الاستشارية: زهراء التميمي
عندما يكون الوسط المحيط بالمراهق غير مناسب لإشباع حاجاته الجسمية أو النفسية فإنه يأخذ في الاحساس بالحرمان أو بالخطر أو بعدم الانتماء أو بالنبذ أو بأي احساس من تلك الأحاسيس التي تبدأ في التضخم والاستفحال، والتي تنعكس بالتالي على سلوك المراهق ومواقفه من الآخرين. والواقع أن المراهق لا يستطيع أن يقف مكتوف اليدين ازاء ما يجده من تقصير الوسط الاجتماعي في حقه. والموقف الذي يتخذه يعوض الحرمان الذي فقده، فقد يبحث عن جماعة أخرى جديدة ينتمي إليها تكون مستعدة لتقبله.
أما المراهق الذي ينشأ في وسط اجتماعي يرعى حاجاته الجسمية والنفسية فأنه
يتفاعل معه تفاعلاً ايجابياً، ويتكيف لمطالب التكيف السليم، فالمراهق الذي يتلقى الرعاية الوالدية على اختلاف مضامينها، سينمو نمواً سليماً وينشأ على الاستجابة لتوجيهاتهما.
لذا ان عدم تفهم الكبار للحاجات النمائية للمراهق أو عدم السعي لإشباع هذه الحاجات بحكمة، بالأخص الحاجات النفسية، تؤدي الى حدوث خلاف بين الوالدين والمراهق، مما يدفعه الى اشباعها بطرق أخرى قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة.
فيما يأتي أهم حاجات المراهقين:
أولا : الحاجات النفسية:
تعد الاحتياجات النفسية من اهم الاحتياجات للمراهق، ولا تقل أهمية عن الحاجات الفسيولوجية كالغذاء وغيره، وهي ما تسمح بتشكيل هوية إيجابية متكاملة لدى المراهق تُمكّنه من عبور هذه المرحلة المؤقتة والانطلاق بثقة نحو مرحلة الشباب والرشد. وهذا ما يمهد لعلاقة ناجحة معه.
فينبغي على الوالدين ان يهتموا بإشباع الحاجات النفسية للمراهق بطرق سليمة، لما لها من أهمية وتنعكس ايجابياً في التوافق النفسي للمراهق.
ومن اهم الحاجات النفسية للمراهق ما يأتي:
1. الحاجة الى الشعور بالاطمئنان والاستقرار النفسي.
2. الحاجة الى الاحترام والشعور بتقدير ذاته من قبل الآخرين.
3. الحاجة الى الحب والود المتبادل من قبل الأسرة والمجتمع المحيط.
4. الحاجة الى الشعور بالكفاءة والثقة في قدراته وامكانياته وادراك دوره.
5. الحاجة الى التعزيز والتشجيع والثناء المنضبط.
6. الحاجة الى القبول الاجتماعي والشعور بالانتماء الى جماعات معينة.
7. الحاجة الى الشعور بالاستقلالية الذاتية "المنضبطة".
8. الحاجة الى التوجيه والارشاد المتزن.
9. الحاجة الى الإيمان (التربية الدينية).
ثانيا: الحاجات الجسمية:
دور الآباء والمربين ازاء احتياجات النمو الجسمي لدى المراهقين:
- فهم المرحلة وما يحدث بها من تغييرات، مع معرفة نسبة التغير الذي يحدث.
- توضيح تغيرات المرحلة للمراهق بما يتناسب مع سنه.
- التدرج في تعليم المهارات الحركية والحرص على رفع مستوى اللياقة البدنية.
- عدم وضع المراهق في مجموعات غير متكافئة من حيث القوة ومستوى المهارة.
- عدم السخرية من نموهم الجسمي، واختيار اللبس المناسب.
- توجيه المراهق في كيفية ممارسة العادات اليومية مثل شغل وقت الفراغ أو العمل أو الدراسة.
- عدم دفع المراهق إلى أداء أو فعل ما هو أكبر من طاقته وقدرته.
- تعليمه العادات الحركية السليمة مثل استقامة الظهر، والجلوس السليم على مكتب الدراسة، وكذلك الطريقة الصحيحة لحمل الحقيبة الدراسية.
- تعليمه وسائل الوقاية من الأمراض بأنواعها.
- تنمية الثقافة الدينية لديه.
ثالثا: الحاجات المعرفية:
دور الآباء والمربين ازاء احتياجات النمو المعرفي (العقلي) لدى المراهقين:
معرفة وملاحظة نوع الذكاء الذي يمتاز به المراهق عن طريق الاختبارات النفسية المختلفة أو الملاحظة السلوكية.
التخطيط والتوجيه المهني المبكر للمراهق (اكتشاف المواهب وتنميتها والميول العلمية والاكاديمية).
لا يُطالب أن يعمل أكثر مما تسمح به قدراته وامكاناته والتركيز على تنمية القدرات.
عدم مقارنة قدراته وقابلياته بالآخرين.
العمل معه من حيث مستوى خبرته والرُقي به حتى الكفاية والكفاءة.
اشراكه ودمجه في مجموعات شبه متكافئة ومتوازنة في القدرات الفكرية والذكاء.
عدم اتهامه بالغباء أو الانتقاص من قدراته أو نعته بالألفاظ المشينة، بل تشجيعه وتحفيزه ليتقدم خطوة الى الأمام مقارنة مع موقعه الحالي بعيداً عن المنافسة غير الشريفة.
رابعا : الحاجات اللغوية
دور الآباء والمربين في مقابلة احتياجات النمو اللغوي للمراهقين:
- عدم تكذيب المراهق إلا عند التأكد من ذلك بشرط عدم مس ذاته أو تجريحها.
- التدريب على الكلام والإلقاء بصوت مسموع في سن مبكرة.
- عدم الاستهزاء عند التأتأة، أو التردد أثناء الكلام.
- عدم المقاطعة السريعة أثناء حديثه.
- الاستماع والإنصات له أكثر من التكلم.
- عدم تصيد الأخطاء اللفظية بل تشجيعه على الكلمات السليمة والمحببة.
- التحدث أمام المراهق بالكلمات والعبارات الطيبة حتى يعتاد عليها.
- الحديث بصوت هادئ والبعد عن الصخب والصراخ والعصبية.