نسبه وولادته:
هو أبو موسى الميرزا جعفر ابن السيد مهدي ابن السيد حسين ابن السيد احمد ابن السيد محمد الحسيني الشهير بالقزويني.
من مشاهير اعلام عصره، وأحد زعماء الحركة العلمية والأدبية ولد في الحلة عام 1252 هـ وقيل أنه ولد في النجف الأشرف ولكن جاء في رسالته ما يبرهن انه ولد في الحلة فجاء فيها:
HTML clipboard ثم دخلنا بابل، وحللنا تلك المنازل:
بلاد به حل الشباب تميمتي وأول أرضِ مس جلدي ترابها
نشأته:
نشأ على والده فعني بتربية ووجهه أحسن توجيه، فقد غذاه بأخلاقه وطبعه الكريم، ولقنه مبادئ العلوم تلقينا يعرب عن فن وحسن ذوق، وهاجر إلى النجف الاشرف فاتصل بأخواله الأعلام من آل كاشف الغطاء ومنهم العلامة الشيخ مهدي نجل الشيخ علي، وقرأ عليه كثيراً من العلوم وحضر حلقات درسه في الفقه الإسلامي، وقرأ الأصول على الشيخ مرتضى الأنصاري.
هاجر إلى الحلة بعد ما أشعر أساتذته وأعلام عصره انه بلغ مرتبة الكمال وحصل الغاية المنشودة من طلب العلم، وشعر والده أنه بحاجة إلى ممثل وسفير يشاطره العمل ويعرب عن مقاصده وقضاء حوائج الناس، حيث اتجهت الزعامة الدينية في الحلة إلى والده اتجاهاً قوياً.
وتولى كما أراد والده والناس الزعامة الاجتماعية والدينية التي كانت تفتقر إلى مثله، وبذلك قام بإدارة أمور أبيه وأهالي مدينته، فكان القائد المحنك، والزعيم المحبوب والخطيب المفوه، والشاعر المطبوع.
وكان السلطان يخصه بالسؤال عند المناسبات حتى بلغ ان جعل له كرسياً في دار الخلافة باسمه.
السيد ميرزا جعفر عند المؤرخين وأرباب السير:
ذكر جمع من المؤرخين وأصحاب السير ومنهم المحقق السيد حسن الصدر في كتاب (التكملة) والعلامة ميرزا حسين النوري في كتابه (دار السلام) والعلامة المحقق الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه (الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة).
وذكره العلامة الأمين في (أعيان الشيعة) ج16 ص267 فقال:
كان المترجم له عالماً أديباً وجيهاً في الحلة، وتقدم عند الولاة ومشى في مصالح الناس، وطار ذكره وانتشر فضله، ومدحه شعراء عصره، وخاصة شعراء الحلة، وكثير من ديوان السيد حيدر الحلي فيه وفي أقربائه ويظهر من رسائله انه كان كاتباً بليغاً ضليعاً بالأدب واللغة عالماً ببعض أجزاء الحكمة، وله شعر ونثر ومطارحات ومراسلات كثيرة.
ذكره الشيخ السماوي في كتاب (الطليعة) فذكر ان بلغه ان بعض الجند ضرب أحد طلبة العلم في النجف على وجهه فغضب ثم مضى إلى دار الحكومة فدعا بالجندي وباالطالب فأمره ان يقتص منه بمثل ضربته، وكان شاعراً يجمع في شعره الرقة والمتانة، ذكره الشيخ علي كاشف الغطاء صاحب (الحصون المنيعة) فمما قاله فيه: انه كان عالماً فقهياً أصولياً بليغاً رئيساً جليلاً مهاباً مطاعاً لدى أهالي الحلة.
ثبت الجنان، طلق اللسان، يتكلم باللغات الثلاث العربية والفارسية والتركية.
مؤلفاته:
التلويحات الغروية في الأصول، الاشراقات في المنطق.
وفاته:
كانت وفاته فجأة فجأت قلوب الناس في الحلة في حياة أبيه، وذلك في أول المحرم من عام 1295 هـ، ونقل جثمانه على الاكتاف إلى النجف، وكان يومه عظيماً في منطقة الفرات الأوسط فقد ازدحمت الجماهير على حمله وماج حول نعشه، ودفن بالصحن الحيدري مما يلي الرأس الشريف، وأقيمت له الفواتح في كل مكان وتسابق فيها الشعراء إلى رثائه من النجف الأشرف والحلة.
نموذج من شعره: قوله راثياً الإمام الحسين (عليه السلام) ونادباً الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
أثنتك عما رمته الأقدارأم قلَّ صارم عزمك الأخطار
أم حال عما كنت تأمل وقعهفلك القضا أنى وفيك يدار
يا مدرك الأوتار طال بك المدىقضت الحقوق وضاعت الأوتار
فمتى أراك بفيلق من دونهتهوي النفوس وتخطف الأعمار
في جحفلٍ إن لاح بارق بيضهماجت له الأقطار والأمصار
فالأرض خيل والسماء فوارسوالشهب بيض والفضاء غبار
ورمى المنون تديرها أسد الثرىودقيقها ما يحصد البتار
ولقد أقول: وأنت اعلم بالذيقد قلت لكنَّ القلوب حرار
إن المقام على الهون مذلةالموت فيه عزة وفخار
لله كم تفضي وانك عالمقد هتكت عن دينك الأستار
ولكن تفض على القذى جفنا وتــــعلم ان ذلك ذلة وصغار
أدعتك داعية القضا كلا وهليجري بدارة غيرك الدوار
أم لم تطعك البيض في أغمادهاأم لم يجبك الأسمر الخطار
أم أنت لم تعلم بما قد نابناانى وقد ضاقت بنا الأقطار
إلى أن يقول:
هذي أمية لم ترعَ يوما ولمتحلل بساحة عيشها الأكدر
قرت وقد نالت نهاية قصدهايوم ابن فاطمة وليس قرار
نهض فدتك نفوسنا واروِ صجىالبيض الرقاق فإنهن حرار
من عصبة تركت دم ابن محمدوبنيه يوم الطف وهو جبار
شكت حشا الدين الحنيف بطعنةلا يستطيع بلوغها المسبار
طحنت جناجن عزكم من بعدماجعلت عليه رحى المنون تدار
وسرت بنسوتكم على عجف المطاأسرى بهنَّ إلى الشام يسار
يابن الغطارفة الألى من هاشمبلغت بهم هام السماء نزار
ماذا القعود على الهوان وفيك مابين البرايا تدرك الأوتار
فمتى أراك بأرض مكة قائماًتزهو بغرة نورك الأقطار