لوحة من أعمال الفنان سلام كنعان تبرع بها لمواجهة كورونا


تسعى مبادرة "الفن في مواجهة كورونا" التي تنظمها الفنانة الأردنية لمى حوراني للمساهمة بدعم الجهود الخيرة والنبيلة التي تقوم بها المؤسسات الرسمية والعامة، للوقاية من الآثار التي يتسبب بها وباء كورونا على المجتمع، من خلال تعزيز قيم التعاون والتكافل وتقديم الدعم المعنوي والمادي من خلال الفن.



من لوحات مبادرة الفن في مواجهة كورونا بتوقيع الفنانة الأردنية آمال هنداوي‬

الفن لتنتصر الإنسانية

وعن هذه المبادرة تقول مديرة "غاليري رؤى 32 للفنون" الفنانة سعاد عيساوي إن "الفنان مكون أساسي ومهم في المجتمع لا يمكن تجاهل دوره، لا في الحياة اليومية، ولا في الأزمات الكبرى. وقد تجاوب الفنانون في الأردن والعالم العربي مع مبادرة (الفن في مواجهة كورونا) بطريقة رائعة".
وأكدت للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني أن الانتماء والتكافل الاجتماعي والعافية المجتمعية مع الوطن وشعوب العالم، جوهر ومرآة الانتماء الوطني والإنساني، مبينة أن التضامن هو الوسيلة الوحيدة لتنتصر الإنسانية في هذه المعركة.



لوحة تبرع الفنان الأردني حازم الزعبي للمبادرة‬

وكان الأردن تعامل مع أزمة كورونا بطريقة إيجابية رائدة، وكذلك بحكمة وحزم، بحسب سعاد عيساوي، لكن هناك أسر تأثرت بفعل الحجر الصحي وإغلاق الأعمال، وغدت من دون موارد مالية مثل عمال المياومة (بأجر يومي) وغيرهم.
ولهذا جاءت المبادرة -كما تقول- لتساهم في التخفيف عنهم ومساعدتهم وتأمين موارد لهم، "فالفكرة جاءت من الإحساس بالناس وآلامهم، ومن ضرورة التكاتف والتعاضد المجتمعي ووقوف بعضنا إلى جانب بعضنا الآخر في الأزمات، إذ علينا أن نكون موحدين ومتضامنين ومتعاونين".
وكان غاليري رؤى 32 للفنون هو "الجسر الذي يربط ما بين المقتني والفنان وهو دور أساسي نلعبه كغاليري للفنون"، بحسب عيساوي.



لوحة الفنان العراقي هاني الدلة التي تبرع بها لدعم المبادرة‬


أهداف المبادرة

تسعى المبادرة لإبراز الدور الاجتماعي للفن والفنانين والهيئات الفنية، وارتباطه بالمسؤولية الإنسانية، خصوصا في هذه الظروف الاستثنائية، والتأكيد على الارتباط بين قيم الجمال، وقيم المجتمع الأصيلة والنبيلة.
وتهدف المبادرة إلى التبرع بعمل فني من الفنانين الأردنيين والعرب، وتتولى المبادرة تسويق الأعمال الفنية المتبرع بها، وتقديم ريعها للقطاع الصحي ووزارة التنمية الاجتماعية لمساعدة المحتاجين بهدف تعزيز التعاون بين المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص والهيئات الثقافية والفنية في الدعم الاجتماعي.



الفنانة الأردنية لمى حوراني: المبادرة للتأكيد على دور الفن في خدمة المجتمع‬


آلية التبرع

وبخصوص آلية ضمان تحقيق الغاية من المبادرة تقول الفنانة لمى حوراني إنه تم التنسيق مع "نوى"، إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله، التي من خلالها يستطيع المقتني التبرع بثمن اللوحة لمشروع دعم وزارة الصحة أو مشروع دعم عمال المياومة، ليتم تحويلها لحسابات الحكومة البنكية وتقوم وزارة الثقافة بإيصال اللوحات لمشتريها.
وبموجب المبادرة يمكن التبرع بلوحة أو أكثر من الفنان، ترسل صور اللوحات إلى البريد الإلكتروني للفنانة لمى حوراني المشرفة على المبادرة، مرفقة باسم الفنان المتبرع، وتوصيف العمل الفني، ومقاساته، والخامة والألوان المستخدمة، وسنة تنفيذ العمل، إضافة لسعره. وبعد ذلك يتم بيعها وتحويل ريعها للحساب البنكي الرسمي الذي فتحته الحكومة الأردنية لهذه الغاية.



من أعمال الفنان السوري بطرس المعري الذي يعيش في ألمانيا، وقد تبرع بهذا العمل لمواجهة كورونا‬ (الجزيرة)
وعن طريقة توصيل الأعمال الفنية للمقتنين، يتم إرسال الأعمال في الأردن بعد الإشعار بإيداع السعر، وتتولى وزارة الثقافة الأردنية توصيلها لمقتني العمل، أما توصيل الأعمال لخارج الأردن، فيتم تسليمها بعد وصول الإشعار، وتوفر ظروف النقل بعد فك الحظر بسبب كورونا.