للعراق نساء آلين على أنفسهن أن يحملن آلام الوطن ويبثثنها في أعمالهن الأدبية، وينقلن معاناة شعب جزء منه موزع بين المنافي والمهاجر، وما تبقى منه داخل البلاد تتوزعه المخاوف الأمنية والتمزق الطائفي.
بعض الأديبات العراقيات يؤكدن أن مهمتهن معقدة وأن أعباءها تنوء بها أقلامهن وإبداعاتهن، لكنهن يواصلن الرسالة بإصرار، خصوصا وأن ما تراه المرأة قد لا يراه الرجل لأنها أكثر التصاقا بالجزئيات الاجتماعية وأكثر معرفة بما تمور به الأسر العراقية.
ذاكرة طافحة بالخوف
فالصور والأحداث اليومية التي يزخر بها واقع العراقيين، تختزنها الذاكرة الإبداعية للكاتبات العراقيات، حسب ما ترى القاصة والروائية ذكرى محمد نادر مؤلفة رواية "قبل اكتمال القرن".
وتلخص الروائية العراقية مهمة الأديبات من بنات بلدها بالقول "مهمتنا أصبحت مركبة ومضاعفة, وعلينا ألا ندع من يعيش غربته أن ينسى وطنه وألا نتركه يغمض العين لينفصل عما يدور فيه"."
بعض الأديبات العراقيات يؤكدن أن مهمتهن معقدة وأن أعباءها تنوء بها أقلامهن وإبداعاتهن لكنهن يواصلن الرسالة بإصرار خصوصا وأن ما تراه المرأة قد لا يراه الرجل
"وتضيف أن "ألم الغربة العراقية قاس جدا، ويعكس واقع التمزق الذي يعاني منه المجتمع داخل الوطن وخارجه" حتى إن "ذاكرة العراقيين صارت طافحة بالخوف والموت وذكريات القتل والخطف والتعذيب، ونفوسهم مشحونة بكل أسباب العزلة والذلة والريبة".
ظهير العراق
أديبات العراق ظهير له، في نظر ذكرى، ولن يتركنه "لقمة بأفواه الغزاة" وتلك برأيها "مهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة, فهي المقاومة لأجل الوجود".
أما الكاتبة والإعلامية عالية طالب مؤلفة رواية "قيامة بغداد" فلا ترى في مهمتها الأدبية غير "مرآة للأرملة الضائعة وسط زخات الحاجة اليومية، والتلاميذ الذين يشتاقون لمدرستهم، والشيخ الذي أجبروه على ترك سجادته وافتقد أصدقاء الحارة، والعائلة المهجرة التي ترسم شجرة المعاناة العراقية يوما بعد يوم".
وصحيح أن الموضوع العراقي "أصبح متداخلاً وشائكاً" وأن "المهمة صعبة" لكن عالية تعمل على أكثر من مشروع قصصي وروائي، وتعتقد أيضا أن كماً هائلا من الأعمال الإبداعية للكاتبات العراقيات ستظهر تباعاً "وتغطي الكثير من زوايا الجرح العراقي النازف".