عندما ترفض العيون أن تغمض، أو الجفون أن ترف، عن السحر في الطبيعة، فهذا يعني أن ما وقع عليه البصر جذاب لدرجة لن تستجيب لطلبك الحواس، ويصبح قرارها ذاتيا، لا مركزية فيه.
وعندما يكون المشهد نادراً ولا يتكرر إلا لفترة وجيزة من كل عام، عندها يكون الحق لكل المشاعر التمرد على الاوامر، ويصبح الفكر والقلب والحواس مجتمعة تعمل بأتجاه واحد، الا وهو الغرف من متعة البصر لتتحول في باقي أيام السنة من بصرٍ الى بصيرة وموعد مع عام جديد.
لا تبرز ألوانه إلا لفترة وجيزة تكون فيها الظروف الطبيعية ملائمة، ومستوى أرتفاع الماء معتدل نسبياً، وهذه الفترة القصيرة عادة ما تكون في الفترة الفاصلة بين المطر والصحو، وبين الرطوبة والجفاف، لذا من الصعوبة تحديدها بوقت معين، وهنا يكمن سر جمالها وجاذبيتها، حيث تنبت في قعر النهر نبتة خاصة بتلك البلاد وتُسمى Macarenia clavigera ، وتتشكل كخطوط داخل الماء بألوانها الحمراء، ويُقابلها في المقلب الآخر بعض الفُسحات من الرمال الصفراء والخضراء، وإنعكاس لون السماء على سطح الماء، مع الكثير من الانعكاسات من هنا وهناك .
موقع النهر في ولاية ميتا، يبلغ طوله حوالي 100 كيلومتر، وعرضه يزيد عن 20 متراً، وتستمر هذه الفترة المُحددة بتاريخ معين، الى بضعة أسابيع فقط في كل عام، والوصول اليه ليس بالأمر اليسير، حيث يتطلب المسير من مدينة ماكارينا وفي مسارات برية كثيرة عبر الحديقة الوطنية.