لماذا التعلم السريع؟ هل له نتائج مؤكدة؟ كلما تكلمنا عن التعلم السريع في السنوات الأربعة السابقة كان السؤال الذي يُطرح بقوة وبشكل متكرر: هل هناك أبحاث، أو دراسات أو أي شيء يثبت فعالية التعلم السريع؟ وأعتقد أنك تتفق معي على ضرورة أن نحتاج إلى أدلة واقعية تثبت جدارته، وسنعرض عدة مقالات فيها أدلة من دراسات وتجارب بداية من أبحاث لوزانوف ثم روسيا ثم هنغاريا ثم الولايات المتحدة وأخيراً من دمشق والدوحة وجدة ومراكش والخرطوم.
تعاونت المدربة غادة لرم والمدربة جواهر المانع، وهن ممارسات في التعلم السريع من مركز دبي للتعلم السريع، في تنفيذ الكثير من الدورات والورشات باستخدام التعلم السريع، وخلال دروسهما كانت المدربة غادة تدعو المتعلمين لأن يكونوا منفتحين: "غالباً سوف لن, ولن تستطيع, أن تحس بمقدار ما تتعلمه" هكذا قالت. "كن واثقاً في قدراتك الداخلية الجوهرية وسوف تكون مندهشاً من السرعة التي تتطور بها ذاكرتك وقدرتك على الإبداع. ولكن إمنحها الوقت". وقالت جواهر مقتبسة من إبيكتيتس: "لا يوجد شيء عظيم تم صنعه بشكل مفاجئ، أي شيء هو عنقود من العنب أو التين. فإذا أخبرتني أنك ترغب ببعض من العنب, سأجيب عليك بأنه يجب أن تنتظر بعض الوقت. دعها تزهر في البداية, ثم تصبح فاكهة, ثم تستوي."
بعد أن تشاهد كيف تقوم المدربتان غادة وجواهر وهن تقومان بتنسيق القاعة الصفية وتقومان بتعليم المتعلمين بنبرة صوت ساحرة وخلابة. أستطيع أن أؤكد أنه في الحقيقة تستطيعان جعل المتعلمين "يزهرون". لقد أكدتا على التعليم والتطوير الذاتي يحدثان بسببك أنت, وكما قالت المدربة غادة: "لا أحد يستطيع أن يعلمك إلا أنت نفسك".
النتيجة: لقد أقام مركز دبي للتعلم السريع الكثير من الدورات في التعلم السريع في السنوات الستة الأخيرة وعلى نطاق واسع، في سوريا والإمارات العربية والمملكة المغربية والسودان وقطر والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وسلطنة عمان، ولقد انتشر الكثير من ممارسي التعلم السريع في التطبيق، ولقد تحدثنا مع عدد كبير منهم حول النتائج من التعلم السريع فكانت جميع آرائهم ووجهات نظرهم متشابهة: "التعلم السريع هو طريقة تعليمية ذات قيمة وأهمية عظيمة". يقول يوسف دوارة وهو مدرب بارع في مجاله: "إنه شيء عظيم أن تساعد القسم الأكبر من المتعلمين على تحقيق النتائج التي عادة ما يحققها القسم الأقل من المتعلمين والذين نطلق عليهم لقب العباقرة".
كل شخص تحدثنا إليه اعترف بالدور الرئيسي الذي قام به الدكتور لوزانوف, لكنهم كانوا متفقين بالإجماع أن التعلم السريع قد تطور بشكل أكبر وأبعد من الطرق التي تخص شخصاً واحداً بعينه. التعلم السريع هو الآن حركة، حركة يساهم بها الآن الآلاف من المعلمين المحترفين وعلماء النفس التعليمي حول العالم، وفي عالمنا العربي أيضاً. إنها نمط من التعليم الذي يستمر في التطور ولقد تميزنا في كتاب "التعلم الطبيعي – التعلم السريع" ليس فقط من أجل أن نجعلك تصل إلى "حالة من الفن والإبداع" وإنما لنجعل هذا الفن والإبداع جزءاً من حياتك الشخصية.
الدكتور محمد ابراهيم بدرة
المصدر: موسوعة التعليم والتدريب
ILL98765465432