليه السلام إذ قال: «تجنبوا ولدي جعفراً، فإنّه مني بمنزلة ابن نوح، الذي قال الله فيه: {يا نوح إنّه ليس من أهلك، إنّه عمل غير صالح}.
غيبة إمام الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)
قلنا إنّ المهدي عليه السلام كان لا يظهر إلاّ للمقربين، وقد غاب عن أنظار الناس غيبتين:
الغيبة الصغرى وامتدت تسعاً وستين سنة، كان يتّصل خلافها بوكلائه الخاصين الأمناء، وكانوا هم واسطة الاتصال بينه وبين الناس، يتلقون تعليماته وإرشاداته بواسطة الرسائل التي كانوا يحملونها إليه من كافة الأقطار، ويأخذون منه أجوبتها لأصحابها. كما كانوا يقومون بجباية الأموال الشرعيّة والتصرف بها في وجوهها حسبما تقضي المصلحة. ووكلاءه في تلك الفترة هم على التوالي: عثمان بن سعيد، وابنه محمد بن عثمان، والحسين بن روح، وعلي بن محمد، وكانوا يدعون بالسفراء. وبعد وفاة هذا الأخير انقطع اتصال الإمام بالناس تماماً، وبدأت غيبته الكبرى عليه السلام، وهي ممتدة إلى يومنا هذا وستستمر حتى يأذن الله له بالظهور، عجل الله فرجه الشريف.
وإنّ من أهداف الغيبة الصغرى تهيئة أذهان الناس لمفهوم الغيبة الكبرى، وتعويدهم تدريجاً على احتجاب الإمام عنهم، كي لا يفاجأوا عند ما يحتجب في غيبته الكبرى، وقد سبقه إلى ذلك أبوه العسكري وجدّه الهادي عليهما السلام، فقد كانا يحتجبان كثيراً عن أعين الناس، في خطوةٍ تعتبر تمهيداً لغياب المهدي عليه السلام واحتجابه.
وكذلك فإنّ الاحتجاب يعود الناس على الاتصال بالسفراء وقبول رعايتهم لشؤونهم، والتوسط بينهم وبين الإمام (ع) في فترة غيبته الصغرى. وقد شغل السفير الأول منها حوالي خمس سنوات، والسفير الثاني حوالي الأربعين عاماً، والسفير الثالث واحداً وعشرين عاماً، والرابع بقي في السفارة ثلاث سنوات. توفي بعدها، وبدأت بوفاته الغيبة الكبرى.
هذا وإنّ أسباب الغيبة الكبرى هي من الأمور الغيبة، وفي روايةٍ عن الإمام الصادق عليه السلام، حين سئل عن ذلك قال: «إنّ هذا الأمر لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره، كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر إلاّ بعد أن افترق عن موسى (ع)، وإنّ هذا أمر من أمر الله، وسر من أسراره، وغيب من غيبه». وعلينا الالتزام بما اقتضته مشيئة الله سبحانه.
وعن الإمام الحسن عليه السلام، أنّه قال لجماعة لاموه على تسليم السلطة لمعاوية بن أبي سفيان: «ما منّا أحد إلاّ ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلاّ القائم . . فإنّ الله يخفي ولادته، ويغيّب شخصه، لئلاّ تكون في عنقه بيعة، وهو التاسع من ولد أخي الحسين، يطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهره بقدرته، في صورة شاب دون الأربعين، والله على كل شيء قدير».
نعم، الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيءٍ، ويحدّثنا القرآن الكريم عن كثير من المعمّرين، فهذا النبي نوح عليه السلام، قد عمر أكثر من ألف سنة، كما أخبرنا ببقاء عيسى عليه السلام.
والتاريخ أيضاً يحدثنا عن كثيرين: لقمان بن عاد عاش خمسمئة سنة، وقيس بن ساعدة عاش سبعمئة سنة، وعمر بن ربيعة عاش أربعمئة سنة وغيرهم كثير.
ومن الطبيعي أن ينتقل تفكيرنا إلى من يرعى شؤون المسلمين في هذه الفترة - فترة الغيبة الكبرى - ومن يتولى أمورهم، لأنّ ولاية أمر المسلمين مهمة ذات شأن عظيم، وهي تستمد شرعيتها من الآية الكريمة : {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.
وفي غيبته عليه السلام، وإلى أن يأذن الله له بالفرج، على المسلمين أن يرجعوا في أمور دينهم ودنياهم إلى الفقيه العادل الذي تحدد الرواية القدسية أوصافه: «وأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه».
أسطورة السرداب
كان الإمام المهدي عليه السلام، خلال الفترة الأولى من حياته يعيش في بيت أبيه الإمام العسكري (ع)، وكان يتستر عن عيون الحكام وجواسيسهم، ويلجأ أحياناً إلى مخبأ في البيت يسمونه «السرداب»، وكان السرداب - ولا يزال حتى اليوم - يستعمل في بيوت العراق للوقاية من حر الصيف اللاهب.
فإذا اشتدّ الطلب عليه، أو حوصر بيته . . كان يخرج من البيت محاطاً بعناية الله ورعايته، ويغيب مدة يحضر فيها المواسم الدينية. أو يزور مجالس أصحابه الأوفياء، يحل مشاكلهم ويقضي حوائجهم؛ من حيث لا يعرفه إلاّ الصفوة المخلصون منهم.
وحين بدأت غيبته الكبرى عليه السلام، خرج من بيت أبيه في سامراء، إلى أرض الله الواسعة، يعيش مع الناس، ويقاصي ما يقاسون، ويحضر مواسم الحج وغيرها من المناسبات، دون أن يعرفه أحد، حسب التخطيط الإلهي، والمصلحة الإسلامية العامة، الأمر الذي هو سر من سر الله وغيب من غيبه، كما قال الصادق عليه السلام.
وقد استغلّ الحاقدون زيارات المؤمنين لمرقد الإمامي الهادي والعسكري عليهما السلام، في سامراء، واتّهموهم بالقول بأنّهم يعتقدون أنّ الإمام المهدي (عج) دخل السرداب وما زال فيه وهذا - لا شك افتراء رخيص وادّعاء باطل.
فقد عرفنا أنّ المهدي عليه السلام، غادر بيت أبيه نهائياً ليعيش كما يعيش غيره من الناس. وذلك حتى يحين وقت المهمة التي ادّخره الله لها، فيظهر ليحقّ الحق ويزهق الباطل، ويملأ الدنيا قسطا وعدلاً، بعد أن ملئت ظلماً وجوراً، تسليماً بقول الرسول الاكرم (ص)، الذي لا ينطق عن الهوى، ومصداقاً لوعد رب العالمين بأن يرث المؤمنون الأرض وما عليها.
وعلينا نحن إلى ذلك الوقت . . وقت ظهوره الشريف، أن نجند أنفسنا لنكون من أعوانه وأنصاره، وذلك بأن نتقيد بتعاليم رسالة جدّه المصطفى (ص)، وأن نكون من أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتأبى الظلم وتحارب الظالمين، لنستحقّ أن نكون من جنوده عليه السلام، جنود الحق والعدل والإيمان، داعين إلى الله سبحانه أن يعجّل فرجه، ويسهّل مخرجه، ويجعلنا من أنصاره، والدعاة إلى سبيله.