أقترب مسبار ناسا الثالث إلى وجهته الأخيرة على سطح كوكب المريخ، والذي يدعى "بيرسفيرنس" التي تعني "العزيمة" باللغة العربية.
ومسبار "بيرسفيرنس" هو عبارة عن سيارة مصممة للتحرك على تراب المريخ، من المقرر أن تصل إلى سطحه بحلول 18 فبراير شباط المقبل، بهدف البحث عن أشكال للحياة على سطح الكوكب الأحمر.
وبحسب موقع "نيو ساينتست"، فإن الهبوط على المريخ يعد عملية صعبة، وقد فشلت 60 بالمئة من المهمات التي حاولت ذلك إلى هذه اللحظة.
ومن المقرر أن يتبع مسبار "بيرسفيرنس" نفس تسلسل عملية مسبار "كيوريوسيتي"، الذي نجح في الهبوط على سطح الكوكب في عام 2012، باستخدام درع حراري ومظلة.
وقد أدى استخدام هاتين الوسيلتين إلى التخفيف من سرعة الهبوط من 20 ألف كيلومتر في الساعة إلى 4 آلاف كيلومتر فقط في الساعة، وذلك قبل أن تقوم رافعة جوية تدعى "سكاي كرين"، بوضع السيارة برفق على الأرض.
ومن المقرر أن يهبط " بيرسفيرنس" في حفرة "جيزيرو"، والتي يعتقد أنها قاع بحيرة جافة.
وقال عضو فريق " بيرسفيرنس" والباحث بجامعة "بوردو" بولاية إنديانا الأميركية، بريوني هورغان، "بمجرد أن تصل إلى الغلاف الجوي للمريخ، فإن الرياح تغمرك من حولك وتجعل من الصعب التنبؤ بها".
إضافة إلى ذلك، فإن موقع الهبوط بحفرة "جيزيرو" يعد خطرا للغاية بسبب تضاريسها الطبيعية الوعرة، إلا أن نظام الملاحة الجديد الملحق بمسبار " بيرسفيرنس"، سيلتقط صورا مع اقترابه من السطح، وسيحدد بشكل مستقل آمن بقعة الهبوط.
وتتضمن مهام مسبار " بيرسفيرنس" العلمية، البحث عن دليل وجود حياة حالية أو سابقة على المريخ.
ويقول موقع "نيو ساينتست"، إنه على الرغم من الأدوات العلمية المتطورة الموجودة بالمسبار، فإنه على الأرجح لن يكون قادرا على تأكيد وجود علامات حياة، بيقين يصل إلى نسبة مئة بالمئة.
وقال هورغان "الأمر هو أننا نعثر على دليل قوي - مثل طبقات من مادة عضوية ذات طبقات من نسيج ميكرسكوبي على خط ساحلي قديم".
وأضاف العالم "لكننا سنظل في حاجة إلى التحقق والتأكد من أن هذا لم ينجم عن عمليات غير حيوية غريبة، ومن أجل فعل هذا، سنحتاج إلى جلب عينات إلى الأرض وبحثها معمليا".
لذلك، ينطوي النصف الآخر من مهمة المسبار، على أخذ عينات من الرمال والصخور، وتعبئتها بحرص في 43 أنبوبة اختبار موجودة في بطن المسبار، حيث سيتركها على المريخ في مكان محدد، قبل عودته إلى الأرض.
ومن المقرر أن تطلق عملية أخرى في 2026، من أجل جلب هذه العينات وإعادتها إلى الأرض، وفقا لتقرير "نيو ساينتست".
ووصفت لوري غلايز، مديرة علوم الكواكب بوكالة ناسا الأميركية للفضاء، العملية خلال مؤتمر صحفي، بأنها تبدو "معقدة.. إلا أن الأمر يستحق ذلك"، على حد قولها.
وتابعت غلايز "نتوقع أن تمدنا عينات المريخ بمعلومات جديدة لمدة عقود، بينما ندرسها بأحدث الأدوات المعملية التي لا يمكننا نقلها إلى المريخ في الوقت الحالي".
وأشار تقرير "نيو ساينتست" إلى أن العلماء لا زالوا يدرسون صخور القمر التي جلبتها مهمات "أبولو" بين عام 1969 وعام 1972، ومن الممكن أن تمدنا عينات المريخ بمعرفة عميقة عن سطح الكوكب الأحمر، عند دراستها معمليا.
ويمكن للصخور القادمة من المريخ أن يكون لها فائدة أخرى، فقد تكون بمثابة تدريب لطواقم البعثات المرسلة إلى الكوكب الأحمر مستقبلا، والتي تعني على الأرجح، إرسال بشر إلى المريخ وإعادتهم مرة أخرى إلى الأرض.
وقالت واندا بيترز، من قسم المهمات العلمية بوكالة ناسا، خلال المؤتمر الصحافي، إن "'بيرسفيرنس' هو المرحلة الأولى في أول رحلة ذهاب وإياب على الإطلاق، إلى كوكب آخر".