في صورة تظهر التناقضات الكبيرة في نمط الحياة التي تشهدها البشرية جرت مسابقة في التهام أكبر عدد من سندويتشات الهوت دوغ في نيويورك، في وقت يكافح فيه نسوة في هذه الصحراء الجرداء في تشاد على نمل يسددن بهن رمقهن ومثلهن كثيرون في القرن الأفريقي والنيجر ومناطق عديدة بالعالم.
جرت المسابقة في كوني آيلاند في هذه الولاية الأميركية بحضور حشد كبير، حيث ابتلع الكاليفورني جوي تشستنت 68 سندويتش هوت دوغ، محافظا على رقمه القياسي السابق ومطيحا بمنافسيه الـ14.
أما صونيا توماس الأميركية من أصل كوري جنوبي فنجحت في التهام 45 سندويتشا في غضون عشر دقائق، مقابل 40 السنة الماضية.
بعض من السندويتشات التي جرى التنافس عليها (الفرنسية)
وغير هذه المسابقة كثير مما يعج به العالم، فهذا مهرجان للطماطم يقام سنويا في إسبانيا ولمدة أسبوع كامل، حيث يتراشق أكثر من أربعين ألف شخص بالطماطم فيتلفون في معاركهم الهزلية تلك نحوا من مائة طن منها.
وفي سويسرا مهرجان للبصل يقام في نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، يتفنن فيه المشاركون في تصميم أشكال فنية بديعة من البصل.
وفي هولندا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية مهرجانات متنوعة للخضراوات والفواكه والحلويات لا تجد معروضاتها في كثير من الأحيان من يأكلها.
وحتى في عالمنا العربي هناك مولعون بالدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فبرعوا في صنع أكبر طبق بقلاوة، وأكبر صينية كبة، وأكبر سلة فواكه، وأكبر قِدْرة فول وغيرها.
وجه آخر
وفي الصورة الأخرى وبينما الناس مشغولون بالترفيه عن أنفسهم بشتى الوسائل حتى لو كانت إهدار الطعام والشراب، يهلك ملايين الجياع في أفريقيا لأنهم لا يجدون ما يسد رمقهم ويطفئ ظمأهم.على أن الفوارق بين البشر تتجلى أكثر ما تتجلى في القرن الأفريقي وفي الصومال على وجه التحديد، حيث يبست الزروع وجفت الضروع، فهامت النسوة والأطفال والشيوخ على وجوههم طلبا لكسرة خبز أو جرعة ماء دون جدوى.
وليس من وصمة في جبين إنسان القرن الحادي والعشرين أشد عارا من تلك المناظر التي تبثها شاشات التلفزة للجياع في أفريقيا وقد نخرت أمراض سوء التغذية عظامهم وأطفالهم. وفي هذه الصورة أعلاه نسوة في تشاد وهن يكابدن في هذه الصحراء القاحلة ليس بحثا عن شيء مما اعتاد الناس أكله ولكن عن النمل ليطفئن به ما يعانينه من جوع.
هذا الطفل لم يجد غير أغصان الأشجار ليطفئ بها جوعه
وورد في تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو) في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي أن الجفاف والحرب في شرق أفريقيا تسببا بتضرر أكثر من عشرين مليون شخص وهم في حاجة ماسة للمعونات الغذائية الطارئة.
وحسب تقرير للمنظمة يموت 6500 شخص يوميا في أفريقيا بسبب الجوع، ويعاني مائة مليون طفل من الجوع.
ومن المفارقات التي أظهرها التقرير أن أعداد البدن في العالم يتجاوز المليار نسمة، وهي نفس أعداد من يعانون من سوء التغذية.
وتطابقت نتائج دراسة حديثة أخرى نشرتها مجلة "لارنست" الطبية مع تقديرات فاو، حيث أظهرت أن واحدا من بين كل ستة أشخاص في العالم يعاني من السمنة.
وأضافت الدراسة أنه رغم التقدم الذي أحرزته الخطوات التي اتخذتها الدول الغنية في خفض نسب الإصابة بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول ارتفع عدد المصابين بالسمنة من 600 مليون عام 1980 إلى مليار شخص في العالم عام 2008 مدعوما بارتفاع عدد السكان حول العالم وارتفاع عدد المسنين.