تعرّف إلى النسخة الأذربيجانية من فطائر الصاج
مختلف زوايا أذربيجان محبوكة بالأساطير والمعتقدات القديمة.. ولا يقتصر ذلك على قلاعها التاريخية، وقصورها الشامخة فقط، بل يتضمن الطعام أيضاً. ولكن، ما هي المعتقدات وراء خبز "ليزغي" الشبيه بالشمس؟
وتُعرف محافظة قوسار بشمال شرق أذربيجان بتحضير هذا الخبز، وتحضره أيضاً أقلية عرقية بأذربيجان تدعى "Lezgins".
ويصل عدد هذه الأقلية إلى 178 ألف شخص، وهم يعيشون في المناطق الشمالية في البلاد، وفقاً لما هو مذكور في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأذربيجانية.
وأثناء وصفها لهذا الخبز، قالت مؤلفة كتاب "الرمان والزعفران: رحلة مطبخية إلى أذربيجان"، الذي يستكشف الوصفات الأذربيجانية، فيريدي بويوران، إنه عبارة عن خبز مسطح، مشيرةً إلى أنه أكثر سماكة من خبز "لافاش".
ويُصنع هذا الخبز في فرن تقليدي يُدعى "Kherek"، أو "Kheer"، وهو يتواجد في كل منزل في قوسار تقريباً، وفقاً لما قالته بويوران.
وقبل تناولك لهذا الخبز، ستلاحظ مظهره الفريد، فبدلاً من أن يكون سطحه مالساً، يغطى بالكامل بالتقعرات.
وقالت بويوران إنه بعد تحضير ورقّ العجين لجعله مسطحاً، يتم الضغط عليه بأطراف ريش طائر الأوز، أو مجموعة من الأغصان.
وليست هذه العملية مجرد خطوة عشوائية، إذ أنها تعود لآلاف الأعوام، وهي متعلقة بالمعتقدات القديمة التي كانت منتشرة في المنطقة قبل انتشار الإسلام.
وكانت الديانة الأولى في أذربيجان هي الزرداشتية، وآمن الأشخاص قديماً بالظواهر الطبيعية مثل الشمس والقمر، وفقاً لما هو مذكور في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأذربيجانية.
وشرحت المؤلفة قائلةً: "يُعتقد أنه في العصور التي سبقت الإسلام، أي عندما قام السكان بعبادة الشمس، قاموا بصنع خبز يرمز إلى (الشمس) من خلال شكله، وسطحه المغطى بالتقعرات".
وأشارت المؤلفة إلى أن صنع خبز "ليزغي" يُعد عملاً جماعياً.
وعند تحضيره، سترى مجموعة من النساء، أو أسرة بأكملها، أو حتّى الجيران، وهم يتجمعون مع بعضهم البعض، ويكلفون كل شخص بمهمة معينة، لإكمال عملية تحضير الخبز.