يبدو أن احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بطريقة فوضوية يزداد مع مرور الوقت. ويمكن لمثل هذا السيناريو أن يحول خطط رحلات ملايين الناس إلى تجارب بائسة تتمثل في تأخير أو حتى إلغاء الرحلات.





ويواجه المسافرون الكثير من التساؤلات والشكوك حول كيفية دخولهم أو خروجهم من المملكة المتحدة.



وأكد "داوننغ ستريت"، أن قواعد حرية التنقل لمواطني الاتحاد الأوروبي ستتغير "على الفور"، وستتضمن التعديلات إجراءات صارمة في عمليات التفتيش. وستُقدم المزيد من التفاصيل حول التغييرات في الوقت المناسب.
ونظراً لعدم وجود أي نظام بديل قائم حتى الآن، فإن احتمال فرض قيود حدودية جديدة سارية المفعول من اليوم الأول لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المحتم، لم يفعل الكثير لإخماد المخاوف.
وربما ستجري الأمور كالمعتاد، أو وربما سيقضي المسافرون ساعات أو حتى أيام داخل صالات المطار.
وتقدّر قيمة قطاع السياحة عبر حدود المملكة المتحدة بمليارات الدولارات، وتعد تلك الرحلات السنوية أساسية للملايين من العاملين في قطاع السياحة.





وأكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والذي تولى منصبه حديثاً في يوليو/تموز، أن المملكة المتحدة ستترك الاتحاد الأوروبي في الموعد المتفق عليه. لذا يبدو أنه لا يوجد مفر من ذلك المصير.
وبحسب خبراء قطاع السياحة والسفر، يستطيع المسافرون من وإلى المملكة المتحدة توقع اضطرابات كبيرة، خاصةً إذا تم تطبيق القيود الجديدة على الفور. ومن المحتمل أن تتأثر كل من مجالات الطيران، والتأمين، ومراجعة جوازات السفر، وغيرها من ضروريات السفر.
ويقول الرئيس التنفيذي للرابطة الأوروبية للسياحة، توم جينكينز، إن سيناريو بدون اتفاق، والذي يشير إلى خروج بريطانيا المباشر من الاتحاد الأوروبي بدون أي اتفاقيات حول عملية الانسحاب، قد يتسبب في طوابير متزايدة عند قسم مراجعة جوازات السفر، حيث تنوي دول الاتحاد الأوروبي معاملة المسافرين من المملكة المتحدة كأشخاص من دول العالم الثالث، بدلاً من معاملتهم كأشخاص يتمتعون بحقوق الاتحاد الأوروبي الكاملة في ظل حرية التنقل.
ويشرح جينكينز أن هذا "سيضيف 90 ثانية من الانتظار في نقاط التفتيش لكل راكب. وهذا يعني ساعات من التأخير عند الذهاب في أي رحلة. ومن المرجح أن تتزايد قوائم الانتظار في مطارات المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي".
ويقول مدير العمليات في شركة هيلينغ هوليدايز السياحية، مات دون، إن قطاع السياحة في المملكة المتحدة مهم للغاية، تماماً كما هو الحال في أوروبا، وفي كل عام، يتم إنفاق مبالغ ضخمة من قبل الزائرين من جميع أنحاء العالم.





أما بالنسبة لحاملي جواز السفر البريطاني، أكدت المفوضية الأوروبية أن التأشيرات لن تكون مطلوبة، في البداية على الأقل.
وتقول رابطة السفر البريطانية (ABTA) إن المفوضية الأوروبية أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018 أنه بإمكان المسافرين من المملكة المتحدة زيارة الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة، بشرط توفير ذلك للمواطنين الأوروبيين الذين يزورون المملكة المتحدة.
ومع ذلك، أكدت المفوضية أيضاً أنه اعتباراً من عام 2021، سيتعين على زوار المملكة المتحدة إلى الإتحاد الأوروبي دفع 7 يورو، أي حوالي 8 دولارات، للنظام الأوروبي للمعلومات وتراخيص السفر (ETIAS). وسيستمر هذا الأمر لمدة 3 سنوات، ويضمن ذلك الدخول السلس إلى حدود ومطارات الاتحاد الأوروبي.
ومن المحتمل أن يواجه مسافرو المملكة المتحدة تغييرات كبيرة فيما يتعلق بالتأمين الصحي أثناء الرحلات داخل الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت الحالي، يستطيع المسافرون استخدام الخدمات الصحية من خلال إبراز بطاقة التأمين الصحي الأوروبية (EHIC) للوصول إلى الرعاية الطبية المجانية في أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي.